عدم مرافقة المدربين العناصر الوطنية المشاركة مؤخرا في الألعاب الأولمبية للشباب بالأرجنتين، اعتبره رئيس الاتحادية الوطنية للمبارزة عبد الرؤوف برناوي، قرارا مجحفا في حق ممثلي الجزائر؛ لما خلفه من ضغط وارتباك في ميدان المنافسة. وقال برناوي في حوار مع "المساء"، إن هذا القرار الذي اتُّخذ بصفة انفرادية، أثر على مردود لاعبته شيماء بن عدودة، التي لم تتمكن من التأقلم مع البيئة التنافسية من الحجم العالي؛ بدليل إنهائها منافسات الحسام في المركز 11 والأخير. - بداية، كيف تقيّم العناصر الوطنية للمبارزة في موعد الأرجنتين الأولمبي؟ — في الحقيقة، العناصر الوطنية قدّمت ما عليها في الموعد الأولمبي، حيث أنهت شيماء بن عدودة منافسات "الحسام" في المركز 11 والأخير، في حين أنهت مواطنتها يسرى زبوج منافسات "السيف" في المركز العاشر، علما أنها حققت مشوارا طيبا في مرحلة المجموعات بتسجيلها ثلاثة انتصارات، إلا أنها انهزمت في الدور ثمن النهائي على يد صاحبة الميدالية الفضية هسي كايلين سين يان من هونغ كونغ بنتيجة (9 -15).. كما أود أن أشير إلى أن اللاعبتين قطعتا تأشيرة الأولمبياد عقب احتلالهما المركز الأول من بين المبارزين الأفارقة المشاركين في البطولة العالمية، التي جرت في شهر أفريل الماضي بمدينة فيرونا الإيطالية. - وماذا عن المنافسات حسب الفرق؟ — أنهى منتخب إفريقيا في منافسات الفرق المختلطة للقارات في المركز الثامن والأخير بمشاركة اللاعبتين الجزائريتين شيماء بن عدودة (حسام) ويسرى زبوج (سيف)؛ حيث خسرت بن عدودة أمام أنغلاد ألكسيس من الولاياتالمتحدةالأمريكية بواقع (3- 8)، في حين انهزمت زبوج في سلاح السيف على يد الكندية ليونارد أريان بنتيجة (1- 5)، وعليه خسر المنتخب الإفريقي في اللقاء الترتيبي لحساب المركزين السابع والثامن أمام نظيره من القارة الأمريكية (الثاني) بنتيجة (15- 30). - على ذكر المنتخب الإفريقي، من أي عناصر كان يتشكل؟ — تشكل الفريق الإفريقي المختلط من ستة عناصر؛ 3 ذكور و3 إناث من بينهم الجزائريتان زبوج في سلاح السيف وبن عدودة في اختصاص الحسام، إضافة إلى أربعة عناصر من مصر، ويتعلق الأمر بكل من نهى هاني، مازن العربي، لؤي معروف ومريم عامر.. وكان المنتخب الإفريقي خسر في الدور ربع النهائي أمام نظيره الأوروبي (1) بنتيجة (30- 18)، ليسقط مرة أخرى أمام المنتخب الأوروبي (2) في اللقاء الترتيبي من أجل المراكز من 5 إلى 8 بنتيجة (13-30). -وماذا بخصوص غياب مدرب اللاعبة شيماء بن عدودة عن الموعد الأولمبي؟ —هذا القرار لم أتمكن من هضمه إلى حد الآن، لأن هذه المغامرة جربتها سابقا عند مشاركتي في أولمبياد أطلنطا كلاعب؛ حيث شعرت بنفس الشعور الذي أحست به شيماء بن عدودة في الأرجنتين بدون مؤطرها الشخصي الذي كان حضوره فعالا وحتميا، لما يقدمه من خدمات نوعية، على غرار تخفيف الضغط ورفع المعنويات قبل دخول الرواق الأولمبي.. ورغم ذلك تمكنت بن عدودة من مجابهة مبارزات يتمتعن بمستوى عال وينتمين إلى منتخبات عالمية، على غرار كندا، الولاياتالمتحدةالأمريكية، فرنسا وإيطاليا في ظل التباين في التحضيرات مع زميلتها زبوج، التي استفادت من برنامج تحضير أكثر؛ حيث شاركت في ثلاث مسابقات اثنتان منها مسلكان أوروبيان نُظّما مطلع سبتمبر الماضي بجنيف (سويسرا)، والثاني نهاية سبتمبر بميلان الإيطالية، علاوة على المرحلة الأولى لكأس الجزائر، عكس شيماء التي لم تكن لها الفرصة في التحضير خارج الوطن، واكتفت بالمشاركة في كأس الجزائر فقط. - أسلفت أن هذا القرار اتُّخذ بصفة انفرادية، هل بإمكانك التوضيح أكثر؟ — فعلا، أعيد وأكرر: هذا القرار تم اتخاذه بصفة انفرادية. وأرجعه المسؤول عن هذا الموضوع إلى الحصص الموزعة بين مختلف الاتحاديات المشاركة في الموعد، والمقدرة ب 11 اتحادية، وهي المبارزة، ألعاب القوى، الجيدو، الملاكمة، كرة الريشة (بادمينتون)، الشراع، التجذيف، السباحة، الجمباز، المصارعة ورفع الأثقال. - هل تم التفاوض مع هذا المسؤول لإيجاد حل للقضية قبل سفرية الأرجنتين؟ — التفاوض انحصر، للأسف، بين الطرفين فقط (المسؤول والاتحادية)... وإذا اتخذت القضية أبعادا واسعة ليحصل العكس لاسيما وأن الوزارة الوصية تجدد استعدادها في كل مرة لمرافقة ودعم العناصر الوطنية في المحافل الدولية، معتبرة إياهم "الاستثمار الأمثل" تحسبا للاستحقاقات المقبلة، التي تُعد أولى أولويات الجزائر على المدى المتوسط، ويتعلق الأمر بكل من الألعاب الأولمبية بطوكيو 2020، والألعاب المتوسطية بوهران 2021. - هل من إضافة؟ — لا أريد التشهير بهذا المسؤول بذكر اسمه، لكن أود أن يراجع أفكاره من جديد، ويجعلها تتماشى مع مبدأ "الاستثمار في الشباب"؛ خدمة للرياضة الجزائرية التي تنتظرها رهانات كبيرة في السنة المقبلة 2019، والمتمثلة في المسالك التصفوية المؤهلة إلى الألعاب الأولمبية بطوكيو 2020.