أكد الفريق أحمد ڤايد صالح نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، أمس، أن تطوير قوام المعركة للقوات المسلحة يظل الهاجس الدائم والانشغال المتواصل للمؤسسة العسكرية، مشيرا إلى أن ذلك يتطلب "المواظبة على غرس نهج الإصرار وتمهيد مسلك الانتصار وزرع بذوره في الأذهان والعقول، حتى تبقى الجزائر دائما وأبدا محفوظة في القلوب ومرفوعة الهامات. وتبقى قلاعها حصينة بحصانة الله وقوية بقوة أبناء الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني". وقال الفريق قايد صالح، خلال اليوم الثاني من زيارته للناحية العسكرية الثانية، حيث أشرف على تنفيذ تمرين رمي بالصواريخ سطح- سطح، أن القوات البحرية قد بلغت في السنوات القليلة الماضية نهضة حقيقية في كافة مكوناتها وفروعها، مضيفا أن "هذه النهضة التي نقطف اليوم ثمارها على أكثر من مستوى، بفضل الرعاية التي منحتها إياها القيادة العليا، في ظل دعم ومساعدة وتوجيهات رئيس الجمهورية، يسندها الميدان سواء من الجانب التجهيزي وتوفير كل أنواع وأشكال العتاد المتطور أو من ناحية توفير العنصر البشري الكفء والماهر". وسجل نائب وزير الدفاع الوطني الطفرات النوعية للقوات البحرية، من خلال انتقال الجانب ألمنشاتي من حالة إلى حالة أخرى، أكثر توافقا لمواكبة النهضة التي تجلت ثمارها في الميدان، غير أنه شدد في المقابل على "أن الرغبة لا تكفي لوحدها لأن تكون مسلكا من مسالك النجاح والارتقاء إلى مراتب القوة، بل يتعين أن تكون مقرونة بجهد صادق وبرؤية متبصرة وبعيدة النظر، تصبح معها بالضرورة الإستراتيجية المتبناة ذات فائدة وذات جدوى، وتعرف طريقها نحو التنفيذ الميداني بصفة عقلانية وبطريقة تعبر عن فهم وإدراك أهدافها المنظورة والبعيدة المدى". وإذ أكد على استمرار الجيش الوطني الشعبي بحماس شديد في تنفيذ مقاربته ذات الصلة بتطوير قوام المعركة لديه، سواء ما تعلق منها بالقوات البحرية أو بغيرها من القوات الأخرى، أشار الفريق قايد صالح إلى أن قوام المعركة للجيش الوطني الشعبي هو قوام متعدد الأشكال ومتكامل الأذرع، مضيفا بان "ذراع القوات البحرية هو جزء لا يتجزأ من هذا القوام القتالي الواجب الاستمرار في تمتين دعائمه وتقوية مقدراته ومقوماته أكثر فأكثر". من هذا المنطلق، أبرز رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي أهمية التمارين البحرية بالرمايات الحقيقية، حيث "يتم الحرص على أن يمثل التجسيد الفعلي والميداني لكافة الرؤى والمخططات الموضوعة لهذا الشأن". كما أشار إلى أن "المداومة على إجراء التمارين هو السبيل الأنجع المؤدي إلى استيعاب مجمل متطلبات الاستخدام الصائب، بل الأمثل للعتاد والتجهيزات العصرية الموجودة في الحوزة، وهي سبل تمنحنا سانحة المعاينة عن قرب لمجريات مثل هذه التمارين وإبداء التقييم الأولي للنتائج المحققة، والتي اعتبرها متوافقة تماما مع ما نصبو إليه". وأكد الفريق قايد صالح "أن اكتساب أسباب القوة وتثبيت مرتكزات الجاهزية القتالية لقواتنا البحرية، تستوجب حتما امتلاك مثل هذه السفن الحربية ذات التكنولوجيات العالية وذات المواصفات القتالية الأكيدة"، فضلا عن اكتساب كافة أسباب وقدرات استعمالها استعمالا صائبا، تكفل حسن الاستفادة من خدماتها ومزاياها القتالية والعملياتية، كونها "مزايا ستمنح دون شك إضافة كبرى بل ونوعية لقدرة قواتنا البحرية وقوام المعركة لديها، على القيام بالمهام الموكلة لها بكل سهولة وأريحية، بل وإصرار". وكان الفريق قايد صالح قد تابع بمضلع الرمي للقوات البحرية بالواجهة البحرية الغربية بوهران رفقة اللواء مفتاح صواب قائد الناحية العسكرية الثانية واللواء محمد العربي حولي قائد القوات البحرية، مجريات التمرين المنفذ من قبل طاقم السفينة الفرقاطة، متعددة المهام "المدمر" والتي استلمت نهائيا بعد التأكد من مدى فعاليتها العملياتية. ونفذ التمرين بنجاح مع تدمير الهدف البحري بدقة عالية، وهو ما يعد نجاحا آخر وثمرة من ثمار التحضير القتالي الجيد للأطقم والتحكم في الأسلحة والمعدات، ما يؤكد التطور والجاهزية العملياتية التي بلغتها وحدات القوات البحرية الجزائرية خلال السنوات الأخيرة. وبالقاعدة البحرية الرئيسية لمرسى الكبير، تفقد الفريق قايد صالح بعض الوحدات البحرية العائمة على غرار السفينة المدرسة "الملاح"، ليلتقي إثرها بإطارات وأفراد الواجهة البحرية الغربية، حيث ألقى كلمة توجيهية هنأ فيها طاقم الفرقاطة "المدمر" على تحكمهم الجيد في الأسلحة والمعدات، مشيدا بالجهود الكبرى التي بذلت من أجل الارتقاء بقدرات القوات البحرية كمكون أساسي من مكونات الجيش الوطني الشعبي، بالاعتماد أساسا على عنصر بشري كفء قادر على مواجهة كافة التحديات المعترضة. بعدها استمع السيد الفريق إلى تدخلات الأفراد والتي انصبت جميعها حول الوفاء الكامل واللامحدود للجزائر وللجيش الوطني الشعبي والاستعداد التام للتضحية في سبيل أمنها واستقرارها ووحدتها حتى آخر قطرة من دمائهم. قايد صالح يشرع اليوم في زيارة للناحية العسكرية السادسة ... تنصيب اللواء محمد عجرود قائدا للناحية يقوم نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد قايد صالح، ابتداء من اليوم، بزيارة عمل إلى الناحية العسكرية السادسة بتمنراست، حسبما أفاد به أمس بيان لوزارة الدفاع الوطني. ويشرف السيد الفريق غدا باسم رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني على مراسم تنصيب اللواء محمد عجرود قائدا للناحية العسكرية السادسة خلفا للواء مفتاح صواب الذي عُين على رأس قيادة الناحية العسكرية الثانية، طبقا لنفس المصدر.