تحضّر العائلات العنابية أبناءها المتمدرسين خاصة منهم المسجلين في القسم التحضيري وأولى ابتدائي من خلال توفير ما يحتاجونه للدخول المدرسي، حيث يكون الرفيس التونسي والبسيسة والطمينة البيضاء من الأطباق الضرورية التي تحضر في صبيحة أول يوم دراسي تفاؤلا ببداية عام جديد، ناهيك عن الحلويات والشكولاطة بمختلف أنواعها. تحرص الأمهات بعنابة على توفير الطمينة البيضاء الممزوجة بالتمر والعسل نظرا لفوائدها العديدة، كما تحضر من دقيق القمح غير المحمص أو الفرينة، وبعدها تخلط مع بقية المكونات وتحضّر بالعسل، والتي تعطي حسب الجدات والأسر قوة وطاقة ذهنية للتلميذ، خاصة خلال المراحل الأولى من الدراسة، وهي تساعد على الاستيعاب وتعزّز الذاكرة، لأنّها تكون مصحوبة ببعض المكسرات وكأس الحليب أو الياغورت حسب ذوق واختيار الصغار. وتعمد أم الصغار الذين يدخلون أول مرة المدرسة للنهوض باكرا لتحضيرهم وتشجيعهم على تناول الفطور والحلوى، والتي ترمز للنجاح ويكون عاما كله خير على الأبناء، كما يعطي الجيران والأهل بعض الهدايا والمال للطفل الصغير لتشجيعه على حب المدرسة. وتختلف العادات والتقاليد بعنابة، لكن تبقى الحصالة لجمع المال قاسما مشتركا بين التلاميذ الذين يعتبرون الدخول المدرسي، فرصة لجمع المال ووضعه في الحصالة واستغلاله للحاجة. وحسب بعض الأمهات، فإنّ الحصالة موجودة في أغلب البيوت العنابية وهذه «التدبيرة» تعتبر مؤشرا حقيقيا لتربية الطفل على إدخار المال وعدم تبذيره وعليه يخرج الصغار المال منها لاقتناء الكسوة الجديدة والحقائب المدرسية بأدواتها. من جهة أخرى، لا تنسى العائلات توفير بعض المال ورهن مجوهراتها لضمان الدروس الخصوصية، والتي باتت ضرورية لتحسين مستوى التلميذ وتسهيل مراجعة دروسه وحل واجباته، وعليه فإن الدخول المدرسي بعنابة، يعتبر مناسبة خاصة عند الكثير من الآباء، فرغم غلاء الأدوات المدرسية إلا أن ذلك حال دون التخلي عما يطلبه المتمدرسون. جمعية "الميار" بعنابة ... توزيع 100 محفظة على المعوزين وزعت جمعية "الميار"، حسب رئيسها محمد حليم داودي بعنابة، أكثر من 100 حقيبة مدرسية على الأطفال المعوزين عشية الدخول المدرسي، وتدخل هذه المبادرة في إطار تعزيز العملية التضامنية ومساعدة العائلات ذات الدخل المحدود والفقيرة على توفير مستلزمات الدراسة من كراريس وأدوات. لقد شملت العملية بلدية عنابة، ولإنجاح هذه المبادرة الخيرية، قال رئيس الجمعية السيد داودي بأنه تم تسخير أعوان وفرق لمتابعة العملية وإنجاحها من خلال التوزيع الجيد لهذه الحقائب، إلى جانب إحصاء عدد المعوزين وحصرهم في قوائم، مع أخذ أعمارهم والأطوار التي ينتمون إليها بعين الاعتبار، لترتيب كل ما يخصهم من أدوات مدرسية وتقليص الأتعاب المالية التي تثقل كاهل الأولياء الذين يعانون من نقص الإمكانيات لاقتناء الأدوات المدرسية لأبنائهم، خاصة إذا كان في العائلة أكثر من فردين يدرسون، وهو ما جعل جمعية "الميار" تبادر إلى هذا العمل التضامني لإدخال الفرحة على التلاميذ وأوليائهم الذين استحسنوا بدورهم المبادرة واعتبروها فرصة لمساعدة الفقراء، وتسهيل الدراسة على المحتاجين وعدم إحساسهم بالفارق مع بقية التلاميذ. حسب رئيس الجمعية، فإن هذه المبادرة تعد الأولى من نوعها، وسيتم إعداد قائمة إضافية لبقية المعوزين لتغطية احتياجاتهم، وتتم العملية التضامنية على مستوى قاعة التشريفات ببلدية عنابة، مؤكدين أن الجمعية حديثة النشأة، لكن سيعملون جاهدين في سبيل توسيع العمليات التضامنية في المستقبل.