دعا رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، إلى بناء"جبهة شعبية قوية لضمان استقرار الجزائر وصمودها في وجه جميع المناورات الداخلية وكل التهديدات الخارجية"، محذرا من الأزمات الخارجية التي تدور على حدودنا والمثقلة بمخاطر الإرهاب المقيت وشبكات الجريمة المنظمة التي لا حدود لهما. واغتنم الرئيس بوتفليقة مناسبة إحياء اليوم الوطني للمجاهد لإبراز التحديات التي تواجه البلاد في هذه المرحلة الحساسة، على ضوء المتغيرات الدولية والمخاطر المرصودة عبر الحدود، مشددا على ضرورة تجند المواطنين للتصدي عبر جبهة شعبية صلبة عتيدة، لكافة التهديدات من خلال تسخير جميع قدرات البلاد لمواجهتها. وأكد رئيس الجمهورية في الرسالة التي وجهها بمناسبة هذه الذكرى، تلاها نيابة عنه بولاية تبسة وزير المجاهدين الطيب زيتوني، حتمية مواجهة جميع المناورات السياسوية "وكل المحاولات لزعزعة صفنا بتأويلات خاطئة أو بعرضة لتعاليم ديننا الحنيف"، فضلا عن مواجهة كافة الآفات وعلى "رأسها الفساد والمخدرات، التي تنخر اقتصادنا ومجتمعنا". وإذ أكد أن الجزائر استرجعت الاستقرار والأمن والسكينة بعد "تضحيات جسام جراء المأساة الوطنية"، دعا الرئيس بوتفليقة إلى "صون هذه المكاسب، كونها الركيزة التي لا غنى عنها لاستكمال مشروعنا الاقتصادي والاجتماعي". وفي هذا الإطار، دعا القاضي الأول في البلاد جميع المواطنين للحذو "حذو خيرة أفراد الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني وأفراد قوات أمن بلادنا الذين يضحون يوميا بالنفس والنفيس، حفاظا على حرمة وسيادة ترابنا الوطني وحفاظا على أمن وسلامة شعبنا وممتلكاته". بهذه المناسبة، رفع الرئيس بوتفليقة "تحية التقدير والإكبار" لأفراد الجيش الوطني الشعبي وأفراد قوات الأمن، كما ترحم ب«خشوع وإجلال" على أرواح رجال الواجب الوطني الذين "ما زالوا يجودون بأرواحهم من أجل محاربة بقايا الإرهاب المقيت الآثم حتى القضاء عليه نهائيا بعون الله". في سياق حديثه عن البعد التاريخي وما له من انعكاسات ايجابية على واقع البلاد، أكد رئيس الجمهورية أن الجزائر تنعم اليوم ب«فضائل الحرية والاستقلال وبثمرات مسار البناء والتشييد الذي انطلق فيه شعبنا الأبي منذ أكثر من خمسة عقود"، مشيرا إلى أن هذا المسار "حقق قفزة نوعية وكمية منذ العشريتين الأخيرتين. غير أنه أشار إلى حجم التحديات التي ما تزال تواجه البلاد لاسيما في مجال تلبية جميع الحاجات الاجتماعية، علاوة على الحاجة لبناء اقتصاد أقوى وأقل تبعية للمحروقات. في المقابل، أوضح رئيس الجمهورية أن الحرية والاستقلال والبناء والتشييد، مكاسب ورهانات تتطلب التجنيد المستمر والجهد السخي وحتى التضحية من أجل الوطن، باعتبار أن "حق الحرية والاستقلال وكذا حق الشعوب في العيش في كنف الاستقرار والهناء أصبح مع الأسف أمرا مفقودا في العالم العربي جَراء النزاعات والأزمات المُوهِنَة لقدراتنا النزاعات التي تبعدنا عن الواجب المقدس واجب تحرير فلسطين تحرير أولى قبلتينا وثالث حرمينا". وحرص رئيس الجمهورية على استذكار معاني الذكرى المزدوجة ل20 أوت، معتبرا إياها "محطة تاريخية مشرقة في مسار ثورة نوفمبر المجيدة،كونها تبرهن على تلاحم مثالي بين المجاهدين الأشاوس والمواطنين البواسل". في حين أوضح أن مؤتمر الصومام المنعقد يوم 20 أوت 1956، أعطى "نفسا جديدا لجيش التحرير الوطني". في هذا الصدد، قال رئيس الدولة أن هذا المؤتمر جمع "صفوة من قادة ثورتنا المسلحة الذين وضعوا ميثاقا رسم معالم الطريق لثورتنا حتى الانتصار، كما وضعوا تنظيما محكما لكفاحنا المسلح وكذا هيكلا سياسيا دائما جاء سندا للدرع السياسية لثورة نوفمبر المجيدة أعني جبهة التحرير الوطني". وقد سمح التنظيم العسكري الذي أقره مؤتمر الصومام -يضيف رئيس الجمهورية- ب«إعطاء نَفَس جديد وقوي لجيش التحرير الوطني، الذي عزز وجوده ميدانيا وشدد ضراوة وطأته على الجيش الاستعماري". وأشار الرئيس بوتفليقة، إلى أن "جيش التحرير الوطني الباسل المدعم بشعب برمته بما فيه جاليته في الخارج أرغم الجيش الاستعماري الآثم على إرسال القوات تلو القوات إلى بلادنا لضمان استمرار بقائه فيها بمسعى يائس كان مآلُهُ الحتمي الفشل والهزيمة وهو ما وقع حقا بانتزاع ثورتنا استقلال الجزائر الذي افتداه مليون ونصف مليون شهيد بأرواحهم الزكية الطاهرة". وختم رئيس الجمهورية رسالته بتهنئة الشعب الجزائر بمناسبة عيد الأضحى المبارك، متمنيا ل«جميع أبناء شعبنا في الجزائر وفي ديار الغربة عيدا سعيدا، في كنف الخشوع والتضامن والفرحة"، كما تمنى "حجا مبرورا وذنبا مغفورا وسعيا مشكورا لجميع حجاجنا الميامين متمنيا لهم أداء هذه الفريضة المقدسة في أحسن الظروف وعودة ميمونة إلى ديارهم".