أعلن وزير النفط السعودي، خالد الفالح، أمس، أن بلاده ستخفض من صادراتها النفطية في ديسمبر المقبل بنصف مليون برميل يوميا. وهو الاعلان الذي فاجأ به الصحافة أمس في افتتاح اجتماع لجنة المراقبة لمنظمة الدول المصدرة للنفط والدول المنتجة خارجها بأبوظبي، والذي خصص لدراسة سبل العودة إلى الحد من إنتاج الخام، حيث يثير تراجع الأسعار حاليا مخاوف المنتجين من احتمال انهيار الأسعار، كما حدث في 2014، خاصة بعد الاستثناءات التي تم إعلانها بخصوص العقوبات على إيران. ورغم إعلانه عن هذا القرار من الجانب السعودي، فان الفالح أشار في تصريحاته الصحفية إلى أنه لم يتم لحد الآن التوصل إلى «إجماع» بين كبار منتجي النفط حول «تخفيض الإنتاج». وقال أنه من السابق لأوانه الحديث عن «مبادرة خاصة» في هذا الاتجاه، وذلك ردا على سؤال حول إمكانية اللجوء إلى التخفيض لمواجهة تراجع الأسعار في الأيام الأخيرة. لكن مصادر أشارت إلى أن السعودية تبحث مقترحا لخفض إنتاج النفط بما يصل إلى مليون برميل يوميا من جانب أوبك وحلفائها. وكان مندوب الجزائر لدى «أوبك» أشرف بن حسين، قد صرح عشية الاجتماع أن اللجنة الفنية للمنظمة» قلقة بشأن الوضع في أسواق النفط ومن حالة الاقتصاد العالمي». وقال «نحن قلقون بشأن وضع السوق وحالة الاقتصاد العالمي ومن حالة العرض والطلب». وأشار المندوب إلى أن اللجنة الفنية تقيم تنفيذ اتفاق فيينا الشهر الماضي عند مستوى 104 في المائة. وعرفت أسعار النفط العالقة بين زيادة إنتاج بعض الدول المنتجة ومخاوف انخفاض الطلب، تراجعا بنسبة حوالي 20 بالمائة خلال شهر واحد، بعدما بلغت أعلى مستوى لها منذ 4 سنوات في بداية أكتوبر. وانخفض سعر برنت يوم الجمعة إلى أقل من 70 دولارا للمرة الأولى منذ أفريل الماضي، كما تراجع سعر النفط الخفيف إلى ما دون الستين دولارا، مستمرا في الانخفاض للشهر التاسع على التوالي. ورغم مؤشرات تباطؤ الطلب، زادت السعودية وروسيا والكويت والعراق إنتاجها من الخام، كما زادت الولاياتالمتحدة إنتاجها من النفط الصخري.وبدا واضحا أن أثر العقوبات الأمريكية على إيران، كان أقل قسوة مما كان متوقعا. وقال أمس وزير النفط العماني، محمد بن حمد الرمحي، على هامش اجتماع أبوظبي للجنة مراقبة سوق النفط، إن غالبية أعضاء «أوبك» ومصدري النفط الحلفاء للمنظمة، يدعمون خفض المعروض العالمي من الخام. وقال عندما سئل عن الحاجة إلى خفض الإمدادات «العديدون منا يرون هذا». وأجاب على سؤال إن كان الخفض قد يصل إلى 500 ألف أو مليون برميل يوميا، قائلا «أعتقد أنه من غير المنصف أن أعطي أرقاما في الوقت الحالي». وأضاف «نحتاج إلى توافق آراء»، مشيرا إلى ضرورة موافقة روسيا غير العضو في أوبك على أي قرار. لكن يبدو حاليا أن روسيا لاتسير في نفس الخط، حيث أبلغ وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك الصحفيين أمس، أن السوق ربما تواجه تخمة معروض محددة ترجع إلى عوامل موسمية في الأشهر القليلة المقبلة، لكنها ستكون متوازنة بحلول 2019 بل وقد يتجاوز الطلب العرض. يذكر أن دول «أوبك» وعدد من الدول من خارجها، اتفقت في أواخر عام 2016 في فيينا، على تخفيض حجم إنتاجها من النفط بإجمالي 1.8 مليون برميل يوميا، بينما وافقت روسيا على تخفيض هذا الحجم بمعدل 300 ألف برميل يوميا. وتم بعد ذلك تمديد مدة سريان هذا الاتفاق عدة مرات، وفي نهاية الأمر تم في نوفمبر 2017، تمديد مدة سريانه لتشمل عام 2018 كله. وكان وزير النفط السعودي قد تحدث مؤخرا عن وجود رغبة لدى منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) ومنتجي النفط غير الأعضاء،في توقيع اتفاق تعاون جديد في ديسمبر المقبل، لوضع حدود للإنتاج في العام المقبل، أي بعد نهاية مدة سريان الاتفاق الحالي.