في تطورات سريعة لقضية مثيرة، تتعارض فيها عاطفة الأمومة مع مسؤوليات السياسة والتزاماتها التي لا ترحم، أثارت رحلة لرئيسة وزراء نيوزيلندا جيسيندا أرديرن، ضجة كبيرة في أوساط دافعي الضرائب في بلادها، بسبب تكلفتها العالية التي وصفها الكثيرون بأنها "غير مبررة". طلبت أرديرن من طاقم طائرة "بوينغ 757" القيام برحلة إضافية إلى جزيرة ناورو في المحيط الهادي، حتى تتمكن من تقليل الوقت لمرافقة ابنتها الرضيعة، وأجبرت رئيسة وزراء نيوزيلندا الطائرة على العودة إليها بعد يوم واحد من وصولها إلى منتدى جزر المحيط الهادئ، وإعادتها إلى مكان إقامتها مرة ثانية في خطوة أثارت حفيظة النيوزلنديين. وجه المواطنون في نيوزيلندا انتقادات لاذعة لأرديرن بسبب الرحلة الإضافية التي تقدر تكلفتها بنحو 100 ألف دولار نيوزيلندي (نحو 65 ألف دولار أمريكي)، وفق ما ذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية يوم الثلاثاء. لا زالت أرديرن ترضع ابنتها البالغة من العمر 11 أسبوعا، ولم تحصل بعد على التطعيمات اللازمة التي تمكنها من زيارة جزيرة ناورو، حيث مكان انعقاد المنتدى، وبينما قررت رئيسة الوزراء حضور الاجتماع، فإنها أرادت أيضا عدم ترك طفلتها "نيفي" لثلاثة أيام، وهي مدة انعقاد المنتدى. دافعت أرديرن عن قرارها بالسفر إلى المنتدى والعودة منه في يوم واحد، وقالت "لقد رأيت أنه من المفيد لي السفر ليوم كامل للوفاء بالتزاماتي كرئيس وزراء"، وقال وزير المالية في نيوزيلندا، جرانت روبرتسون، إن الحكومة خصصت أموالا لمثل هذه الرحلات كل عام، مضيفا أنه لا توجد أموال إضافية يتم إنفاقها على الإطلاق".