في أجواء إسكندنافية خالصة رحّبت مدينة مالمو السويدية بدورة جديدة لمهرجان الفيلم العربي الذي احتضنه مبنى عريق بوسط المدينة مع حضور العديد من نجوم السينما العربية، وعلى الأخص السينما المصرية، التي تلألأت سهرة، أول أمس، بوجودهم واقترابهم من العرب المقيمين هناك. بعد أن رحّب عمدة مدينة مالمو بالضيوف أخذ رئيس مهرجان مالمو للفيلم العربي محمد قبلاوي، الكلمة، ليؤكد أن المهرجان بات الأقوى والأضخم والأقوى تأثيرا بين المهرجانات العربية. وعلى مدار 5 سنوات قدّم المهرجان نخبة مميزة من أحدث وأفضل إنتاجات العام في كل الألوان السينمائية الطويلة والتسجيلية والقصيرة، التي تتطلع لأن تنال إعجاب ضيوف المهرجان من كل أنحاء العالم، خاصة جمهور مدينة مالمو. وقال إنّ مهرجان مالمو الوحيد في المنطقة الإسكندنافية الذي يقدّم السينما والثقافة العربية منذ 2011، أصبح الحدث السنوي في المنطقة الذي يجمع كل المهتمين بالسينما العربية ومناقشة قضاياه. وأضاف قبلاوي أن تأسيس سوق وملتقى مهرجان مالمو للسينما العربية، ساعد على دعم المكانة الدولية للمهرجان، مضيفا: «من خلال هذه المبادرة استطعنا تحديث تعاون بين المنطقتين الإسكندينافية والعربية، خاصة في مجالي الإنتاج والتوزيع». وتحتفي دورة مالمو الجديدة بالسينما المصرية، السينما الأقدم في المنطقة العربية التي تستحق كل تحية واعتزاز وفخر، ويستحق صانعوها ونجومها كل التقدير. وبهذا الشأن أكّد الناقد السينمائي أحمد شوقي أن تكريم السينما المصرية مستحق، ومرحب به من لدن مهرجان محترم وجاد، مثل مهرجان مالمو. وإذ يرى أن قرار تكريم السينما المصرية قرار منطقي، فمالمو السينمائي أضحى من بين أهم المهرجانات الخاصة بالفيلم العربي المقام خارج الوطن العربي والسينما المصرية الأكثر انتشارا والأكثر توزيعا حتى وإن ظهر بعض الجدل بخصوص المستوى، لكن لا يمكن لأحد أن ينكر قيمة السينما المصرية التاريخية والثقافية. وأضاف أحمد شوقي أنّ وجود السينما المصرية في مالمو منطقي، واستطاع المهرجان أن يستقدم العديد من الأفلام على اختلاف أنواعها؛ طويلة أو تسجيلية أو قصيرة، وعددا لا بأس به نجوم هذه الأفلام وصنّاعها؛ «السينما المصرية تستحق هذا التكريم». أما الممثل المصري بيومي فؤاد فعبّر عن سعادته بتواجده مع فريق عمل الفيلم المصري «طلق صناعي» ومع فيلم «فوتوكوبي»؛ قال إنه سعيد بكون أوروبا مهتمة بالفيلم العربي وبالفيلم المصري خاصة. ودعا إلى تواجد الفيلم العربي في أهم التظاهرات السينمائية الأوروبية على غرار كان وبرلين. وفور نهاية حفل الافتتاح انطلق الضيوف نحو قاعة «بانورا» لمشاهدة فيلم الافتتاح «طلق صناعي» لخالد دياب، وقد تم بحضوره مع أبطال هذا العمل الساخر، إذ يروي قصة زوجين يريدان الحصول على التأشيرة للذهاب إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، فيُرفض طلبهما، ويقوم الزوج بإعطاء حبوب تسريع الولادة حتى يتمكن ابنهم من أن يتحصّل على الجنسية.