استقبل الوزير الأول أحمد أويحيى، أول أمس، المديرة الاقليمية للمنظمة العالمية للصحة بإفريقيا ماتشيديسو مواتي، التي تقوم بزيارة عمل إلى الجزائر، حسبما جاء في بيان لمصالح الوزير الأول، وجرى اللقاء بحضور وزير الصحة والسكان و إصلاح المستشفيات مختار حسبلاوي. وحلت المديرة الإقليمية للمنظمة العالمية للصحة يوم الأربعاء بالجزائر، في زيارة عمل «لتقييم الجهود المبذولة» في مجال الصحة. وتحادثت خلال زيارتها التي تعد الأولى من نوعها مع العديد من الشخصيات خاصة فيما يتعلق بتعزيز التعاون بين منظمتها والجزائر، والتغطية الصحية العالمية والتعاون جنوب جنوب والمنتجات الصيدلانية. كما زارت خلال إقامتها بالجزائر عددا من المؤسسات الصحية على غرار معهد باستور والمركز الوطني لمكافحة الإدمان والمخبر الوطني لمراقبة المواد الصيدلانية. وبالمناسبة أشادت السيدة مواتي، بجهود الجزائر في مجال التكفّل الصحي بالسكان، مؤكدة أنه بإمكان البلدان الإفريقية «الاستفادة من هذه التجربة» لاسيما في مجال «تكوين المورد البشري». وعقب استقبال خصها به وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل، أعربت ممثلة المنظمة العالمية للصحة، عن إعجابها الشديد بكل ما قامت به الحكومة الجزائرية خلال العشريات السابقة من أجل تحسين التكفّل الصحي بالسكان»، مضيفة «أتمنى استفادة البلدان الإفريقية الأعضاء في المنظمة العالمية للصحة من هذه التجربة لاسيما في مجال تكوين المورد البشري». واعتبرت أن الجزائر التي بلغت تقريبا المعايير العالمية، حققت أيضا «تقدما كبيرا في مجال الوقاية من الأمراض لاسيما غير المتنقلة»، و»هي تجربة يمكن أن تقتدي بها بلدان إفريقية أخرى» حسب قولها . وأضافت قائلة «آمل مستقبلا أن نتمكن من جعل البلدان الإفريقية ال47 الأعضاء في المنظمة العالمية للصحة تستفيد من هذه التجربة، لاسيما في مجال تكوين الإطارات وتسيير المورد البشري». وبعد الإشارة إلى أن «العديد من البلدان الإفريقية» تعاني في قطاع الصحة من عجز في المورد البشري الكفء، أكدت السيدة ماتشيديسو مواتي، أن التعاون مع الجزائر الرائدة في القارة قد يكون مفيدا». وبصفتها المديرة الإقليمية للمنظمة العالمية للصحة بإفريقيا نوّهت السيدة مواتي، بالدور «الهام» و»الفعّال» الذي تلعبه الجزائر على مستوى هذه الهيئة، مشيرة إلى أن «الجزائر تشارك بانتظام في اجتماعات التشاور والتنسيق بين الدول الأعضاء للمنطقة الإفريقية». وخلال ندوة صحفية نشطتها رفقة وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات مختار حسبلاوي، صرحت أن الجزائر تعتبر «نموذجا» يمكن أن يلهم البلدان الإفريقية الأخرى في مجال سياسة الصحة. وأكدت أن «الجزائر حققت تقدما كبيرا بفضل سياسة استثمارية قوية في مجال الصحة (...) وأرى أنها تمثل نموذجا يمكن أن يلهم باقي البلدان الإفريقية، وسنعمل من أجل أن تستفيد منه هذه البلدان». كما اعتبرت أن تجربة الجزائر في مجال الانتاج الصيدلاني جديرة ب «المشاطرة» مع دول أخرى من القارة الإفريقية، مضيفة أنه من «المهم جدا» تسهيل حصول جميع المواطنين على الأدوية ذات النوعية. من جهة أخرى أعربت عن ارتياحها للتنسيق «الوثيق والمثمر» بين المنظومة الصحية العمومية والقطاع الخاص من أجل التكفّل بالأمراض المتنقلة»، وهو مجال تعرف فيه البلاد «تحولا وبائيا»، موضحة أن هذه الأمراض تشكل «عبئا ثقيلا» وفيما يتعلق بالأمراض غير المتنقلة قالت إن التجربة الجزائرية في مجال الوقاية والتكفّل بهذا النوع من الأمراض تتطلب «متابعة مدى الحياة» ومن ثمة «إشراك المجتمع المدني»، وفي معرض حديثها عن داء السرطان نوّهت بالمبادرة الجزائرية في مكافحة هذا الداء، مشيدة بالتعاون القائم بين الجزائر والمنظمة العالمية للصحة قصد ضمان «جودة التشخيص» لبعض الأمراض الفيروسية. من جهته أكد السيد حسبلاوي، أن المكتسبات التي حققتها الجزائر في مجال الصحة «مطابقة» للبرامج التي وضعتها المنظمة العالمية للصحة، مذكرا بمكافحة الأمراض غير المتنقلة.