إحصائيات في ارتفاع مستمر تتزايد سنة بعد أخرى، تُشير إلى أن المرض ينتشر بقوة، إنه مرض البروستات الذي يصيب الرجال في سن الخمسين فما فوق، والذي صار مرض العصر بعدما كنا لا نسمع عنه إلا ناذرا، فآخر الاحصائيات التي قدمتها المنظمة العالمية للصحة، تؤكد أن المرض دخل على الجزائريين من بابه الواسع وانتشر وسطهم بشدة، فعندما يجري كل مستشفى بين 3 إلى 6 عمليات أسبوعيا عن هذا المرض، فما علينا القول إلا أن الاحتياط صار واجبا وإلا ما على الرجال سوى السلام.. ولمعرفة أسباب انتشار هذا المرض وكيفية تشخيصه وأسبابه وطرق علاجه قامت "الشروق" بهذا الروبورتاج بمستشفى باب الواد بقلب العاصمة، الذي يجري مابين 03 و06 عمليات أسبوعيا، بمعدل عملية كل يوم، وكان الروبورتاج مع الدكتورين مبرك امحمد، أستاذ مساعد في جراحة الكلى والمسالك البولية، والدكتور كمال بن عقيلة بروفيسور في جراحة الكلى والمسالك البولية بنفس المستشفى، اللذان قاما بشرح مرض البروستات وكل ما يتعلق به في هذا الروبورتاج.. هذه أسرار البروستات وأسباب انتشاره البروستات غدة ذكرية تناسلية عند الرجال، تتواجد في أسفل البطن وأعلى المثانة، محاطة بالعديد من الأوردة التي تساعد على تدفق الدم إلى العضو الذكري أثناء حدوث الانتصاب، وتتمثل وظيفة البروستات في إفراز السائل المنوي، فتفرز هذه الغدة سائلا يحتوي على العديد من العناصر كأملاح الصوديوم، والكالسيوم، والبوتاسيوم، وكذلك تفرز بعض الأنزيمات كالفايبرينولاسين، ويتضّمن كذلك على بعض العناصر المساعدة في القضاء على البكتيريا والجراثيم والتخلص منها. وتضخم البروستات أو تورم البروستات الحميد يؤدي إلى مشاكل بالتبول كتقطع البول، وكثرة التبول، آلام عند التبول، إضافة إلى الاحتباس البولي وتحجره في بعض الحالات، ويتم تشخيص الحالة عن طريق موجات فوق صوتية على البروستات، بالإضافة إلى تحليل لدلائل الأورام في الدم، بما يسمى معامل تضخم البروستات، وهناك عدة طرق علاجية كإعطاء بعض الأدوية في الحالات البسيطة، أما في الحالات الشديدة فتلزم الجراحة ولها عدة طرق، منها العلاج الحراري أو العلاج بالتجميد، وهو علاج حديث الجراحة في حالات التضخم الشديد، والعلاج بالإشعاع وهي علاجات تصغّر البروستات وتبقى عليها، أو بالجراحة بالمنظر أو الجراحة الكلاسيكية التي يتم فيها إزالة الورم في حالة ما إذا كان ورم حميد أو استئصال البروستات كليا، إذا كان سرطان البروستات. "الفاحشة" من أكثر مسببات سرطان البروستات كما كشف الدكتوران السالفا الذكر، أن آخر الإحصائيات أكدت أن سرطان البروستات يكون وراثي بنسبة 20 بالمئة، لهذا يتطلب على الرجال الذين لديهم مرض وسط العائلة، أن يتقدموا لإجراء الفحوصات الطبية في سن ال45، وأضافا أن 80 بالمئة من أمراض البروستات عبارة عن أورام حميدية وليس سرطان، وأضاف المتحدثان أن 13.1 لكل 100 ألف جزائري، هي نسبة المصابين بسرطان البروستات، وأضاف الدكتوران بن عقيلة ومبرك، أنه رغم إقامة أكثر من 6 مراكز بكل من سطيف، قسنطينة، عنابة، ورقلة، تيزي وزو، وهران والعاصمة، خاصة بعلاج مرض البروستات إلا أن الحصيلة في ارتفاع مستمر، بسبب شيخوخة المجتمع، وتفشي الفاحشة التي تتسبب في انتشار الأمراض الجنسية وسط الرجال، والتي تعتبر من أكثر مسببات سرطان البروستات بسبب الفيروسات التي تعرقل وظيفة المسالك البولية وتسبب في خلل في وظيفة المثانة واحتقان البول، ليتطور الأمر إلى سرطان، بالإضافة إلى تناول المأكولات من دون رقابة وغيرها من الأمور التي ستزيد من نسبة المصابين به مع مرور الزمن. مرضى يستحون من العلاج من جهته البروفيسور كمال من عقيلة، أكد أن الكثير من الحالات، يتخوفون من اللجوء إلى الطبيب بدافع الحرج وأمور أخرى، فيقعون في تعقيدات كبرى، من انتشار للمرض إذا كان عبارة عن سرطان، أو تحجر في التبول إذا كانت التهابات أو ورم حميد، ناهيك عن الإصابة بالضعف الجنسي وغيرها من الأمور، وطلب الدكتور في هذا الشأن بضرورة التحسيس لهذا المرض، كما يتم التحسيس بقوة لسرطان الثدي، لتشجيع الرجال الذين يبلغون من العمر 50 سنة فما فوق للجوء إلى المستشفيات وإجراء الفحوصات اللازمة، والتأكد من سلامتهم، ومباشرة العلاج في حالة ما إذا كانوا قد أصيبوا بأي نوع من أنواع البروستات، مؤكدا، أن جميع الرجال معرضون بعد سن الخمسين للإصابة بمرض البروستات وخاصة الورم الحميد. 80 بالمائة من سرطانات البروستات قابلة للعلاج لأسباب عديدة أهمها العامل الوراثي واسمرار البشرة وزيادة الوزن وكثرة الشحوم وغيرها من الأمور، يصيب البروستات الرجال من 50 سنة فما فوق، وتتنوع الإصابة به من شخص إلى آخر حسب 3 حالات، فهناك سرطان البروستات، تضخم البروستاتا الحميد Benign Prostatic Hyperplasia - BPH، التهاب في البروستات. فمن يصيبهم سرطان البروستات، وهو الذي يصيب الغلاف الخارجي للبروستات، وبعد اكتشافه يتم نزع البروستات كليا بواسطة عملية جراحية، وتعتمد أعراض المرض على المرحلة التي يكون فيها السرطان، ففي المراحل الأولى التي يكون فيها المرض محصورا في حدود الغدة قد لا تكون الأعراض ظاهرة، وهنا يصعب التشخيص، ومع تطور المرض وتقدمه تظهر لدى المريض مشاكل في التبول ناجمة عن الضغط الذي يشكله الورم السرطاني على المثانة أو على الإحليل، وهو الأنبوب الذي ينقل البول من المثانة، وفي أغلب الأحيان كما كشف الدكتور مبرك، لا تظهر أي أعراض على المصابين بسرطان البروستات، مثل ظهور دم في البول، أو ظهور دم في السائل المنوي، وتظهر بعض الأعراض في حالات قليلة جدا، مثل تورم في الساقين في حالة ما كان منتشرا في العقد اللمفاوية المحيطة، أو آلام في العظام والعمود الفقري، وظهور الكسور في العظام هذا إذا وصل السرطان إلى العظم..