* email * facebook * twitter * google+ وقع مجمع "كوسيدار" أمس، عقد شراكة مع المجمع التركي "سامسون ماكينا سنامي" لإنشاء مصنع لأنابيب حديد الزهر بالمنطقة الصناعية سيدي خطاب بولاية غليزان بقيمة استثمارية تبلغ 80 مليون أورو، فيما تصل طاقة إنتاج المصنع 100 ألف طن من الأنابيب، ينتظر أن تلبي طلبات السوق المحلية مع تصدير فائض الإنتاج إلى دول إفريقية وأوروبية. ونوه وزير الموارد المائية، حسين نسيب، خلال إشرافه على حفل التوقيع على عقد الشراكة رفقة وزير الصناعة والمناجم، يوسف يوسفي والأمين العام للاتحاد الوطني للعمال الجزائريين، عبد المجيد سيدي سعيد، بأهمية المشروع، كونه يلبى طلبات مشاريع قطاعه المتعلقة بتحويل المياه ما بين السدود ونقل مياه الشرب للتجمعات السكانية، متعهدا بتقديم كل الدعم والمساندة لكل الشركات الأجنبية الراغبة في الاستثمار بالسوق الجزائرية في كل المجالات التي لها علاقة مباشرة بقطاع الموارد المائية، شريطة إسهامها في نقل الخبرة والتجربة للطرف الجزائري وضمان تلبية طلبات السوق المحلية بما يسمح بتقليص فاتورة الواردات. واعتبر نسيب المشروع، "خطوة جديدة تحققها الجزائر في مسعاها لتنويع الاقتصاد الوطني وإعادة بعث القاعدة الصناعية واندماج أحدث التقنيات والابتكارات على المستوى العالمي في السلسلة المحلية للإنتاج"، مشيرا إلى أن الحكومة تبذل الكثير من الجهود لتبسيط الإطار القانوني للاستثمار وتشجيعه عبر تسهيلات جبائية وعقارية، مع تحسين مناخ الأعمال من خلال رفع أداء قطاع الخدمات والبنوك. من جهته، أكد وزير الصناعة والمناجم يوسف يوسفي، أن المشروع من شأنه تقوية طاقات صناعة الحديد والصلب، خاصة وأن المصنع سيكون الثاني من نوعه في منطقة البحر الأبيض المتوسط، مشيرا إلى أن قطاع الحديد والصلب اليوم "في صحة جيدة" بعد أن ارتفع إنتاج الحديد إلى 4 ملايين طن، السنة الفارطة مقابل 2,5 مليون طن سنة 2017، فيما يرتقب أن يصل إلى 6 ملايين طن نهاية السنة الجارية بعد دخول 10 وحدات صناعية جديدة لإنتاج الحديد حيز الخدمة. وربط يوسفي انتعاش نشاط إنتاج الحديد والصلب برفع قدرات إنتاج المناجم، ما سيمكن حسبه من رفع مستوى صادرات الجزائر من الحديد، خاصة بعد دخول منجم غار جبيلات بولاية تندوف حيز الخدمة، والذي سيضمن إنتاج 16 مليون طن في غضون سنة 2030. وإذ أشار إلى أن التجارب الحالية على مستوى منجم "غار جبيلات" شارفت على الانتهاء، ليتم عما قريب تشغيل وحدة مصغرة لاستخراج الحديد، أكد الوزير في سياق متصل بأن استخراج الحديد من المناجم، سينعش مجال نقل البضائع عبر السكك الحديدية، خاصة وأن الوزارة تتوقع نقل ما بين 20 و30 مليون طن من الحديد، عبر عربات القطار لربط المناجم بوحدات الإنتاج، مقدرا حجم الاستثمارات التي خصصتها الدولة لإنعاش قطاع الحديد والصلب ما بين 10 و20 مليار دولار. وفيما يخص اختيار المنطقة الصناعية سيدي خطاب بولاية غليزان لاحتضان المشروع، أكد يوسفي أن المنطقة ستتحول قريبا، إلى قطب صناعي بامتياز، كونها تضم العديد من الوحدات الصناعية المتخصصة في تركيب السيارات والنسيج والصناعات الميكانيكية. وعن محتوى عقد الشراكة مع الأتراك، كشف الرئيس المدير العام لمجمع كوسيدار، لخضر رخروخ، أنه يتعلق بالشروع في إنجاز أكبر مصنع في إفريقيا لإنتاج أنانيب من حديد الزهر، على أن تسلم أشغال إنجاز المصنع بعد 18 شهرا ابتداء من تاريخ وضع حجر الأساس، المقرر بحر الأسبوع المقبل. وأشار رخروخ إلى أن المشروع سيسمح باستحداث 160 منصب شغل مباشر، بالإضافة إلى توظيف عدد أكبر من العمال في مناصب شغل غير مباشرة، على أن يتم استرجاع قيمة الاستثمارات المخصصة لإنشاء المصنع بعد 5 سنوات من الإنتاج، الذي سيقدر ب100 ألف طن في السنة، قابلة للزيادة، حسب طلبات السوق المحلية والدولية. وعن تخفيض فاتورة الواردات بعد استغلال إنتاج المصنع الجديد، كشف مسؤول "كوسيدار" أن الحكومة قامت مؤخرا بحظر عملية استيراد مثل هذه الأنابيب، التي كانت تكلف 10 ملايير دينار كل سنة، مبرزا أهمية استغلال هذه التكنولوجيات الجديدة في مجال نقل المياه عبر كل الورشات الجزائرية المتخصصة في تحويل المياه ما بين السدود أو نقل هذه المادة الحيوية للمواطنين عبر منتوج مصنع محليا بنسبة 80 بالمائة.