يصيب سرطان البروستات في الجزائر رجلا واحدا من بين تسعة، ويعتبر حسب الدراسات العلمية أول سرطان يصيب الجهاز البولي الذكري، حيث تشير الإحصائيات إلى تسجيل الجزائر حوالي أربعة آلاف حالة جديدة كل سنة. انطلاقا من هذه المعطيات، تبادر جمعية طلبة الصيدلة لجامعة الجزائر سنويا، إلى إطلاق حملة تشخيص مبكر موجهة لكل الرجال الذين تفوق أعمارهم ال50 سنة، وتدعوهم من خلالها إلى القيام بهذا الفحص الطبي الهام. اختارت جمعية طلبة الصيدلة هذه السنة، محطة "ميترو الجزائر" لإطلاق حملتها التحسيسية التي حملت شعار "اكتشف في الوقت المناسب صحة بروستاتك عن طريق الفحص"، حيث لقيت المبادرة تجاوبا كبيرا من طرف الرجال الذين ترددوا على أجنحة أعضاء الجمعية من طلبة الصيدلة، بغية الاستفسار وطلب النصيحة والخضوع للتشخيص الذي يتم بأخذ عينات من الدم وتشخيصها.لدى دردشة "المساء" مع بعض المواطنين من الذين استجابوا لنداء الحملة واستحسنوا المبادرة، أكد خمسيني في معرض حديثه، أنّه يعمل في القطاع الصحي منذ سنوات، غير أنه لم يفكر يوما في الخضوع لهذا الفحص رغم أهميته، خاصة أن سرطان البروستات من أكثر السرطانات التي تصيب الرجال بعد سن الخمسين، ويعلق؛ هي "عموما الغفلة"، وهو نفس الانطباع الذي لمسناه عند مواطن آخر رحّب بالفكرة التي وصفها بالحسنة، وجعلته يبادر إلى التشخيص للتأكد من صحته وسلامته. عن أهمية مثل هذه التشخيصات الأولية التي من شأنها أن تحمي المواطنين من خطر الإصابة ببعض الأمراض المزمنة والخطيرة، أفادت نائب الرئيس بجمعية طلبة الصيدلة، أمال بوشلاغم، في معرض حديثها ل«المساء"، أن الجمعية دأبت في إطار نشاطاتها على الإشراف في كل مرة على نشاط صحي معين، واختارت هذه المرة بعد أن انتهت مؤخرا من التوعية بسرطان الثدي، الالتفات للرجال من أجل التوعية بسرطان "البروستات" ولفت انتباه الرجال الذين يفوق سنهم الخمسين سنة، إلى وجوب الخضوع لهذا التشخيص، "خاصة أن سرطان المسالك البولية في الجزائر يصيب ما يزيد عن 200 شخص سنويا". عمدت الحملة التحسيسية أيضا، حسب محدثتنا، إلى توعية كل الرجال الذين ينحدرون من عائلات أصيب بعض أفرادها بهذا السرطان، لاحتمال الإصابة بحكم عامل الوراثة، بالتالي من الضروري القيام بتشخيص مبكر، مشيرة إلى أن جديد الحملة التحسيسية لهذه السنة؛ المبادرة إلى فحص الدم مباشرة وقياس درجة مضادات الجسم الموجودة فيه، التي يفترض أن تكون نسبتها قليلة، وتقول "إن ثبت أن النسبة كبيرة، فمعنى هذا أن البروستات مريضة، مما يستدعي العلاج لدى الطبيب الأخصائي". من جهة أخرى، أشارت محدثتنا إلى أن الحملة لم تستثن الفئات العمرية الأقل من خمسين سنة، حيث يجري إطلاعهم على الأسباب التي تؤدي عادة إلى الإصابة بهذا النوع من السرطانات، والممثلة في العامل الوراثي والتغذية باللحوم الحمراء، وكذا الإكثار من المواد الدسمة ومشتقات الحليب، إلى جانب السمنة والتهاب البروستات، مشيرة إلى أنه فضلا عن إبراز أهم الأعراض الظاهرة التي يمكن لأي رجل اكتشافها بنفسه، والإسراع للعلاج؛ وجود دم في البول أو التبول بصفة غير اعتيادية، أو صعوبة التحكم في البول". كما يجري التركيز خلال الحملة، حسب محدثتنا، على تقديم جملة من النصائح والتوجيهات لتجنب الإصابة بهذا الداء، انطلاقا من القاعدة المعروفة "الوقاية خير من العلاج" التي تتطلب التقليل من المواد الدسمة، ممارسة الرياضة، الإقلاع عن التدخين واللجوء إلى التشخيص الدوري، موضحة في الإطار أن سرطان البروستات يمكن لأيّ كان اكتشافه من خلال الاعتماد على الفحص الذاتي، شأنه شأن الفحص الذاتي لسرطان الثدي بالاعتماد على اللمس". في السياق، تؤكد محدثتنا أن جمعية طلبة الصيادلة تولي أهمية كبيرة لإكساب المواطنين ثقافة صحية، بالنظر إلى ارتفاع معدلات الأمراض، خاصة المزمنة، وبالمناسبة تقول "حاولنا من خلال توزيع مطويات، تمكين أكبر عدد من المواطنين من الاطلاع عن كل ما يتعلق بهذا الداء، بما في ذلك سبل الوقاية والعلاجات المتاحة، على غرار العلاج الإشعاعي والكيماوي وإمكانية الجراحة، ومن ثمة الشفاء"، معربة عن استحسانها للإقبال الكبير على هذه التظاهرة التحسيسية، وهو ما يعكسه نفاذ عتاد فحص الدم "وهو ما جعلنا نفكر في إمكانية تنظيم يوم تحسيسي آخر لتوعية أكبر عدد ممكن من الرجال بأهمية هذا التشخيص الذي يعتبر أكثر من ضروري".