تتواصل مهرجانات الثقافة والفنون الشعبية في مختلف ولايات الوطن، شرقها وغربها، شمالها وجنوبها، وفي هذا السياق، انطلقت أوّل أمس بدار الثقافة بالأغواط، فعاليات الأسبوع الثقافي لولاية عنابة، وتحتضن ميلة ثقافة سعيدة. بونة حملت معها فرقا غنائية مختصة في الطبوع المميزة للمنطقة، ك"العيساوة" و"المالوف "وفرق مسرحية وفنانين تشكيليين وشعراء، حيث سيتداول الجميع طوال أيام التظاهرة، على تعريف الجمهور الأغواطي بجانب من التراث الثقافي لولاية عنابة، وتتمثل بعض فقرات هذه الأنشطة في معارض لصناعة الألبسة التقليدية والحلي الفضية ولوحات فنية لفنانين، منهم من شارك في العديد من التظاهرات الدولية كالفنان التشكيلي محمد دميس والسيدة دهال، إلى جانب عرض لمخطوطات قديمة تعود إلى مشايخ الولاية. كما تنظم بدار الثقافة "التخي عبد الله بن كريو"، معارض للصور الفوتوغرافية تجسّد الطبيعة العمرانية لمدينة "بونة" وعرض مجسّم لتمثال القديس أوغستين، إلى جانب برمجة عدّة محاضرات حول تاريخ المنطقة بالإضافة إلى تنشيط سهرات فنية وأمسيات شعرية. على صعيد متّصل، يكشف معرض ولاية سعيدة المقام ببهو دار الثقافة لميلة بمناسبة أسبوعها الثقافي، عن عمق متعدّد الحضارات لهذه الجهة من الغرب الجزائري للوطن، وتشير إلى ذلك صور الكثير من الشواهد التاريخية التي ما زالت ماثلة للعيان، كما هو الشأن بالنسبة لمغارات وادي سعيدة وعين لحجر وشلالات تفريت والرسومات النائمة على صخورها، وكذا الموقع الروماني " تيمزوين" وأطلال دوار بنيان وغابات سيدي مرزوق والمرجة. ويرتبط كل شيء بولاية سعيدة التي تقع عاصمتها عند نهاية جبال الضاية في الشمال والهضاب العليا، ببعضه البعض، بدءا من التاريخ إلى الجغرافيا، فالاقتصاد الذي يستثمر تقليديا في الطابع الريفي الرعوي، فينتج تراثا حضاريا يقتحم مجالات المعيشة البسيطة ومورد الزرق. ويحظى ميدان الألبسة التقليدية بسعيدة بجمالية خاصة واضحة، كما يقدمه جناح من المعرض المذكور، حيث تبرز "البلوزة" السعيدية والعباية متبوعة بالحايك والعجار التقليدي، اللذين ما زالا يقاومان الزمن، فيما يشتهر "البرنوس" والعمامة أو الكبتوش عند الرجال. وفي مجال الحرف الأخرى، تدخل الحلفاء الموجودة في مناطق هذه الولاية في صناعة العديد من الأواني المنزلية، إلى جانب الطين والخشب، كما تنتشر صناعة الجلد في إتقان صنع السروج والحقائب والمحافظ. ومن جهتها، تقدم ولاية ميلة خلال هذه الأيام، باقة مشاهد ومعالم لزاورها من ولاية سعيدة، من خلال تفقد ميلة القديمة و"السجن الأحمر" و"قصر الأغا" بفرجيوة، إلى جانب الوقوف على الصرح الاقتصادي الكبير المتمثل في سد بني هارون الذي يمد 6 ولايات من شرق البلاد بالماء الشروب.