فند أبي بشرايا البشير، ممثل جبهة البوليزاريو في فرنسا كل الإشاعات التي يحاول المخزن المغربي الترويج لها، محاولا التأكيد على أن المفاوضات القادمة بين طرفي النزاع في الصحراء الغربية ستركز فقط على خيار «الحكم الذاتي» الذي تريد الرباط فرضه. وقال المسؤول الصحراوي إن لائحة مجلس الأمن الدولي 2414 المصادق عليها نهاية شهر أفريل الماضي، أكدت على أن المفاوضات القادمة يجب أن يدخلها الجانبان بدون شروط مسبقة، بما يؤكد إسقاط الشرط الذي يضعه المغرب بزعم التفاوض فقط في إطار مقترح «الحكم الذاتي» الذي ولد في الأساس ميتا». وأضاف بشرايا البشير أن اللائحة الأممية، كانت واضحة وركزت على نقطتين أساسيتين وخصت «الأولى تقليص عهدة بعثة «مينورسو» من سنة إلى ستة أشهر بينما نصّت الثانية على وضع خارطة طريق قصد إيجاد تسوية للنزاع في الصحراء الغربية عبر مفاوضات مباشرة بين طرفي النزاع اللذين تم تحديدهما بعناية فائقة، ألا وهما جبهة البوليزاريو والمغرب. وكشف ممثل جبهة البوليزاريو بفرنسا، من جهة أخرى أن النقاط المطروحة في مفاوضات جنيف التي دعت الأممالمتحدة إلى عقدها، بداية شهر ديسمبر القادم ركزت على تمكين شعب الصحراء الغربية من حقه في تقرير المصير، واعتبرته بمثابة الهدف النهائي والأساسي في أي تسوية في الصحراء الغربية. وقال البشير إن مجلس الأمن الدولي اعتبر أيضا في منطوق هذه اللائحة، أن «تمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير يبقى الهدف النهائي والأساسي في أي تسوية في هذا الإقليم المحتل. وجدد التأكيد على أن جبهة البوليزاريو مازالت ملتزمة بالمفاوضات بهدف تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية التي تبقى آخر مستعمرة في إفريقيا. واعتبر أن قرارات مجلس الأمن هي التي أجبرت المغرب هذه المرة للرضوخ لدعوة الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي إلى الصحراء الغربية لقبول المشاركة في جولة مفاوضات جنيف القادمة. وقال الدبلوماسي الصحراوي من جهة أخرى إن توجيه دعوة للجزائر وموريتانيا للمشاركة في مفاوضات جنيف كدولتين ملاحظتين، ليس أمرا جديدا بدليل أنهما شاركتا في كل المفاوضات المباشرة باعتبارهما دولتين ملاحظتين في النزاع. وأضاف بشرايا البشير أن حضور الجزائر وموريتانيا في المفاوضات ضروري باعتبارهما معنيان بمجموعة من القضايا التقنية في تسوية النزاع في الصحراء الغربية منها ما يتعلق بعودة اللاجئين وتمركز القوات في المنطقة». كما أنهما دولتين جارتين «وأكثر من سيستفيد من تسوية النزاع في الصحراء الغربية على أساس احترام الشرعية الدولية». وختم الدبلوماسي الصحراوي بالتأكيد على «أن المغرب يوجد على حافة الانهيار بسبب الفاتورة الثقيلة التي يدفعها يوميا من أجل شراء ذمم اللوبيات في الولاياتالمتحدة ومواقف الدول». ودعا كل النخب المغربية للتحرك والضغط على سلطاتها الرسمية والاحتكام إلى لغة العقل على اعتبار أن تسوية هذا النزاع يتطلب يوما واحدا يمنح للشعب الصحراوي من أجل تقرير مصيره. ويعتزم المبعوث الأممي هورست كوهلر، الإسراع في إعادة بعث المفاوضات المباشرة بين جبهة البوليزاريو والمغرب من خلال استغلال مناسبة عقد محادثات جنيف الأولى شهر ديسمبر قصد التطرق إلى الخطوات المقبلة للمسار الأممي. انتكاسة دبلوماسية أخرى للمغرب تشارك الجمهورية الصحراوية في اجتماع الشراكة السابع مع اليابان «تيكاد 7» على مستوى وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي بوفد يقوده وزير الشؤون الخارجية محمد سالم ولد السالك والسفير الصحراوي بإثيوبيا والمندوب الدائم لدى الاتحاد الإفريقي ولمين أبا علي. وتأكدت مشاركة الصحراء الغربية في هذا الاجتماع رغم مساعي السلطات المغربية من أجل منع مشاركتها بتواطؤ من الدولة المضيفة. وكادت المناورة المغربية أن تنجح لولا موقف الاتحاد الإفريقي الذي هدد بمقاطعة المؤتمر إذا لم تشارك دولة الصحراء الغربية وما أفشل هذه الخطة التي حاولت المغرب تمريرها في قمة الدول العربية إفريقيا. واعتبرت السلطات الصحراوية هذه المشاركة «انتصارا جديدا في طريق تبوء مكانتها الطبيعية على المستوى الدولي».