رأى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أنّ السنة القادمة 2019 ستكون "حاسمة" بالنسبة للقضية السورية التي "ستشهد انطلاق المرحلة السياسية من تسوية الأزمة، ولاسيما بعد انتهاء العمل على تشكيل اللجنة الدستورية، كما اعتبر انسحاب الولاياتالمتحدة من سوريا "خطوة صحيحة". أوضح بوتين، خلال مؤتمره الصحفي السنوي الموسع في موسكو أوّل أمس الخميس، أنّ الرئيس السوري بشار الأسد، "وافق على قائمتين لمرشحي اللجنة الدستورية السورية رغم اعتراضه على بعض الأسماء الموجودة فيها"، مضيفا أن موسكو نسقت "بشكل كامل بخصوص القائمة مع بشار الأسد، وهو (الرئيس السوري) قدّم قائمته من 50 شخصا كما شارك في تشكيل قائمة ضمت 50 شخصا آخرين من المجتمع المدني ووافق عليها رغم أنّه لم يكن راضيا عن كلّ شيء فيها". وأكد فلاديمير بوتين، أن إيران وتركيا "أيضا أكدتا موافقتهما على هذه القائمة التي تمت إحالتها بعد ذلك على منظمة الأممالمتحدة"، وأوضح أن الممثلين الأمميين وخاصة مبعوث الأممالمتحدة الخاص بسوريا، ستيفان دي ميستورا "قرروا بشكل مفاجئ التروي مدفوعين من شركائنا في ألمانيا وفرنسا والولاياتالمتحدة"، على حد قول بوتين. وتابع القول "لكن هذا العمل بكل تأكيد يدخل المحطة النهائية، وآمل في أن يتمّ الاتفاق على هذه القائمة بداية العام المقبل، إن لم يتم في أواخر السنة الجارية، لتبدأ المرحلة الجديدة من التسوية، أي المرحلة السياسية بالتحديد"، وأعرب الرئيس الروسي عن ارتياح بلاده "بشكل عام لسير العمل على تسوية الأزمة السورية". في سياق متصل اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أنّ انسحاب الولاياتالمتحدة من سوريا "خطوة صحيحة"، وقال إنّ قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الانسحاب من سوريا "خطوة صحيحة"، معترفا في نفس الوقت أنه لا يفهم "ماذا يعني هذا الإعلان بالضبط"، وأضاف بوتين، أنّ الوجود العسكري الأمريكي في سوريا "غير شرعي وسحب الولاياتالمتحدة قواتها خطوة صحيحة"، مستدركا "حتى الآن لا أرى مؤشرات على انسحاب القوات الأمريكية من سوريا لكننا نفترض أن هذا أمر ممكن، لاسيما وأننا نسير في طريق التسوية السياسية"، وأبرز أنه "شخصيا لا يعرف معنى انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، إذ أنّ للولايات المتحدة حضور في أفغانستان منذ 17 عاما، وكل عام يتحدثون عن الانسحاب من هناك لكنهم ما زالوا موجودين". ومع ذلك أعرب بوتين، عن موافقته لدونالد ترامب، في أنه "تم تحقيق الانتصار على داعش" الإرهابي في سوريا"، مشيرا إلى أن "القوات الروسية وجهت ضربات قوية للتنظيم الإرهابي في ذلك البلد، كما حذّر الرئيس الروسي من "خطر تسلل إرهابيي داعش من سوريا إلى المناطق المجاورة". في شأن آخر، ذكر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "إنّ انسحاب واشنطن من معاهدة الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى سيسفر عن تداعيات خطيرة بالنسبة للأمن العالمي"، وأوضح أنّ "العالم يشهد حاليا انهيارا لمنظومة الردع في مجال سباق التسلح بعد خروج الولاياتالمتحدةالأمريكية من معاهدة حظر الصواريخ الاستراتيجية الهجومية"، مضيفا أنّ "هذه المعاهدة ذات أهمية لضمان الأمن الاستراتيجي". وأكد الرئيس الروسي على "أهمية التصدي لفتح مجال سباق التسلح"، لافتا إلى أن ّ«هناك توجّهات لخفض شروط وقواعد استخدام الأسلحة النووية مما ينذر بإمكانية حدوث كارثة"، وأَضاف بوتين "إن تقدم روسيا في مجال نظام الدفاع الصاروخي يأتي في إطار الجهود الرامية لاحتواء سباق التسلّح"، موضحا أن "نزعة عدم التقدير الكافي لخطر السلاح النووي تزداد". وكان نائب وزير الدفاع الروسي الفريق أول ألكسندر فومين، قد حذّر في وقت سابق من أن انسحاب الولاياتالمتحدة من "معاهدة الصواريخ" سيطلق "سباقا للتسلّح"، مؤكدا "استعداد موسكو للحوار مع واشنطن من أجل الحفاظ "على هذه المعاهدة. يذكر أن معاهدة الحد من الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى تم التوقيع عليها بين كل من الولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد السوفياتي في العام 1987، وتعهد الطرفان بعدم صنع أو تجريب أو نشر أي صواريخ باليستية أو مجنحة أو متوسطة وبتدمير كافة منظومات الصواريخ التي يتراوح مداها المتوسط ما بين 1000-5500 كيلومتر ومداها القصير ما بين 500 و1000 كيلومتر.