أكد وزير الصناعة والمناجم يوسف يوسفي، أن مركب توسيالي للحديد والصلب الذي دشنت المرحلة الثالثة منه أمس، نموذج ناجح للشراكة ويجسد فعلا الأهداف الهامة المتوخاة بتدعيم التوجه الاقتصادي الجديد للجزائر، واقتصاد مبالغ مالية هامة بالعملة الصعبة، ونقل الخبرات والتكنولوجيا الحديثة في هذا الميدان. جاء ذلك خلال إشراف الوزير، أمس، على تدشين وحدة التكوير بطاقة 4 ملايين طن سنويا، ووحدة التخفيض المباشر بطاقة 2.5 مليون طن سنويا في إطار مخطط توسعة مصنع الحديد والصلب «توسيالي» بمنطقة بطيوة بولاية وهران. وأضاف الوزير: «أين هم المشككون في برنامج الحكومة، ليروا بأم أعينهم صناعة ناجحة في الجزائر تتطور يوميا بعد يوم، ستصل إلى التصدير بعدما تخطت مرحلة الاكتفاء الذاتي، وستستمر هذه السياسة الناجحة لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، وسنقطف ثمارا طيبة أخرى في المستقبل مع بلوغ سقف 16 مليون طن من الحديد عام 2026، وعلينا أن نبدأ من اليوم التفكير في استغلال منجم غار جبيلات». وأشار الوزير، إلى أن استكمال أوصال مركب «توسيالي» بعد تدشين المرحلة الرابعة منه مستقبلا من شأنه أن يقوي الصناعة الحديدية، المساهمة في تطوير صناعات أخرى كالصناعات التحويلية وصناعة السيارات، وهو ما يعني آليا تخفيض فاتورة الاستيراد. من جانبه اعتبر المدير العام لتوسيالي «بأن تجسيد هذا الاستثمار رمز للنجاح ورسالة واضحة لكل المستثمرين في العالم أجمع، أنه يمكن النجاح في الجزائر باستثمارات واسعة وكبيرة، في ظروف جيدة وآجال قصيرة». مضيفا أن: «الاستثمار في الجزائر يعني خلق الثروة والتطور في النسيج الصناعي، وكذلك استحداث مناصب شغل في البلاد». وكشف المسؤول الأول عن مركب «توسيالي» عن تخصيص 100 مليون دولار لمشروع مستقبلي يتمثل في إنجاز مصنع لإنتاج الأنابيب الحديدية الخاصة بالبترول والغاز والماء، إلى جانب وحدة لإنتاج الصفائح الحديدية في أجل لا يتعدى 24 شهرا وبطاقة إنتاجية تصل إلى 10آلاف طن من الحديد يوميا. وأكد المدير العام لمركب «توسيالي» أن قدرة إنتاج كل الوحدات الثلاث العاملة لمركب «توسيالي» والمقدرة ب4 ملايين طن من الحديد سنويا ستغطي السوق الوطنية مما يوفر للخزينة العمومية مبلغ 2 مليار دولار سنويا، كما كشف عن 200 مليار دج كرقم أعمال، وتحقيق هدف تصدير 300 مليون دولار سنة 2019. وأضاف أن مناصب الشغل ستقفز بعد تدشين الوحدة الرابعة لمركب «توسيالي» من 4000 منصب حاليا (من بينهم 280 مهندسا جزائريا و450 جامعيا) إلى6000 منصب وهذا الرقم مرشح للارتفاع بالتوازي مع ارتفاع وتيرة الاستثمار. في نفس السياق كشف المتحدث عن تسلم مشروع هام ومربح شهر جوان 2019، وهذا لأول مرة في الجزائر، ويتمثل في استقبال ميناء أرزيو بواخر ضخمة للمادة الأولية ذات طاقة استيعابية كبيرة في حدود 200 ألف طن، على أن تفرغ هذه الحمولة في ظرف أربعة أيام بوتيرة 40 ألف طن يوميا، بمساعدة جسر كهربائي ناقل للحديد الخام ومشتقاته من ميناء أرزيو إلى غاية مركب الحديد والصلب «توسيالي» ببطيوة بطول 9 كلم، بعدما كان يقتصر حاليا على بواخر ذات طاقة استيعابية ب30 ألف طن مما يسمح للدولة باقتصاد ما يقارب 180 مليون دولار. ومن المحاسن الهامة لهذا المشروع تبادل الخبرات بين الشركتين، خبرة في التسيير المينائي بالنسبة لمؤسسة ميناء أرزيو، في حين يختزن مجمع «توسيالي» خبرات في ما يخص المعدات والتجهيزات الخاصة بشحن وتفريغ البواخر ذات القدرات الاستيعابية الكبيرة. وجاء هذا المشروع ضمن اتفاقية الشراكة المبرمة سنة 2016، بين مجمع «توسيالي» للحديد والصلب ومؤسسة ميناء أرزيو، والذي يتضمن إنشاء شركة مختلطة تسمى «بطيوة ميناء للحديد والصلب بتكلفة 6 ملايير دج (60 مليون دولار).