أكثر مراحل حياة الإنسان التي تحتاج إلى رعاية؛ مرحلة الشيخوخة، إذ يعود الإنسان ضعيفا، بحاجة إلى رعاية من جميع النواحي النفسية والجسدية والغذائية والصحية، بسبب مجموع التغيرات التي تحدث له في هذه المرحلة العمرية، وهي التغيرات الجسدية، النفسية، الغذائية والاجتماعية، مما ستوجب تقديم معاملة خاصة للمسن، خاصة في الشق المتعلق بالتغذية. يتوجب التأكد من أن المُسن في حالة وعي تام أثناء تناول الطعام، وضمان وضعية الجلوس الصحيحة؛ حيث يكون الرأس والذقن منحنيين قليلا إلى الأسفل، لتجنب الاختناق. تقديم الطعام بدرجة الحرارة المناسبة، مع ضرورة عدم التسرع أثناء إطعام المُسن، وفي حال رفضه تناول الطعام فإنه يتوجب معرفة الأسباب التي أدت إلى ذلك ومعالجتها. ملاحظة أية علامات صعوبة البلع؛ كالسعال والشَرَقة، وعند التعرّض للاختناق فإنه يوصى بطلب المساعدة في المستشفى، ومن علامات الشرقة صعوبة التنفس، واحتقان الأوردة في الوجه والرقبة، وتحول الوجه إلى اللون الأزرق، وفقدان الوعي في الحالات الشديدة. ضرورة مساعدة المسنين في تناول كمية كافية من السوائل، لتجنب الجفاف، فحص الفم بعد الانتهاء من تناول الطعام، للتأكد من خلوه من بقايا الأطعمة، ثم تنظيفه ومسحه، وتنظيف الأسنان، وإزالة الأواني والمناديل، ويُنصح بعدم السماح للمُسن بالاستلقاء مباشرة، حيث يجب إبقاؤه على وضعية الجلوس بشكل قائم لمدة لا تقل عن 20 و30 دقيقة، لتجنب الاختناق. يعد تناول وجبة فطور متوازنة في الصباح من أفضل الطرق لاكتساب القوة، وبداية يوم بشكل صحي، ولضمان الحصول على مجموعة متنوعة من العناصر الغذائية، فإنه يُنصح بتناول مصدر بروتيني، كالبيض أو الجبن وحصة من الحبوب الغنية بالألياف، مثل الخبز الأسمر، وأحد منتجات الحليب الغنية بالكالسيوم، بالإضافة إلى حصة من الفواكه الغنية بالفيتامينات والمغذيات التي تعزز جهاز المناعة. يتم التركيز على الخضراوات في وجبة الغداء، سواء كانت نيئة أو مطبوخة، ويمكن استبدال وجبة الغداء بوجبة خفيفة صحية، مثل شريحة خبز مع زبدة الفول السوداني والموز المُقطع، أو تناول حصة من الفواكه أو الخضار مع الجبنة، وفي الحالتين يجب تناول كوب من الحليب قليل الدسم للحصول على الكالسيوم وفيتامين "د". يمكن تناول طبق من الأرز والفاصولياء أثناء وجبة العشاء، أو طبق من حساء الخضار والدجاج، وفي حالة عدم الشعور بالجوع، فإنه يمكن مثلا تحضير شطيرة من التونا مع شرائح الخس والطماطم، وفي الحالتين يمكن تناول كوب من اللبن الغني بالكالسيوم. الاحتياجات الغذائية تزداد أهمية بتناول الطعام الصحي مع التقدم في السن، لارتباط الشيخوخة بعدة تغيّرات، مثل نقص العناصر الغذائية، وتدهور الحالة الصحية، ويمكن المساعدة في منع هذه التغيرات من خلال تناول الأطعمة الغنيّة بالمواد الغذائية، بالإضافة إلى استهلاك المكملات الملائمة، وتوضح النقاط الآتية التغيرات الغذائية عند كبار السن، الحاجة لسعرات حرارية أقل وعناصر غذائيّة أكثر، يحتاج كبار