كشفت مصادر من مصلحة التنسيق المكلّفة بمتابعة عملية جمع جلود مواشي عيد الأضحى على مستوى مديرية الصناعة والمناجم بولاية وهران، عن أن هذه العملية الخاصة التي تُعدّ سابقة أولى، عرفت نجاحا كبيرا بالنظر إلى كميات الجلود التي تم جمعها وتفاعل المواطنين مع العملية، التي مكّنت من جمع 180 ألف جلد أضحية؛ بما يعادل 1426 طنا. حسب مصدر من المصلحة المكلفة بعملية التنسيق الميدانية، فإن العملية عرفت تجاوبا كبيرا من المواطنين وفعالية من طرف البلديات والمسؤولين، الذين كُلّفوا بمهام التحسيس وجمع الجلود ومخلفات الذبح، حيث شهد اليوم الأول من العملية المصادف لأول يوم من عيد الأضحى، جمع 150 ألف جلد، ساهمت البلديات في جمع معظمها بما يعادل 110 آلاف جلد، استقبلها مركز الردم التقني للنفايات بمنطقة حاسي بونيف، فيما تمكنت الشركات والمؤسسات الخاصة البالغ عددها 6 مؤسسات مرخصة، من جمع 40 ألف بطانة، لينتقل الرقم إلى 180 ألف جلد في ثاني يوم عيد؛ بزيادة قدّرت ب 30 ألف جلد، ليصل وزن إجمالي الجلود إلى 1426 طنا. وأكد المتحدث أن عملية الجمع سُخّر لها إمكانيات هامة ممثلة في 80 شاحنة جمع، وحوالي 600 عامل من مختلف البلديات والمؤسسات التي كُلّفت بمهام الجمع، في وقت تم وضع أكثر من 50 نقطة جمع على مستوى البلديات، على غرار وهران، بئر الجير والسانيا التي تضم كثافة سكانية كبيرة. غير أن نفس المصادر أكدت أن من إجمالي 180 ألف جلد، لم يتم الاستفادة سوى من 45 ألف جلد كانت سليمة وخالية من العيوب، خاصة ما تعلّق بتمزق الجلود، حيث تُعدّ أولى شروط صحة الجلود أن لا تكون ممزّقة للسماح باستغلالها كاملة وفق المعايير المعمول بها، في وقت سيتم الاستفادة من الصوف الموجود بباقي الجلود التي تم جمعها، لإعادة استخدامها وتوجيهها نحو الصناعات النسيجية المطلوبة بكثرة. وأوضح المصدر أن أكثر من 70 بالمائة من الجلود لم يتم استغلالها لنفس الأسباب، وهو الأمر الذي سيتم التطرّق له لاحقا خلال اجتماع تقييمي بوزارة الصناعة، حيث سيتم رفع التقارير والتوصيات التي سيكون على رأسها، المطالبة بفتح المجال لتكوين ذباحين وسلاخين خلال السنة المقبلة، للاستفادة من الجلود السليمة وفق طريقة سلخ سليمة وتقنية، بما يوفّر المزيد من استغلال الجلود خلال العام المقبل. كما أشارت المصادر إلى إمكانية مضاعفة عدد الجلود المستغلة العام المقبل أمام الاستجابة الواسعة للمواطنين للحملة التي تنظم بصفة منظمة لأول مرة. من جانبها، أعابت مصالح مركز الردم التقني للنفايات على بعض المواطنين، عدم استجابتهم للحملة الخاصة بجمع الجلود التي كان أُعلن عنها؛ حيث استقبل مركز ردم النفايات آلاف الجلود الممزقة وأخرى سليمة، ولم يكلف بعض المواطنون أنفسهم عناء وضعها في المناطق التي خُصّصت لجمعها؛ ما أدى إلى تلفها. ودعا مسؤولو المركز إلى عمل المواطنين إلى جانب السلطات لإنجاح العملية العام المقبل. للإشارة، أعلنت وزارة الصناعة عن أوّل مشروع وطني لجمع جلود أضاحي العيد، وشمل 6 ولايات كبرى بالتنسيق مع وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية ووزارة الشؤون الدينية والأوقاف، ليتّسع المشروع نحو ولايات أخرى العام المقبل، علما أن السيد عمار طاجوت الأمين العام لاتحادية عمال النسيج والجلود بالجزائر، كان صرح ل "المساء" في وقت سابق، بأنّ الجزائر تخسر في ظرف يوم واحد أكثر من 2 مليون دولار بسبب الرمي العشوائي لجلود المواشي خلال عيد الأضحى؛ ما أدى بالوزارة إلى تسطير برنامج وطني لجمع الجلود انطلق السنة الجارية، وتمكّن من تحقيق نتائج هامة.