ينظر حزب جبهة التحرير الوطني اليوم، في كيفية ترشيح رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة مرشح التحالف الرئاسي لعهدة رئاسية ثالثة، حسبما أكده السيد عبد العزيز بلخادم الأمين العام للحزب الذي أعلن عن إخطار المجلس الوطني بتنصيب اللجنة المكلفة بالتحضير لبرنامج الحزب الخاص بالحملة الانتخابية لرئاسيات 2009. وأضاف السيد بلخادم أن المجلس الوطني للحزب الذي يعقد اجتماعا عاديا اليوم بفندق الأوراسي بالجزائر يناقش الصيغة التي يزكي بها ترشح رئيس الجمهورية الرئيس الشرفي للحزب للرئاسيات القادمة وذلك إما بمطالبة أعضاء المجلس قبول هذه التزكية بنص صريح، أوبدعوته الاعلان رسميا عن هذا الترشح في دورة طارئة وفقا لما ينص عليه القانون الأساسي والنظام الداخلي للحزب. ويستشار المجلس الوطني خلال اجتماعه اليوم، أيضا حول إنشاء اللجنة المكلفة بوضع الإستراتيجية الانتخابية للرئاسيات القادمة التي ستنصب لاحقا والتي ستتشكل من خبراء ومختصين في الاتصال لإعداد برنامج الحملة، حسبما ذهب إليه الأمين العام للحزب في كلمة ألقاها أمس، في افتتاح اجتماع الهيئة التنفيذية بفندق الأوراسي بالجزائر. وفي هذا السياق ذكر المتحدث أن الأفالان سيدخل الانتخابات الرئاسية التي سبق وأن كان مزكيا وداعما لمرشحها برؤية قيادية واحدة وموحدة وبصفوف متراصة لا اختلاف فيها بالتركيز على حملة انتخابية نظيفة وشريفة تسودها الأخلاق وبرنامج تنافسي باعتماد خطاب واضح المعالم باستظهار الحجة والبيان من خلال اختيار خطاب يؤمن بإمكانية الشعب وقدرته. داعيا في هذا السياق مناضليه لاحترام مبادئ الأخلاق في خطاباتهم خلال الحملة الانتخابية بعيدا عن كل المزايدات التي لا تخدم الديمقراطية أوالتعددية السياسية. كما جدد المتحدث دعوة مناضلي الحزب الى تجنيد كل قدراتهم لتنشيط الحملة الانتخابية للرئاسيات القادمة لصالح مرشح الحزب. والى جانب مناقشة موضوع الانتخابات الرئاسية يسلط المجلس الوطني الضوء على عدة مواضيع سياسية، اقتصادية، واجتماعية. كما أشار السيد بلخادم الى أن الحزب لا يزال يطالب بتعديل أعمق للدستور ترجع فيه الكلمة للشعب من خلال تنظيم استفتاء شعبي، مضيفا أن حزبه سيذهب بعيدا في تقديم اقتراحات لتعديل آخر يضمن استقرار مؤسسات الدولة ويحقق فعاليتها وتوازنها. وفي هذا السياق ذكر السيد بلخادم أن التعديلات التي شملت الدستور مؤخرا جزء منها مستمد من الاقتراحات التي تقدم بها حزب جبهة التحرير الوطني، الذي شكل لجنة للنظر في تعديل الدستور ضمت أساتذة مناضلين مختصين في القانون الدستوري. واغتنم السيد بلخادم هذه الفرصة للرد على بعض الأطراف التي كانت ضد فكرة مطالبة حزبه بتعديل الدستور وانتقدت هذه المبادرة قائلا "عندما تحدثنا عن تعديل الدستور هناك من جهز سيناريوهات لكن التعديل الذي أتى به رئيس الجمهورية كذب كل هذه الإشاعات". ورد الأمين العام للحزب عمن أسماهم بالأطراف التي تحاول خلق الإثارة والبلبلة داخل الحزب قائلا "أننا طوينا صفحة الخلاف التي ظل البعض يبحث عنها ليتغذى منها، وما عليهم الآن إلا البحث عنها عند غيرنا"، مضيفا في هذا الصدد أن عهد الخلاف بين أبناء الحزب قد ولى وأصبح الحزب اليوم فريقا واحدا موحدا من أجل عزة الجزائر، ولا يزال الجهد متواصلا لتجاوز كل مخلفات الأزمة التي عرفها الحزب في سنتي 2003 و2004 بكل القسمات، وقال أن الاجتماع الذي عقده في نوفمبر الماضي يؤكد على أن الهياكل الحزبية تعافت في كل المحافظات وهي مهيأة لممارسة كل الأدوار المطلوبة منها. مما يستدعي تفعيلها أكثر تحسبا للانتخابات الرئاسية لضمان التعبئة وتحسيس أكبر نسبة من الناخبين. كما رد السيد بلخادم على المتوهمين "بأن الحزب في فترة نقاهة"، مشيرا الى أن الحزب لا يمارس السياسة باستعمال الآخر بل يمارسها بمفهومها العصري دون أن ينسى تاريخه المجيد. ومن جهة أخرى، توقف الأمين العام لجبهة التحرير الوطني عند الأهداف التي يرمي حزبه لتحقيقها حاليا والمتمثلة في متابعة عمليات استكمال إعادة هيكلة المحافظات، متابعة مدى احترام القرارات المتخذة في الحزب وفقا لما تنص عليه النصوص الأساسية، العمل على تفعيل مختلف هياكل الحزب خاصة ما يتعلق بعمل الخلية، وكذا تشجيع العمل الجواري في القسمات ومراقبة كل ما يتعلق بالانخراط وتسليم البطاقات ودفع الاشتراكات.