فشلت مولودية وهران في طرد نحس الإخفاقات الذي يلاحقها أمام نادي بارادو منذ سنوات، حيث تلقت على يده هزيمة أخرى مرّة، أول أمس بملعب "عمر حمادي"، بواقع هدفين مقابل ثلاثة، بعدما كانت متقدمة في النتيجة بهدفين نظيفين في الشوط الأول، قبل أن يقلب "الأتلتيك" الطاولة عليها في الثاني. حاولت مولودية وهران تجسيد شعار التأكيد، لكنها اصطدمت بفريق قوي ومنظم، أعادها إلى نقطة الصفر، فنادي بارادو استطاع أن يقلب الطاولة على الوهرانيين في الشوط الثاني، وفي ظرف 19 دقيقة سجل ثلاثة أهداف عن طريق المتألق نعيجي في الدقيقتين 50 و70، وبوزوخ في الد60 من علامة الجزاء، ردا على هدفي الوهرانيين مكاوي في الد 19، ومنصوري في الد 21 من نقطة الجزاء. لعبت التبديلات الصائبة التي أجراها مدرب بارادو الإسباني شالو بإقحامه للثلاثي زرقان، مزياني وبوزوخ دورا كبيرا في قلب موازين المباراة، وترجيح الكفة لمصلحة فريقه، مقابل تأخر في قراءة وقائع اللقاء من الجانب الوهراني الذي يفتقد لمدرب رئيس محنك، ف«الباك" وبانتصار أول أمس، أكد بأنه يبقى الشبح الأسود ل«الحمراوة" إلى إشعار آخر. تأجل تأكيد مولودية وهران على استفاقتها في الجولة الماضية بملعبها أمام الصاعد الجديد أمل عين مليلة. وعلى ما يبدو، أصبح المدرب المغربي بادو الزاكي الغائب عن شؤون الفريق شماعة لإخفاقات المجموعة الوهرانية، بسبب ما قال عنه المحضر البدني جمال بيكادجة، سوء تحضير التعداد من الناحية البدنية خلال الاستعدادات الصيفية، خاصة في تربص تركيا، وكرر نفس الكلام أول أمس، بعد الهزيمة أمام "الباك". استغرب الكثيرون من خرجة بيكادجة في هذا الوقت بالذات، وفي غياب المدرب الرئيس الزاكي، خاصة أن ما قاله المحضر البدني من ضعف بدني لدى المجموعة، لم يظهر في اللقاء الأول ضد أهلي برج بوعريريج، إذ ورغم التعادل المفروض عليها، إلا أن التشكيلة الوهرانية سيطرت بالطول والعرض على أطوار المقابلة، وإلى غاية الأنفاس الأخيرة منها، حيث ضيع فيها "الحمراوة" برعونة، وطريقة غريبة أهدافا أكيدة، نفس الشيء تقريبا حصل أمام الصاعد الجديد الآخر مولودية بجاية، التي تحصنت جيدا في الدفاع، مغلقة كل المنافذ، ومانعة تسرب أي تهديد على مرماها، ورغم ذلك، سنحت فرص لم تستغل إيجابا من قبل الوهرانيين. عقب اللقاءين، لم يتحدث أحد عن ترد بدني، وإنما أجمع الكل على أن ضعف "الحمراوة" في نقص فعاليتهم، خصوصا بعض مهاجميهم الذين قدموا عليها في الصائفة، وهم ضعاف بدنيا أصلا. وعليه، يتساءل بعض المتتبعين عن سر الأغنية الجديدة التي تنطلق بعد كل كبوة حول الضعف البدني ل«الحمراوة"، وهل ثمة حملة ونيّة مبيتة لتشويه سمعة التقني المغربي بادو الزاكي، بسبب صرامته في العمل، وهي نفس الصرامة التي أعادت نادي شباب بلوزداد قبل موسمين إلى السكة الصحيحة، وفي ظرف قصير (6 أشهر)، رغم مشاكله، وتردي حاله (أي الفريق) وتوجت باستحقاق نادي "العقيبة" بلقب كأس الجمهورية أمام وفاق سطيف العتيد، وتضايقت منها أطراف عديدة في نادي الحمري، أولهم بعض اللاعبين المدللين، وأن المحيط المتعفن جدا لن يتيح للمولودية الوهرانية فرصة نفض الغبار عن نفسها، ويعبد لها طريق العودة إلى منصة التتويجات، حتى لو جيء بأفضل المدربين العالميين؟ فأول أمس، اعتبر المحضر البدني جمال بيكادجة تعثر كتيبته أمام نادي بارادو بالضربة الموجعة، ولم يجد من تبرير للهزيمة وكالعادة سوى نقص الزاد البدني، معترفا بأنه لم يكن ينتظر تقدم المولودية بهدفين في الشوط الأول، وأضاف قائلا "لازلنا نعاني بدنيا، وهو السبب الذي قلب وضعيتنا من فائزين في الشوط الأول إلى منهزمين في الثاني، لكن ذلك لا يمنع من القول بأن انتصار بارادو مستحق، وهذا الفريق يقطف ثمار عمل جيد وطويل المدى، كما أعترف أنني لم أكن أنتظر أن نأخذ أسبقية هدفين في وقت قصير، فعمل كبير لا يزال ينتظرنا مستقبلا".