اجتمع وزير التجارة، السعيد جلاب، أول أمس، بالعاصمة القطريةالدوحة، مع مسؤولي الصندوق السيادي لدولة قطر "جهاز قطر للإستثمار"، ووجه دعوة للمستثمرين القطريين للتعرف على فرص الاستثمار المتاحة في الجزائر. وتم اللقاء على هامش معرض المنتجات الغذائية والضيافة المنظم في العاصمة القطرية ما بين 6 و8 نوفمبر،حيث تشارك الجزائر بصفتها ضيف شرف. وأبرز الوزير خلال اللقاء الإمكانيات المتاحة في الجزائر لإنشاء شراكات مستدامة يمكنها أن تشكل طفرة استثمارية في شتى المجالات. ولفت السيد جلاب إلى أهمية التجربة السابقة مع الشريك القطري الذي أشرف على إنجاز مشروع مجمع للحديد والصلب بالمنطقة الصناعية "بلارة" بولاية جيجل، عبر إحدى فروعه المتمثلة في مجموعة "قطر ستيل الدولية". وكشف رئيس "جهاز قطر للاستثمار" الشيخ فيصل بن ثاني بن فيصل آل ثاني خلال الاجتماع، عن زيارة مرتقبة إلى الجزائر لوفد من رجال الأعمال القطريين التابعين للجهاز مطلع السنة المقبلة، للتعرف أكثر على الفرص المتاحة للشراكة، مؤكدين اهتمامهم بالقطاعين العمومي والخاص، لاسيما منه المؤسسات الصغيرة والمتوسطة. يذكر أن الأصول الإجمالية لجهاز قطر للاستثمار تقدر بحوالي 335 مليار دولار، ليكون بذلك واحدا من أكبر صناديق الثروة السيادية في العالم. من جانب آخر، بحث وزير التجارة ورئيس رابطة رجال الأعمال القطريين الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني سبل تعزيز الشراكة والاستثمار بين البلدين، لاسيما في قطاعي السياحة والفلاحة. وقد نظم هذا اللقاء الذي حضره العشرات من رجال الأعمال من كلا البلدين، على هامش فعاليات معرض الضيافة والمنتجات الغذائية المنظم بالدوحة من 6 إلى 8 نوفمبر الجاري والذي تشارك فيه الجزائر بصفتها "ضيف شرف". وتمثل المشاريع في مجال السياحة والفلاحة القطاعات الأكثر جاذبية للمستثمرين القطريين، شريطة توفر تخطيط مدروس لتجسيد مشاريع كبيرة بالجزائر، حسب مسؤولي الرابطة. وحسب الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني يتصدر قطاع السياحة عبر المنتجعات الكبرى والفلاحة عبر المستثمرات الزراعية وتربية المواشي قائمة المشاريع ذات الأهمية بالنسبة لرجال الأعمال القطريين، إلى جانب قطاعات أخرى بنسب متفاوتة على غرار قطاعي الصناعة والصيد البحري. ويستهدف رجال الأعمال القطريين التوجه نحو تصدير المنتجات وليدة المشاريع المشتركة مع رجال الأعمال الجزائريين نحو الدول الأوروبية والعواصم الإفريقية المجاورة للجزائر. وقال الشيخ فيصل إن إمكانية إقامة مشاريع بالجزائر في مجالات السياحة والفلاحة و التجارة والصناعة وغيرها، بحاجة إلى دراسات لمعرفة مدى توفر الظروف الملائمة لاستحداثها. كما أشار الشيخ إلى قطاع المحروقات، حيث أكد على وجود فرص كبيرة للاستثمار في هذا المجال. بدوره، أكد جلاب على أهمية التفاعل الإيجابي والاحتكاك الذي ميز اللقاءات بين رجال الأعمال الجزائريينوالقطريين، مؤكدا على تطور الإمكانيات التي توفرها الجزائر للمتعاملين، لاسيما في جانب البنى التحتية واللوجيستيك. وقال الوزير إن الإنجازات المجسدة (طرقات، جسور، معابر موانئ، سكك حديدية...) ساهمت في تسهيل ربط مناطق شمال البلاد بجنوبه ومنه إلى الدول الأفريقية المجاورة. وحسب الوزير، يجري حاليا التفكير في رفع نسب الدعم الموجه للمتعاملين الناشطين في مجال تصدير المنتوج الوطني نحو الخارج، إلى غاية تمكنهم من احتلال مكانة في الأسواق الخارجية. ويتم حاليا دعم المصدرين عبر الصندوق الخاص لترقية الصادرات بنسبة 25 في المائة بالنسبة للصناعة و50 في المائة بالنسبة للمنتجات الفلاحية . كما يجري التحضير لعقد اتفاقيات تعاون مع الشركات الوطنية للنقل على غرار الجوية الجزائرية للتكفل بإيصال السلع إلى الدول المستهدفة. واتفق الطرفان الجزائري و القطري على الإعداد لعقد اجتماعين للأعمال، أحدهما بالجزائر والآخر في قطر يضم خبراء من كلا البلدين، بهدف إعداد آليات تفعيل مجلس رجال الأعمال الجزائريالقطري وبرمجة عملية إطلاقه بالتزامن مع عقد اللجنة المشتركة الجزائرية -القطرية المقبلة،والتي لم يتم تحديد موعد انعقادها بعد.