أكد وزير الصحة وإصلاح المستشفيات، مختار حسبلاوي، أن الوزارة سجلت ثغرة في سجل الوطني لتلقيح الأطفال، ما بين سنة 2014 إلى 2017، مرجعا السبب إلى الحملة المضادة التي قامت بها بعض الأطراف لإفشال الحملة الوطنية للتلقيح، في إشارة منه إلى بعض الأطباء الذين يعملون لصالح مخابر أجنبية بالجزائر، موضحا أن التحقيق كشف عن وجود قرى بأكملها معدل تلقيح الأطفال بها بلغ «الصفر»، وتوعد الوزير بعدم تكرار الأمر من خلال الحملة التحسيسية الوطنية للتلقيح التي ستنطلق يوم 12 أفريل القادم. و أضاف الوزير في العرض الذي قدمه، أمام أعضاء لجنة الصحة والشؤون الاجتماعية والعمل والتضامن الوطني بمجلس الأمة، أمس، أن المصالح الوزارية سجلت «صفر» حالة تلقيح في بعض القرى، وهو أمر خطير تعمل الوزارة على تجاوزه كون التلقيح هو القاعدة الأساسية لمواجهة الأوبئة والأمراض المتنقلة. وأكد الوزير أن مصالحه ستقف بالمرصاد أمام الأطراف التي تسببت في الثغرة الخاصة بالتلقيح، مشيرا إلى أن الأمر لم يكن استثناء على الجزائر بل حدث في بعض البلدان الأخرى، وهو التحقيق الذي أثبتته لاحقا تقارير منظمة الصحة العالمية. ووعد ممثل الحكومة، بالتجند السنة القادمة بداية من 12 أفريل من أجل إطلاق الحملة الوطنية للتلقيح، وهذا بإشراك الجماعات المحلية وأولياء التلاميذ ومهنيي الصحة. ودعا الوزير الجميع للمشاركة من أجل إنجاح العملية حفاظا على الصحة العمومية. وفيما يخص انشغالات سكان الجنوب الكبير الخاصة بقلة المرافق الطبية، كشف عن مشروع بناء مستشفيين جامعيين بأمر من رئيس الجمهورية، فضلا عن إنشاء مرصد وطني للتسمم العقربي بجامعة غرداية مع إنشاء وحدة لجمع الأمصال بولاية غرداية، وهذا تفاديا لتكرار حالات التسمم العقربي التي شهدتها الجزائر هذه الصائفة، خاصة وأنه خلال سنة 2017 تم تسجيل 39 ولاية معنية بالتسمم العقربي، مقابل إحصاء من 15 إلى 17 ولاية سجلت بها حالات وفيات. وواصل الوزير، في ذات السياق، أن الجزائر سجلت تراجعا في هذا المجال من خلال تسجيل 45123 حالة و58 حالة وفاة خلال 2017، بعدما كانت في سنة 1999 تقارب 22972 إصابة و 106 حالة وفاة. ومن بين الأهداف التي أعلن عنها الوزير، تقليص نسبة اللسعات الناجمة عن التسمم العقربي داخل المنازل إلى 50 بالمائة، عن طريق إشراك السكان، مع تقليص نسبة الوفيات الناجمة عن هذه التسممات إلى 50 بالمائة وهذا في حدود سنة 2023. أما على المدى القريب. فتعتزم الوزارة تقليص عدد حالات التسمم العقربي إلى حدود 30 بالمائة ونسبة اللسعات في نفس السنة إلى 50 بالمائة. وفيما يخص حالات الكوليرا، أكد أنه تم القضاء على جميع الحالات منذ أسابيع، موضحا أن الوزارة وضعت برنامجا وطنيا للحماية من الأمراض المتنقلة ومنها الكوليرا، منذ سنة 2000، وهو ما مكن من تقليص حالات الوفيات في صفوف الأطفال إلى أقل من 21 بالمائة لكل ألف ساكن، مسجلة بذلك تراجع حيث كانت في حدود 46 بالمائة خلال 2016. أما فيما يخص داء الكوليرا، فجدد الوزير تأكيده أن مياه الحنفيات سليمة 100 بالمائة. مشيرا إلى أن العدوى انتقلت بسبب عدم احترام قواعد النظافة، موضحا أنه لم يتم تسجيل أي حالة في هذا الداء منذ أسابيع والحصيلة الإجمالية لكوليرا 2 وفيات و110 إصابة. كما أضاف أنه، قد تم القضاء على الدفتيريا نهائيا منذ سنة 2007، كما سجل تراجع في داء الكزاز (التيتانوس) والحصبة (البوحمرون)، حيث تراجعا بنسبة 99 بالمائة في الوفيات، حيث تقلص بنسبة 65.5 بالمائة لكل مائة ألف ساكن خلال سنة 1996 إلى 0.31 بالمائة خلال سنة 2009، و إلى 0.16 بالمائة لكل 100 ألف ساكن خلال سنة 2015 ووصل إلى 0 حالة لكل 100 ألف ساكن سنة 2016. وسجلت الوزارة تراجعا في معدل وفيات الأطفال بنسبة جد هامة، حيث تقلصت من 46.8 لكل ألف طفل سنة 1990، إلى 24.8 لنفس العينة سنة 2009 وإلى 20.9 بالمائة لكل ألف طفل سنة 2016، وهذا بفضل المخطط الوطني الموسع للتلقيح.