تلقت قوات القبعات الزرق الأممية في مالي "مينوسما" ضربة قوية بعد مقتل ثمانية من عناصرها في هجوم نفذته عناصر إرهابية ضد قاعدة عسكرية في شمال شرق هذا البلد. وذكرت مصادر القوة الأممية أن الهجوم الذي استهدف، فجر أمس، قاعدة قوات "مينوسما" في منطقة أغلهوك بمقاطعة، كيدال في أقصى شمال مالي خلف مقتل ثمانية جنود تشاديين وإصابة عشرين آخرين ضمن حصيلة مرشحة للارتفاع بسبب الجروح الخطيرة التي تعرض لها جنود آخرون كانوا في الموقع العسكري المذكور. وأكدت مصادر دبلوماسية في العاصمة المالية أن المواجهات التي اندلعت بعد الهجوم خلفت مقتل عدد من المهاجمين دون أن تحدد عددهم. وأدان محمد صالح نظيف ممثل الأممالمتحدة في مالي، الهجوم ووصفه ب«الإجرامي المقيت"، مؤكدا أن عناصر القوة الأممية تصدوا لمنفذي الهجوم الإرهابي الذين قدموا على متن عربات عسكرية مجهزة بأسلحة حربية خفيفة ومتوسطة. وأكد بيان أصدرته البعثة الأممية في مالي أن هذا الهجوم الجبان جاء ليؤكد مرة أخرى إصرار عناصر التنظيمات الإرهابية على زرع الفوضى في المنطقة بما يستدعي ردا قويا وفوريا ومركزا من طرف كل القوات العسكرية المتواجدة في منطقة الساحل بهدف القضاء على كل خطر إرهابي فيها. وفي سياق هذا النداء أكدت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بيرلي أمس استئناف قوة "5 ساحل" عملياتها العسكرية في منطقة الساحل بعد تعليقها شهر جوان الماضي مباشرة بعد الهجوم الذي استهدف مقر قيادتها العامة في منطقة سفاري في وسط دولة مالي نهاية شهر جوان الماضي. وتأمل القوة المشكلة من وحدات عسكرية من مالي والنيجر وموريتانيا وبوركينا فاسو وتشاد رفع تعداد عناصر هذه القوة إلى خمسة آلاف رجل لكنها فشلت في تحقيق ذلك في ظل انعدام الإمكانيات العسكرية والمالية بالإضافة إلى تردد مختلف الدول المانحة تقديم أموال لها لتمكينها من القيام بالمهام الموكلة لها في محاربة مقاتلي التنظيمات الإرهابية التي اتخذت من هذه الدول معاقل لها. وهو العجز الذي جعل هذه الدول، بإيعاز من فرنسا توجه نداءات مستعجلة باتجاه عدد من الدول المانحة للإيفاء بتعهداتها بمنح مبلغ 420 مليون أورو حتى تتمكن من مقارعة هذه التنظيمات التي تمتلك ترسانة من الأسلحة المتطورة لا تحوز عليها جيوش الدول المنضوية تحت لواء قوة "5 ساحل".وفشلت فرنسا في العديد من المرات في إقناع مجلس الأمن الدولي بجعل هذه القوة تحت مظلة الأممالمتحدة وتخصيص ميزانية لها، إلا أن رغبتها اصطدمت برفض الإدارة الأمريكية لمثل هذا المقترح بقناعة أن الأممالمتحدة لم يعد في مقدورها تحمل أعباء بعثة عسكرية أخرى بسبب عجز الميزانية التي تواجهه منذ عدة سنوات. يذكر أن فرنسا كانت مهندسة إنشاء قوة دول الساحل بنية إيجاد منفذ للخروج من المستنقع العسكري الذي وجدت نفسها فيه في هذه المنطقة الساخنة بعد فشل عملية "سيرفال" التي بادر بها الرئيس الفرنسي المغادر فرانسوا هولاند، سنة 2012، ثم قرار استبدالها بقوة "بارخان" الحالية والمشكلة من حوالي 4500 رجل لمواجهة التهديدات الإرهابية في دول المنطقة ولكنها فشلت هي الأخرى في تحقيق الأهداف التي سطرتها لنفسها.