تتواصل بالقاعة الكبرى لدار الثقافة "هواري بومدين" بسطيف، فعاليات الطبعة السابعة للمهرجان الدولي للسماع الصوفي، بمشاركة ألمع المنشدين من مختلف الدول العربية. كان عشاق المديح الديني على موعد ثان مع طبق متنوع، امتزجت فيه الحنجرة التونسية بالجزائرية، صنعت فيها الفرق المتعاقبة على الركح، فسيفساء جميلة تجانست مع أوتار الموسيقى الروحانية، تجاوب معها الحضور الكثيف لعشاق الابتهالات والأناشيد الدينية. استمتع الجمهور بأطباق فنية متنوعة، أبدعت فيها فرق جزائرية وأخرى قدمت من الخضراء تونس، أمتعت الحضور بأداء متميّز لمدائح دينية وأناشيد صوفية، كان المستهل فيها للمنشد التونسي يوسف الصفراوي، مرفوقا بفرقة "إشراق بونة" من مدينة عنابة. عرف ابن تونس كيف يدغدغ مشاعر الحضور، ويسافر به إلى عالم الروحانية والمديح بروائع إنشادية مشهورة من التراث، جعلت كل من كان في القاعة يتفاعل معه، سواء بالتصفيق أو الترديد معه، خصوصا في رائعة "طلع البدر علينا" و«يا عاشقين رسول الله"، ومجموعة أخرى من الأناشيد الدينية التي عكست مدى التناسق الكبير بين الفن الجزائري والتونسي، وتواصل تناغم الألحان التونسية مع الأنغام الجزائرية في طابع صوفي مميز، دفع بالعمريات ممن سجلن حضورهن للتجاوب معه بالزغاريد، التي امتزجت بالبندير وأعطت حلاوة صوتية. بعد ذلك، فسح المجال لفرقة "إسكتا" القادمة من أقصى الجنوب، من مدينة تمنراست التي عرفت هي الأخرى الإبقاء على نفس الريتم، بأناشيد ومدائح دينية، وتقديمها باقة من الأغاني الصوفية من التراث الأمازيغي الصحراوي، تجلت جمالياتها الفنية في تنوع الآلات الموسيقية المستعملة بين التقليدية والعصرية، ليكون مسك ختام السهرة مع عودة اعتلاء فرقة "إشراق بونة" العنابية للخشبة، وأدت العديد من المدائح الروحية التي تجاوب معها الحضور بالترديد والتصفيق، منها "يا ربنا" و«هللو" و«يا محمد". كان جمهور المهرجان، زوال أمس، في يومه الثالث، على موعد مع إطلالة للمنشد المغربي محمد الزمراني، رفقة فرقتي "أنغام الزيبان" من بسكرة، و«إيرنيون" من غرداية، فيما يرتقب أن يسدل الستار عشية اليوم، على فعاليات الطبعة السابعة مع المنشد السوري أحمد سليمان مدغمش، وفرقة الريحان من سطيف، بالإضافة إلى المنشد عبد الجليل أخروف من مدينة الجسور المعلقة قسنطينة.