اتهم الرئيس الصحراوي السيد محمد عبد العزيز أمس بعض القوى العظمى بممارسة ضغوط على جبهة البوليزاريو لقبول مقترح الحكم الذاتي وتوعدت المواطنين الصحراويين بالتقليص من المساعدات الإنسانية· وكشف محمد عبد العزيز أمام المشاركين في المؤتمر الثاني عشر لجبهة البوليزاريو الذي انطلقت أشغاله أمس بمنطقة تيفاريتي المحررة عن ضغوط تعرضت لها جبهة البوليزاريو لقبول مقترح الحكم الذاتي وقال في عرضه للتقرير الادبي وحصيلة نشاط القيادة طيلة الأربع سنوات الماضية أن هناك قوى غربية عظمى في إشارة إلى فرنسا دون أن يذكرها بالاسم، قامت بحملة ضد جبهة البوليزاريو لفرض مقترح الحكم الذاتي المغربي كحل وحيد للقضية في إطار المفاوضات المباشرة بين الطرفين· وأوضح أن هناك تطوراً خطيرا ميز جهود التسوية الأممية تمثل في شروع قوى غربية في حملة نشطة لصالح الموقف المغربي، وعملوا على تكييف مواقف دول العالم لتتماشى مع الطرح المغربي الجديد· واتهم تلك القوى بممارسة "شتى أنواع الضغوط والإغراءات على أصدقاء القضية الوطنية بما في ذلك الجزائر وصولاً إلى الضغوط المباشرة على الطرف الصحراوي وتهديده بضرورة قبول الحل المغربي وبتقليص المساعدات الإنسانية الموجهة للاجئين والتغاضي عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة"· إلى جانب ممارستها لضغوط متزايدة لدفع الدول المعترفة بالجمهورية الصحراوية إلى تجميد اعترافاتها، والمحاولة المحمومة لوصف جبهة البوليزاريو بالإرهاب وغير ذلك من النعوت"· وفي هذا السياق أشاد محمد عبد العزيز بثبات الشعب الصحراوي وبموقف الجزائر الرافض للمساومة في مبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها "من خلال رفضها للمحاولات المتكررة لإقحامها كطرف رئيسي في النزاع بدعوتها للتفاوض المباشر مع المملكة المغربية على هذا الأساس أو للمشاركة في لقاء رباعي يضم إلى جانبها المغرب وفرنسا وإسبانيا" · ومن جهة أخرى اتهم الرئيس الصحراوي نفس القوى العظمى والمغرب بعرقلة بناء المغرب العربي، وقال أنه لولا دعم هذه القوى للظلم والاستعمار"لأصبحت المنطقة المغاربية كلها تنعم بالاستقرار والرفاهية"· ولدى تطرقه للجولة الأولى والثانية من مفاوضات مانهاست قال الرئيس الصحراوي أن المغرب فشل في استغلال هذه المفاوضات لتمرير مقترحه، بل أنها "حطمت أطروحتها حول ثنائية النزاع بين الجزائر والمغرب وعززت أمام العالم وفي إطار الأممالمتحدة بأن الطرفين هما المملكة المغربية وجبهة البوليزاريو الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي" · وحمل من جهة أخرى الحكومة المغربية بالعمل على عرقلة المفاوضات عبر التعنت والاستفزاز المفضوح ثم إلى المماطلة في الموافقة على تاريخ إجراء مزيد من الجولات كما تراجعت بصفة مفاجئة عن تنفيذ بعض إجراءات الثقة التي سبق وأن وافقت عليها" · وعن التحديات المرتبطة بالمؤتمر أكد أمين عام جبهة البوليزاريو أن هذا الموعد السياسي الهام يمثل حلقة مهمة في مسار نضال الشعب الصحراوي من اجل الاستقلال وأوضح أن الشعب الصحراوي لن يتنازل عن حقوقه المشروعة مهما كانت العقبات التي تعترضه " وأننا سنواصل كفاحنا إلى حين تحقيق الاستقلال، والسنوات ال34 من الكفاح دليل على أننا قادرون على مواصلة النضال" · واستغل محمد عبد العزيز فرصة عرضه لحصيلة أداء قيادة الجبهة منذ المؤتمر الأخير المنعقد في أكتوبر 2003 لتوضيح طرق كفاح الشعب الصحراوي وشدد على استمرار انتفاضة الاستقلال في الأراضي المحتلة بالطرق السلمية، ودعا إلى اتخاذ قرار دعم الجيش الصحراوي لجعله على أهبة الاستعداد لعودة محتملة إلى الكفاح المسلح·