جاء في تقرير اتحاد الكتّاب الجزائريين فرع ولاية بسكرة الذي تلقت "المساء" نسخة منه، أن ندوة بسكرة الأولى لأدب الطفل التي نُظمت مؤخرا بدار الثقافة "أحمد رضا حوحو"، تشبه الزهرة التي تفتّحت في سماء بسكرة، مشرّعة نوافذ الخير والبركة في حديقة الطفولة الغنّاء. جاء في البيان أن هذه الندوة التي نُظمت مؤخرا بدعم من مديرية الثقافة ولجنة الحفلات بولاية بسكرة، عرفت في بدايتها تقديم عدة كلمات من الحضور، ومن ثم قدّمت مجموعة من براعم المكتبة الرئيسة للمطالعة تحت أنظار بلقيس الثقافة ببسكرة السيدة سودة دو رئيسة المكتبة الرئيسة للمطالعة، قدّمت عروضا إنشادية جميلة. كما قرأ الطفل يوسف بوخاتم قصة للأطفال بعنوان "قصة شرطة"، ثم قدّمت الكاتبة الناشئة كوثر فاطمي، قراءة في إحدى قصصها الجميلة. وقدّم الأستاذ عبد الله لالي مدير الندوة، كلمة حول إشكاليتها، والأهداف من عقدها، وأهمية الاهتمام بأدب الطفل، وضرورة استمرارية هذه الندوة بشكل قارّ. كما تم توزيع العدد الأول من مجلة "البسكري الصغير" على كل الحاضرين؛ أكثر من 120 نسخة، وهي المجلة التي صدرت عن اتحاد الكتّاب الجزائريين فرع بسكرة وبدعم من مديرية الثقافة. وفي ختام الجلسة تم تكريم الأستاذين حليم صيد وجموعي أنفيف، اللّذين لهما مساهمة مشهودة في الكتابة للأطفال شعرا ونثرا، وخدما الطفولة ما يفوق ثلاثة عقود من الزمن، وأُلبسا برنس الإبداع. وقدّم المكرمان كلمتين مسهبتين عن تجربتهما في عالم الإبداع للطفل، وشكرا اتحاد الكتّاب الجزائريين على هذا التكريم وكل المساهمين فيه. بالمقابل، أقيمت جلسة مفتوحة في اليوم الثاني للندوة، أدار مقاليدها الأستاذ القاص الأديب القدير ومفتّش التربية الوطنية عضو مكتب اتحاد الكتّاب عبد القادر صيد، استضاف خلالها في البداية، الأديبتين التونسيتين منيرة صالحي مبدعة وكاتبة للأطفال، وعائشة المؤدب رئيسة اتحاد الكتّاب بسوسة، وهي مبدعة ولها تجربة معتبرة في الكتابة للطفل، وقد قدّما تجربتهما في الكتابة للأطفال والتعامل مع عالم الطفولة، ثمّ تلاهما بعد ذلك الأستاذ المسرحي إبراهيم نوال من الجزائر والأستاذ حسان بلعبيدي مطرب الأطفال والأستاذ نور الدّين مبخوتي من تلمسان والأستاذة كهمان مسعودة من بسكرة، ليتحدثوا عن تجربتهم في خدمة الطفل كذلك، وفتح حوار قصير حول ما قدّم في هذه الجلسة، وأثارت بعض النّقاط نقاشا ساخنا. ونُظمت رحلة إلى مدينة سيدي عقبة التاريخية لزيارة مسجد الفاتح عقبة بن نافع الفهري وبعض المعالم السياحية، في حين انتقل المشاركون في المساء إلى حديقة الحيوانات للسيّد نور الدّين بوزاهر، للمشاركة في عروض متنوّعة للأطفال من تقديم جمعية "الإحسان" للأطفال الأيتام، وأجريت فيها مسابقات ثقافية، وُزعت خلالها على الأطفال المشاركين حوالي 21جائزةوثلاثونقصة. أما يوم الاختتام فقد تمت إدارة نشاطاته من طرف الشاعر عامر شارف، وشملت محاضرات عرض فيلم عن الشهيد يوسف العمودي، وجلسة مفتوحة لعرض بعض التجارب الشخصية في أدب الطفل. وقد شارك في المحاضرات كل من الدكتورة بايزيد فاطمة الزهراء (جامعة محمد خيضر بسكرة) بعنوان "أهمية أغاني رسوم الأطفال ودورها بين الجيل الذهبي وجيل الإلكترونيات"، والدكتورة صليحة سبقاق (جامعة بسكرة) حول "كتاب الطفل بين المحتوى والشكل"، والدكتورة سامية بوعجاجة، وكانت مداخلتها تحت عنوان "المسرحية الشعرية عند سليمان العيسى (الصرصور والنملة) أنموذجا". وشارك كل من الدكتور رائد ناجي (فلسطين)، وحاضر في محور "أهداف أدب الطفل ومشكلاته"، علاوة على الدكتور محمد بايزيد (سوريا) بمحاضرة بعنوان "أساسيات صناعة أدب الطفل"، والدكتور عبد القادر العربي الذي ألقى محاضرته بعنوان "الكتابة للطفل بين المشكلات والحلول". وبعد ذلك تم عرض فيلم "الشهيد يوسف العمودي" بإشراف الأستاذ حسان بلعبيدي. وقُدّمت في ختام الجلسات نماذج أخرى من تجارب الكتابة للطفل بداية بالأستاذ الأديب المبدع المعروف أحمد ختّاوي، تلته الأستاذة فاكية صبّاحي الشاعرة والقاصة المعروفة، ثم تحدّث عبد المجيد محبوب عن تجربته الخاصة. وتقدّم محمد الكامل بن زيد ليعرض على الحاضرين، تجربته في الكتابة في مجال مسرح الطفل، الذي برز فيه بمسرحيته "القط لؤلؤ". وقد أقيم بالموازاة مع الندوة، معرض لكتب الأطفال ببهو دار الثقافة "أحمد رضا حوحو"، بمشاركة دار "علي بن زيد" للطباعة والنشر، مكتبة "المعصومة". وحملت الندوة مجموعة من التوصيات، وهي تثمين ضرورة تنظيم هذه الندوة المختصة في أدب الطفل كل عام، وتخصيص جائزة لأدب الطفل وتثمينها ماديّا، وتنظيم مسابقة للأطفال وتكريمهم في أيام الندوة؛ تشجيعا لها، وتفعيل مساهمة الأطفال وإشراكهم في إثراء مداخلات ندوة أدب الطفل؛ تحفيزا لهم، فضلا عن طبع أشغال الندوة ورقيا وإلكترونيا، وإنشاء موقع على الشابكة خاص ب "ندوة بسكرة لأدب الطفل"، وتخصيص جناح كتب لأدب الأطفال على مستوى ولاية بسكرة تابع لاتحاد الكتّاب الجزائريين. وحملت التوصيات تسمية الدورات القادمة بأسماء وأعلام أو قضايا أدب الطفل، والاهتمام بكل أنواع أدب الطفل وتفعيلها على أرض الواقع؛ من شعر ومسرح شعري ونثري وقصة وأناشيد وأفلام، ودعم الجهات الوصية ندوة بسكرة لأدب الطفل ماديا ومعنويا، وإنشاء ورشة تكوينية لتدريب الأطفال؛ لإظهار قدراتهم وتطويرها، وتكوين لجنة لمتابعة تنفيذ توصيات الندوة وتفعيلها على أرض الواقع، ودعم أدب الأطفال الموجه للشريحة ذات الاحتياجات الخاصة ومشاركتهم في نشاطات الندوة.