وصف وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى أمس، موسم الحج لسنة 2018 بالأحسن من حيث التنظيم منذ بداية الإصلاحات في 2014، مضيفا أنه تم لأول مرة تنظيم حج الرفاه الذي استفاد منه 200 حاج، وهو النظام الذي كان من المقرر بدء العمل به خلال الموسم المقبل. وأشار السيد عيسى لدى نزوله ضيفا على منتدى المجاهد، إلى أن ما لا يقل عن 1050 جزائريا استفادوا من الحج المميز، و200 آخر من الخدمات المحسنة التي تقدمها الوكالات السياحية المعتمدة مقابل مبالغ إضافية. كما أوضح أن التقرير الذي سيُرفع إلى الوزير الأول بخصوص موسم الحج، يتضمن هذه السنة تقريرا بالصور والتسجيلات، ستعده لجنة الرقابة التي تم استحداثها لرصد الانزلاقات، مضيفا أن معظم الحجاج عبّروا عن ارتياحهم من مستوى الخدمات، لاسيما التي يقدمها أعضاء البعثة. وتبين من التقرير الأولي أيضا أن عدد المرتادين على العيادات الطبية من الحجاج الجزائريين في هذا الموسم، تراجع بنسبة 31 بالمائة بفضل تحسن الخدمات، لاسيما من ناحية الإطعام. وبخصوص الوكالة السياحية المتواجدة بولاية ميلة والتي ابتزت عددا من الحجاج بوعودها لهم بتوفير تأشيرات المجاملة، أكد السيد عيسى أن الملف هو الآن بين أيدي العدالة، موضحا في هذا الإطار أن الممثلية الدبلوماسية السعودية بالجزائر "لا تمنح تأشيرات مجاملة للوكالات السياحية، بل للشخصيات الوطنية من تقديرها بكل سيادة". وذكر في نفس السياق أن البعثة الجزائرية تكفلت ب 420 حاجا تحصلوا على تأشيرة مجاملة من حيث الإطعام والإسكان والنقل، لافتا إلى تسجيل وكالة واحدة نظمت موسم الحج بدون رخصة، حيث سيتم، حسبه، عرض ملف هذه الوكالة على وزارة السياحة بصفتها الجهة المخولة باتخاذ الإجراءات القانونية ضدها. وبعد تذكيره باعتماد 42 وكالة سياحية منها وكالتان عموميتان لتنظيم الحج هذا العام، أكد وزير الشؤون الدينية أنه "لن يبقى أي حاج جزائري في المملكة بعد أداء مناسك الحج فيما عدا بعض حالات المرضى"، مشيرا بالمناسبة إلى أن "بعض الجزائريين يفضلون بعد أداء مناسك العمرة خلال شهر رمضان، البقاء بالمملكة السعودية لأداء الحج". وبخصوص الحجاج المتوفين بالبقاع المقدسة، ذكر الوزير بأن عددهم بلغ 20 حاجا هذا الموسم، فيما أكد تسجيل حالة ولادة، مشيرا إلى أنه سيتم مستقبلا إخضاع كل امرأة لفحص طبي قبل التوجه إلى الحج. استلام جامع الجزائر بداية السنة المقبلة وكشف وزير الشؤون الدينية والأوقاف أن موعد استلام جامع الجزائر سيكون مع نهاية سنة 2018 أو بداية السنة المقبلة على أقصى تقدير، حيث قال في هذا الصدد بأن "نهاية شهر ديسمبر المقبل ستكون موعد استلام جامع الجزائر بكل مرافقه"، قبل أن يضيف بأنه "إن تعذر الأمر، فسيكون استلامه مع بداية سنة 2019 على أقصى تقدير، وسيتم الإعلان عن إمام المسجد الذي سيعين بمرسوم رئاسي خلال حفل التدشين". وأوضح السيد عيسى أن السجاد الذي سيوضع بالجامع سيكون "من صنع وطني وبلمسة جزائرية"، مذكرا بهذا الخصوص بأنه "تم التراجع عن فكرة السجاد الإيراني بسبب تكلفته الباهظة، حيث تبلغ قيمة المتر المربع الواحد منه 2500 دولار". وفي موضوع آخر، نفى الوزير ضلوع أي إمام في قضية "كمال البوشي"، معتبرا هذا الأمر "افتراء وإشاعات لا أساس لها من الصحة". كما أكد أنه "لا يمكن لأي إمام جمع تبرعات في المساجد بدون ترخيص من الوالي"، مشيرا إلى أن العملية "تنظم منذ عدة سنوات بطرق قانونية وتنظيمية محكمة". وأضاف في نفس السياق أن قيمة أموال صندوق الزكاة انتقلت من 18 مليار سنتيم في 2003 إلى 145 مليار سنتيم سنة 2017. وبخصوص ظهور بعض المذاهب الدينية الدخيلة على المجتمع الجزائري، جدد الوزير التأكيد على أن مصالحه تعمل على تحصين وتكوين الأئمة والرفع من مستواهم، مؤكدا بأن "الدولة بقوانينها تترصد لكل من يسيئ أو يحاول المساس بالمرجعية الدينية الوطنية". وأشار إلى أن 17 بالمائة فقط من الاعتداءات على الأئمة من قبل المصلين سببها الاعتراض على البعد الإيديولوجي والباقي هي خلافات شخصية. ولدى تطرقه إلى ظاهرة التسول التي انتشرت في السنوات الأخيرة أمام المساجد، كشف الوزير عن قرب فتح ورشة بالتنسيق مع وزارة التضامن الوطني، بغية إيجاد آلية للتكفل بهؤلاء الأشخاص.