أكد السيد عمار تاقجوت رئيس الفيدرالية الوطنية للنسيج، أن تصدير جلود الأضاحي التي تُجمع خلال عيد الأضحى فقط، سيمكّن من ربح ما قيمته مليون أورو على الأقل، مبرزا أهمية هذا المبلغ الذي لم تكن الخزينة العمومية تستفيد منه من قبل "في ظل غياب استراتيجية فعالة لاسترجاع جلود الأضاحي التي ظلت تُرمى في السنوات السابقة"، حسب النقابي الذي أكد في سياق متصل، أن الجزائر تتوفر على إمكانيات لتصدير 20 مليون دولار من هذه الجلود طيلة السنة. وطالب السيد تاقجوت في تصريح ل "المساء"، السلطات العمومية، بإطلاق الحملة الوطنية الخاصة باسترجاع جلود الأضاحي في عيد الأضحى "من الآن؛ من أجل توعية وتحسيس المواطنين بأهمية العملية قبل حلول المناسبة"، داعيا إلى اتخاذ التدابير اللازمة لتعميمها على كافة مناطق الوطن، بعد أن كانت عملية نموذجية اقتصرت على 6 ولايات فقط خلال السنة الماضية، ومكنت، رغم ذلك، من جمع جلود 8 آلاف جلد أضحية. ومن المنتظر أن يعرف هذا الرقم هذه السنة ارتفاعا بتوسيع العملية لتشمل كل ولايات الوطن، حسب المتحدث، الذي أشار إلى أن العملية تتطلب تحضيرا مسبقا من الآن لاختيار أماكن جمع وتخزين الجلود، واستغلالها في الصناعة في إطار تثمين شعبة الجلود، التي تم تحديدها ضمن الشعب التي تمتلك قدرات إنتاجية وتصديرية هامة. كما تستدعي العملية، حسب تاقجوت، تحسيس المواطنين باستمرار، بكيفية حفظ هذه الجلود؛ "بوضع كميات من الملح فوقها مباشرة بعد عملية السلخ، التي يجب أن تكون دقيقة وبحذر؛ حتى لا يلصق لحم الماشية بالجلد، وحتى نتفادى إصابة الجلد بسكين قد يعرّضه للتمزيق والتلف، وبالتالي ضمان حماية هذه الجلود من التعفن والتلف مع ارتفاع درجة الحرارة، التي قد تجعل منها جلودا غير صالحة للاستغلال". وألح السيد تاقجوت على ضرورة الاهتمام بعملية جمع جلود الأضاحي لتطوير صناعة الجلود والنسيج، وتحقيق الاكتفاء الذاتي لمجموع وحدات الدباغة العمومية والخاصة، إذ يُرتقب، حسبه، أن توفر هذه العملية لوحدات الدباغة مخزونا كبيرا قد يتجاوز السنة، يمكنها استعماله في نشاطها، مشيرا إلى أنه يوجد حاليا بالجزائر، حوالي 300 متعامل في مجال الصناعات الجلدية؛ كالأحذية والألبسة والمحافظ في عدة ولايات، إضافة إلى مستعملي الجلود في الصناعات التقليدية، فضلا عن 18 وحدة دباغة. كما يمكن استغلال هذه الجلود من ترقية الصادرات، كون الجزائر تملك قدرة على تصدير أكثر من 20 مليون دولار من الجلود المعالجة سنويا على حد قوله؛ باعتبار أن الجلود الجزائرية الناتجة عن عملية نحر الأبقار والأغنام والماعز وحتى الجمال، معروفة بجودتها العالية، وتعرف طلبا كبيرا خاصة في أوروبا. واقترح محدثنا على السلطات العمومية أيضا الاهتمام بجمع صوف الأضاحي بعد نزعها من هذه الجلود، لاستغلالها هي الأخرى في تطوير الصناعة النسيجية، من خلال توفير المادة الأولية من جهة، وتفادي التبذير من جهة أخرى، علما أن حملة السنة الماضية اقتصرت على جمع واسترجاع الجلود فقط ولم تشمل الصوف. وثمّن رئيس الفيدرالية الوطنية للنسيج، هذه الحملة التي بادرت بتنظيمها وزارة الصناعة والمناجم، وشاركت فيها عدة قطاعات أخرى، بهدف تشجيع صناعة النسيج ببلادنا وتحفيز المستثمرين، خاصة الشباب منهم، على إنشاء مؤسسات صغيرة ومتوسطة، تسمح بخلق مناصب الشغل، وتساهم في توفير قيمة مضافة، وتخفيض فاتورة الاستيراد في هذا المجال، "مثلما فعلت العديد من الدول؛ كتركيا، التي تمكنت من تحقيق تنمية اقتصادية بتطوير صناعة النسيج".