وقع المجمع الوطني للمحروقات سوناطراك، يوم الأحد، بالجزائر العاصمة، اتفاقيتين مع شركتين وطنيتين، تتعلقان بإنجاز مشروع لتطوير الحقول الغازية الواقعة بمحيط قاسي الطويل الذي يضم مجموع 47 بئرا. وتم توقيع عقدي مشاريع الانشاءات الهندسية المتعلقة بتطوير تلك الحقول مع شركة كوسيدار للقنوات من جهة والمؤسسة الوطنية للأشغال البترولية الكبرى فرع سوناطراك من جهة ثانية. ويتضمن محيط قاسي الطويل الواقع على بعد 150 كلم، شمال شرق حاسي مسعود، ستة حقول غازية بمجموع 47 بئرا وإنتاج بحوالي 3ر12 مليون متر مكعب في اليوم. وتم التوقيع بالأحرف الأولى على الاتفاقية الأولى التي تربط مجمع سوناطراك بشركة كوسيدار للقنوات، من قبل المدير المركزي للإدارة الهندسية وتسيير المشاريع التابعة لسوناطراك، فايز زان والرئيس المدير العام لشركة كوسيدار للقنوات،فتحي زروالي. وتتعلق الاتفاقية بإنجاز شبكة تجميع للربط وإنتاج 25 بئرا نحو محطة المعالجة الموجودة على مستوى رورد النوس (ايليزي)، أما إسهامها الإجمالي في إنتاج الغاز فيقدر بسبعة ملايين متر مكعب في اليوم، حسبما أكده السيد زان خلال حفل التوقيع. ومن المتوقع أن يتم تسليم هذا العقد الذي تقدر قيمته التعاقدية ب21 مليار دينار، في شهر ديسمبر 2020. ويتعلق بتوفير شركة كوسيدار للقنوات، الدراسات الهندسية التفصيلية وعمليات الإنشاء والتركيب في الموقع، فضلا عن التجارب والتشغيل. وأضاف السيد زان أن المشروع الواجب إنجازه حسب بنود العقد الذي يربط الشركتين، يتضمن فضلا عن شبكة التجميع، منشآت على سطح الآبار وستة مشاعب للسحب في الحقل وخمسة وصلات ومحطة تقسيم وكذا نظام سكادا جديد. أما الاتفاقية الثانية التي وقعها السيد زان من جهة والرئيس المدير العام للمؤسسة الوطنية للأشغال البترولية الكبرى (فرع سوناطراك) مسعود مخناش، فتتعلق بإنجاز شبكة تجميع لربط ودخول 22 بئرا في الإنتاج نحو محطة معالجة الغاز المتواجدة على مستوى قاسي الطويل، أما إسهامها الإجمالي في إنتاج الغاز فيقدر ب3ر5 ملايين متر مكعب في اليوم. في حين أن القيمة التعاقدية للاتفاقية الثانية، فتفوق 32 مليار دج وستستكمل كذلك في شهر ديسمبر 2020. كما تنص بنود هذا العقد الخاص بمشاريع الانشاءات الهندسية على قيام المؤسسة الوطنية للأشغال البترولية الكبرى بتوفير دراسات هندسية تفصيلية وعمليات الانشاء والتركيب في الموقع، فضلا عن التجارب والتشغيل علاوة على القيام بمنشآت على سطح الآبار وأربعة مشاعب للسحب في الحقل وتوسيع مشعبي سحب متواجدين من قبل فضلا عن توسيع نظام سكادا الموجود، حسب توضيحات ذات المسؤول. وتجدر الإشارة إلى أن الخيار الذي تبعته سوناطراك والذي وقع على المؤسسات الوطنية لأجل إنجاز شبكات التجميع هاته، نابع من إرادتها في بلوغ معدل إدماج نسبته 55 بالمائة، مثلما تنص عليه إستراتيجية الشركة في آفاق 2030 (SH2030). وللتذكير، قامت سوناطراك شهر ديسمبر 2017 بالتوقيع على اتفاقيات مع كل من الشركة البترولية للأعمال البترولية الكبيرة والشركة الوطنية للهندسة المدنية والبناء والمؤسسة الوطنية للقنوات ومؤسسة هياكل الاتصالات السلكية واللاسلكية والطاقوية وفرع مجمع كوسيدار للقنوات، بغرض إنجاز شبكة التجميع يبلغ طولها الإجمالي كيلومتر، لأجل ربط 54 بئرا منتجا من أصل 154 بئرا موجودا بالحقل الغازي لتنهرت (إليزي). وعقب مراسم التوقيع، أوضح السيد عبد المومن ولد قدور للصحافة أن هذا المشروع يرمي أيضا إلى "تحسين المنشآت الموجودة للشركة"، مشيرا في هذا الصدد إلى أن استثمارات الشركة ينبغي أن تكون" أقل ثقلا"، مضيفا "نستخدم المصانع الموجودة و نكتفي بإنجاز شبكة تجميع لأجل نقل الغاز الذي تم تجميعه نحو رورد النوس وغاز طويل". وفي معرض تناوله للإنجازات التي قامت بها الشركة طيلة ستة 2018، قال "قمنا كثيرا بتحويل المؤسسة وأصبحنا أكثر ديناميكية. فالعلاقات التي ربطتنا بالشركاء لم تكن الأفضل، والآن يرغب الشركاء الأجانب العمل معنا"، مرتقبا إقامة شراكات أكثر كثافة خلال سنة 2019. وفيما يخص مجال التنقيب على البترول في عرض البحر، ذكر السيد ولد قدور بالتوقيع على عقود خلال أكتوبر الأخير مع مجمع ايني الايطالي (منطقة المصالح الغربية على مساحة تقدر ب14.965 كلم مربع) وكذا مع شركة توتال بالنسبة للجهة الغربية على مساحة تقدر ب9.336 كلم مربع. وفيما يتعلق بانهيار سعر البرميل الخام، أرجع ذلك إلى زيادة احتياطات الخام، مضيفا في هذا الصدد أن الولاياتالمتحدةالأمريكية والمملكة السعودية " يغرقان السوق"، معتبرا أن انهيار الأسعار يضر بالجميع. وأضاف يقول "يكمن دور منظمة أوبك بالتحديد في تحقيق التوازن بين العرض والطلب"، مشيرا إلى أنه "ستكون من الآن فصاعدا تغيرات إيجابية و نأمل أن تطرأ في الآجال القريبة".