السن إلى سعرات حرارية أقل للمحافظة على أوزانهم؛ لأنهم يتحركون بشكل أقل، كما تكون كتلة العضلات لديهم أقل، فإذا استمروا في تناول نفس كمية السعرات الحرارية التي كانوا يتناولونها في شبابهم، فإنهم سيكسبون كميات إضافية من الدهون، خاصة حول البطن، ويكون ذلك صحيحا، خصوصا لدى النساء بعد سن اليأس؛ بسبب انخفاض مستوى هرمون الإستروجين، الذي يُعزِز تخزين دهون البطن، ومع ذلك فهم يحتاجون إلى مستويات عالية من عدة عناصر غذائية مقارنة مع الأصغر سنا، فيجب عليهم تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة؛ كالخضار، الفواكه، الأسماك، واللحوم منزوعة الدهون، حيث تساعد في مقاومة نقص المغذيات دون زيادة محيط الخصر. كما تزداد الحاجة للمزيد من الألياف الغذائية، إذ يعد الإمساك من أكثر المشاكل الصحية شيوعا لدى الكبار، خاصة أولئك الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاما، كما تزيد فرص الإصابة به بحوالي ضعفين أو ثلاثة أضعاف لدى النساء، بسبب قلة نشاط كبار السن أو نتيجة الآثار الجانبية لبعض الأدوية المُتناوَلة، لذا يجب تناول الألياف الغذائية لتخفيف الإمساك، فقد وُجد بأنها تزيد حركة الأمعاء بشكل منتظم، مما يساهم في تشكيل البراز، بالإضافة إلى أن الحمية الغذائية الغنية بالألياف قد تمنع الداء الرتجي، وهي حالة شائعة لدى كبار السن وتتميز بتكوُّن أكياس على طول جدار القولون فيصبح ملتهبا. يساعد الكالسيوم في بناء عظام صحية والمحافظة عليها، أما فيتامين "د" فيساعد الجسم على امتصاص الكالسيوم، الذي يقل امتصاصه من الطعام مع التقدم في العمر، وغالبا يُعزى ذلك إلى نقص فيتامين "د"، لأن الشيخوخة تقلّل من كفاءة الجسم في إنتاجه، ويصنّع الجسم فيتامين "د" عند التعرض لأشعة الشمس من الكوليسترول الموجود في الجلد، وتؤدي الشيخوخة إلى ترقيق الجلد، بالتالي تقليل القدرة على تصنيع الفيتامين، وتؤدي هذه التغيرات أيضا إلى زيادة خسارة العظام وخطر الإصابة بالكسور، ولتجنب ذلك، فإنه من المهم تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم وفيتامين "د"، بالإضافة إلى المكملات، وتعد منتجات الحليب والخضراوات الورقية الخضراء من أهم الأطعمة الغنية بالكالسيوم، بينما تعد الأسماك مثل السلمون والرنجة، من أهم الأطعمة الغنية بفيتامين "د". كما يحتاج كبار السن إلى العديد من العناصر الغذائية الأخرى، مثل البروتين؛ حيث أن الغذاء الغني بالبروتين يمكن أن يساهم في محاربة خسارة كتلة وقوة العضلات المرتبط بالتقدم في العمر، ويمكن مضاعفة الفوائد أكثر من خلال دمج النظام الغذائي الغني بالبروتين، مع ممارسة تمارين المقاومة. فيتامين "B12"، حيث أن الشيخوخة تزيد من فرص نقص الفيتامين، لذا فإنه يُنصح بتناول المكملات والأغذية الغنية به. الحاجة لبعض المواد الغذائية الأخرى كالحديد والبوتاسيوم والمغنيسيوم وأحماض أوميغا "3" الدهنية، التي تفيد الصحة مع التقدم في السن، مع عدم إغفال شرب كمية كافية من الماء.