يؤكد مدرب الفريق الوطني النسوي للملاكمة، عبد الغني كنزي، على ضرورة إيلاء أهمية أكثر للملاكمة النسوية المقبلة على مواعيد دولية هامة، مبديا أسفه على مهزلة قاعة السانية بمناسبة البطولة الوطنية النسوية، نافيا أية تهمة عن نفسه، منزها ذمته من أي دور سلبي، أو كولسة فيها. ❊ في المستهل، ما هو تعليقك على توقف حيثيات البطولة الوطنية النسوية بالسانية، وما شابها من احتجاجات ومشادات حوّلتها إلى مهزلة؟ ❊❊ فعلا، كانت مهزلة، لكن المؤسف حقا، أنه كلما نظمت بطولة وطنية للملاكمة في وهران إلا وتشهد نفس الشيء، صراحة لا أعرف الأسباب في ذلك، ما أشهد عليه أن مدينة وهران كانت مدرسة في رياضة الملاكمة، وأنجبت ملاكمين كبار على مر الأجيال مثل؛ بن عيسى، مجاجي، موسى وغيرهم، وضمت فرقا نجيبة، على غرار الحماية المدنية، مولودية وهران وغيرهما، لكن منذ سنة 2000، بدأت المشاكل تضرب جسد رابطة وهران للملاكمة. ❊ هل نفهم أن عدم الاستقرار على مستوى رابطة وهران، سبب سوء تنظيم البطولات بالباهية؟ ❊❊ هو ذاك، كما يؤسفني القول إن هناك بعض المدربين في مدينة وهران، لا يستحقون اسم مدربين، مع احترامي الكبير لمدربين كبار معروفين، قدموا خدمات جليلة للملاكمة الوهرانية خاصة، والملاكمة الجزائرية عامة، كعابد بن عيسى، مسعود وآخرين. ❊ ما هو ردك على الانتقادات التي طالتك حول دورك في المظالم التحكيمية التي لحقت بعض الملاكمات، وكونك تعمل لمصلحة فريقك على حساب الملاكمة النسوية الجزائرية؟ ❊❊ ما قيل عني عار من الصحة، وردي هو قولي "حسبي الله ونعم الوكيل" في من اتهمني ظلما وبهتانا، أنا لا يهمني اسم هذه الملاكمة أو تلك، ما يعنيني مصلحة الملاكمة النسوية الجزائرية في المقام الأول، وأبواب الفريق الوطني مفتوحة للجميع دون استثناء، وأنا أعمل بقلب صاح، وضمير حي.. كنت ملاكما سابقا، وعشت "الحقرة"، وأعرف معناها، وأمقتها هي والمحسوبية حتى قبل أن أصبح مدربا للفريق الوطني الذي لا يحتمل أن أخطأ في هذا المنصب، وقد سبق لي أن كوّنت أبطالا لإفريقيا، فكيف أخون ثقة وزارة الشباب والرياضة والاتحادية الوطنية للملاكمة في شخصي؟ ❊ لكن عدم الاستقرار على مستوى الاتحادية الوطنية للملاكمة لعب دورا سلبيا في إشاعة الفوضى وعدم ضبط الأمور، وكف الأيدي الطليقة التي تعمل ما يروق لها؟ ❊❊ هذا صحيح، عدم الاستقرار يؤثر، وهذه نقطة سلبية، وأذهب بعيدا في قولي، وأؤكد أن المهزلة التي وقعت بقاعة السانية كانت متعمدة، وبعض الأطراف أرادت أن تقوم بحملة انتخابية في غياب رئيس فعلي للاتحادية. ❊ كذلك بعض الأخطاء التحكيمية القاتلة زادت الطين بلة، أليس كذلك؟ ❊❊ بالنسبة لي، التحكيم في هذه البطولة الوطنية النسوية كان مقبولا بنسبة 90 في المائة، وأنا أجدد تأكيدي على أنه لو كانت لي علاقة بالكولسة في هذه البطولة الوطنية، لقلتها علنا ودون خوف، ولا يهمني أي أحد مهما كان اسمه ووزنه، هناك ملاكمات خسرن، ولم تصدر من مدربهن تصرفات تسيء لهم ولهن ولفرقهن، وللملاكمة النسوية عموما. ❊ بغض النظر عما حصل، كيف تقيم مستوى المنازلات الملعوبة في جميع الفئات؟ ❊❊ المستوى الفني كان أحسن مقارنة بالسنتين الماضيتين، وما شدني كثرة الملاكمات المشاركات (185 ملاكمة)، مقارنة ببطولة العام الماضي بالبويرة (85 ملاكمة)، وهذا مهم جدا، وأنا أرى أن المشاركة الإيجابية للفريق الوطني النسوي في بطولة العالم الأخيرة بالهند، ونجاح ملاكمتينا في التأهل إلى الدور الثاني لأول مرة في تاريخ الملاكمة النسوية، وتفاعل مواقع التواصل الاجتماعي معهما، خدم الملاكمة النسوية وجذب مزيدا من الرياضيات لممارسة هذه اللعبة. ❊ ما هي أهدافكم في 2019؟ ❊❊ بداية ببطولة إفريقيا أواخر شهر ماي القادم بالمغرب، وهي مؤهلة لبطولة العالم المقررة بروسيا في شهر نوفمبر المقبل، والألعاب الإفريقية التي ستجري بالمغرب أيضا في شهر أوت القادم، والتصفيات الإفريقية المؤهلة للألعاب الأولمبية 2020، في شهر جانفي من نفس السنة. للعلم، فإن الاتحاد الدولي رفع عدد الملاكمات المؤهلات للمشاركة في الألعاب الأولمبية إلى خمسة أوزان، بعدما كانت ثلاثة فقط، بزيادة وزني أقل من 57 كلغ، وأقل من 60 كلغ، إلى أوزان أقل من 51 كلغ، وأقل من 69 كلغ، وأقل من 75 كلغ، وأريد إضافة شيء أخر .. ❊ تفضل .. ❊❊ على وزارة الشباب والرياضة، واللجنة الأولمبية والرياضية الجزائرية، والاتحادية الوطنية للملاكمة، تزويد الملاكمة النسوية بالإمكانيات اللازمة، بعد زيادة عدد الأوزان لدى الجنسين (5 عند الإناث و8 لدى الذكور)، وحين أصبحت الأهداف مشتركة بين منتخبي الذكور والإناث. ❊ ما هو برنامجكم التحضيري تحسبا للمواعيد الدولية التي تنتظر المنتخب النسوي؟ ❊❊ بعد هذه البطولة الوطنية النسوية، سأضبط برنامجا تحضيريا محددا، يتضمن تربصا في تيكجدة، وفي أماكن أخرى بالجزائر، إضافة إلى المشاركة في دورة بالدانمارك، والاحتكاك يبقى عنصرا أساسيا في تحضير الرياضي، لذلك أفضل أن أستعد في بلدي، وأشارك لمدة قصيرة في دورات بالخارج، لذلك كانت بطولة (دابليو.سي.بي) بين المنتخبات سنتي 2014 و2015 مفيدة كثيرا للملاكمة الجزائرية، ورفعت من مستواها، لأنها كانت تعتمد على الاحتكاك سواء داخل الجزائر أو خارجها. بالمناسبة، أشكر وزارة الشباب والرياضة التي منحت غلافا ماليا خصيصا للتحضير للألعاب الأولمبية القادمة في كل الاختصاصات الرياضية، وعليه أتمنى أن نكون عند حسن ظن بلدنا، ونشرّفه أحسن تشريف في رياضة الملاكمة. ❊ ألا تخشى من أن الصراعات على مستوى رئاسة الاتحادية الجزائرية للملاكمة ستؤثر على برنامجكم التحضيري؟ ❊❊ أتمنى أن تسير الأمور بالاتحادية إلى الأحسن في القريب العاجل، رغم ذلك، مسيرة الملاكمة ستستمر بالتحضير ومشاركة المنتخبات الوطنية في مختلف المواعيد الدولية، صحيح التأثير سيكون نفسيا، لكن من واجبنا حماية الملاكمات والملاكمين وإبعادهم عن هذه الصراعات والتأثيرات لمصلحتهم ومصلحة الملاكمة الجزائرية ككل. ❊ هل من كلمة أخيرة؟ ❊❊ أشكركم على هذه الفرصة الممنوحة لشخصي، وأقول لمن اتهمني دون وجه حق "حسبي الله ونعم الوكيل".