ترأس رئيس مجلس الأمة، عبد القادر بن صالح، أول أمس، الوفد البرلماني الجزائري المشارك في الجلسة الأخيرة للمجلس المدير للاتحاد البرلماني الدولي وفعاليات اختتام أشغال الجمعية العامة ال139 للاتحاد التي احتضنتها مدينة جنيف السويسرية، حيث اعتمد في هذا الصدد إعلان الجمعية حول موضوع الدورة المتعلق ب»الدور المنوط بالبرلمانات في ترقية السلم والتنمية في عصر الابتكار والتغير التكنولوجي». وأوضح بيان للمجلس أنه تمت خلال الجلسة المصادقة أيضا على تقارير اللجان الأربع الدائمة والتي تعنى بشؤون الأممالمتحدة للتنمية الدائمة والتمويل التجارة والسلام والأمن الدوليين، إلى جانب الديمقراطية وحقوق الإنسان. كما شارك السيد بن صالح في أشغال الجمعية العامة ال139 للاتحاد البرلماني الدولي التي خصصت لمواصلة النقاش حول المواضيع المدرجة في جدول الأعمال والمتعلقة بتعزيز التعاون البرلماني والحوكمة في مجال الهجرة، تحضيرا للاتفاقية الدولية حول هجرات آمنة منظمة ومنتظمة ونزع السلاح الشامل وحظر التسلح، بالإضافة إلى إحداث جهاز مالي حكومي أممي قادر على حل قضايا التهرب الضريبي للشركات وسبل التعاون بين البرلمانات ومنظمة الصحة العالمية، باعتبارها الهيئة الرئيسية للأمم المتحدة المعنية بالصحة العالمية. وكان رئيس مجلس الأمة قد ألقى كلمة في افتتاح الأشغال، أبرز فيها موقف الجزائر من الموضوع المقترح للنقاش والمتعلق بالدور المنوط بالبرلمانات في ترقية السلم والتنمية في عصر الابتكار والتغير التكنولوجي، مؤكدا أن التنمية «لا يمكن أن تتحقق دون ضمان السلم والاستقرار». وذكّر السيد بن صالح في تدخله بسياسة المصالحة الوطنية التي بادر بها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، والتي «أثبتت نجاعتها في الجزائر»، داعياً إلى تسوية النزاع في الصحراء الغربية وفق قرارات الشرعية الدولية، وتمكين الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. كما جدّد رئيس مجلس الأمة موقف الجزائر الداعي إلى استمرار الجهود؛ من أجل تسوية سياسية للنزاعات عبر الحوار في كل من ليبيا وسوريا. من جهة أخرى، أجرى رئيس مجلس الأمة على هامش الأشغال، محادثات مع رؤساء برلمانات تونس، سلطنة عمان، مصر وزيمبابوي، حسبما أفاد بذلك أول أمس بيان للمجلس. وأوضح المصدر أن السيد بن صالح تحادث مع رئيس مجلس نواب الشعب التونسي محمد الناصر، حيث سمح اللقاء باستعراض «العلاقات بين برلماني البلدين وسبل الرقي بها إلى درجة الامتياز التي تعرفها العلاقات الثنائية بين البلدين على جميع الأصعدة». وبهذه المناسبة، تبادل الطرفان «وجهات النظر حول القضايا ذات الاهتمام المشترك»، وأكدا على «ضرورة تنسيق المواقف على مستوى المحافل البرلمانية الدولية». كما كانت للسيد بن صالح محادثات مع رئيس مجلس الشورى العماني الشيخ خالد بن هلال المعولي، حيث شكلت العلاقات بين البرلمان الجزائري ومجلس الشورى العماني، محور اللقاء الذي جمع الطرفين. كما أكد الجانبان على «ضرورة الرفع من مستوى هذه العلاقات عن طريق تكثيف تبادل الزيارات والوفود، وذلك من أجل مرافقة العمل الحكومي، الرامي إلى الرفع من مستوى التعاون الاقتصادي والتجاري والتاريخي». كما تبادل وفدا البلدين وجهات النظر حول «الإصلاحات الجارية في الاتحاد البرلماني الدولي والعديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك». وكانت للسيد بن صالح محادثات مع رئيس مجلس النواب المصري رئيس الاتحاد البرلماني العربي علي عبد العال، حيث كانت «مسألة الرفع من مستوى العلاقات بين مجلس الأمة ومجلس النواب» في صلب المحادثات بين وفدي المجلسين، اللذين تناولا بالدراسة «بعض المسائل المرتبطة بنشاطهما على مستوى الاتحاد البرلماني الدولي». وجددا «استعدادهما لتنسيق المواقف في المحافل البرلمانية القارية والجهوية والإقليمية». كما التقى السيد بن صالح برئيس المجلس الوطني الزيمبابوي جاكوب فرانسيس موداندا، واستعرضا «العلاقات الثنائية في المجالين الاقتصادي والتجاري، وإمكانية الدفع بها إلى مستوى العلاقات السياسية والتاريخية، بالإضافة إلى سبل تطوير العلاقات بين الهيئتين التشريعيتين».