يترأس وزير الشؤون الخارجية، السيد عبد القادر مساهل، مناصفة مع كاتب الدولة الأمريكي، مايك بامبيو، الثلاثاء المقبل أشغال الدورة الرابعة للحوار الاستراتيجي الجزائري-الأمريكي بواشنطن، حيث تتمحور أشغال هذه الدورة حول مختلف ملفات التعاون القائم بين البلدين، بالإضافة إلى آفاق تطويره. وزير الشؤون الخارجية الذي سيقوم بزيارة إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية على رأس وفد هام متعدد القطاعات، سيتطرق مع كاتب الدولة الأمريكي إلى المسائل الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، كما سيتحادث خلال زيارته إلى واشنطن مع أعضاء في الكونغرس الأمريكي. وسيقدم الوزير بمركز الدراسات الإستراتيجية والدولية عرضا حول مكافحة الإرهاب والمصالحة الوطنية. ومن المقرر أيضا أن يلتقي بممثلين عن الجالية الوطنية المقيمة بالولاياتالمتحدةالأمريكية. وحسب بيان وزارة الخارجية، فإن الحوار الاستراتيجي الجزائري -الأمريكي الذي تم إقراره سنة 2012، يعد بمثابة إطار للتعاون رفيع المستوى و«يعكس المستوى الممتاز للعلاقات القائمة بين الجزائروالولاياتالمتحدةالأمريكية ويُنم عن الإرادة المشتركة للبلدين في العمل على تعزيزها وتنويعها". وكان أول اجتماع لهذا الحوار نظم في أكتوبر 2013 بواشنطن خلال الدورة الخامسة للحوار العسكري المشترك الجزائري الأمريكي. وتحتل الجزائر أهمية استراتيجية بالنسبة للولايات المتحدة بالنظر إلى دورها الفعال في مكافحة الإرهاب وتكريس الاستقرار في المنطقة، من خلال قيامها بالوساطة لتشجيع الحل السياسي في فض النزاعات. وتقر الولاياتالمتحدةالأمريكية بدور الجزائر في مكافحة الآفة العابرة للحدود، مستشهدة في هذا الصدد بدورها البارز في المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب باعتبارها من مؤسسيه سنة 2011، علاوة على دورها في إعداد استراتيجيات فعالة ضد دفع الفدية للإرهابيين والتي تشكل مصدر تمويل معتبر للجماعات المتطرفة في شمال إفريقيا. وهو ما تشاطره الولاياتالمتحدة، حيث أشارت على لسان مسؤوليها إلى أنه لا ينبغي تقديم أي تنازل للجماعات الإرهابية في مجال دفع الفدية. وفي هذا الصدد، ركز البلدان في إطار الحوار حول الأمن ومكافحة الإرهاب والذي يخص وزارات الدفاع والشؤون الخارجية والعدالة والأمن القومي والاستعلامات، على ترقية الأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب وتكثيف تبادل المعلومات وتنسيق البرامج الموجهة لتعزيز قدرات الشركاء الإقليميين. وضمن علاقاتها الاقتصادية والتجارية مع الجزائر، تواصل الولاياتالمتحدةالأمريكية في تقاسم خبرتها التقنية والبشرية وتطوير قطاع الطاقة في الجزائر، لاسيما تكنولوجيات الطاقات المتجددة غير التقليدية، مع تعزيز التعاون في مجال التربية وتشجيع الطلبة الجزائريين على مواصلة دراساتهم في الولاياتالمتحدة وإعادة بعث المجلس الجزائري الأمريكي حول التجارة والاستثمار الذي تم تنصيبه بعد الاتفاق الموقع سنة 2001 بواشنطن. وفي سياق السياسة التي تنتهجها الجزائر لإصلاح الاقتصاد الوطني وبعث قطاع الميكانيك، أقيمت شراكة بين المؤسسة الوطنية للجرارات الفلاحية والمجمع الصناعي اجكو/فرغوسون الأمريكي لصناعة الجرارات الفلاحية. من هذا المنطلق، أصبح الحوار الاستراتيجي الجزائري الأمريكي بمثابة الأساس الذي يطمح من خلاله البلدان لإقامة علاقات مستقبلية، مع السعي لتوسيعها لتتعدى التعاون الأمني التقليدي والاقتصادي إلى مجالات أخرى. وأضفت الزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين مرحلة نوعية في العلاقات الثنائية، حيث عمل الجانبان على تحديد مبادرات جديدة مشتركة لتفعيل أولويات التعاون المشتركة، لاسيما لتكريس الاستقرار في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط وشمال إفريقيا والشرق الأوسط. غير أن التحدي ما يزال قائما فيما يتعلق بملف الصحراء الغربية، حيث أعربت الجزائروالولاياتالمتحدة عن مساندتهما لحل النزاع وفق قرارات الشرعية الدولية، كما أكدتا التزامهما بمساعدة طرفي النزاع (جبهة البوليساريو والمغرب) من أجل التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ويقبله الطرفان، يفضي إلى تقرير مصير شعب الصحراء الغربية طبقا لمبادئ و أهداف ميثاق الأممالمتحدة.