* email * facebook * twitter * google+ ينتظر أن يعود اليوم خوان غوايدو رئيس البرلمان الفنزويلي الذي أعلن نفسه رئيسا بالنيابة، خلفا للرئيس نيكولاس مادورو إلى بلاده بعد جولة قادته إلى عدد من دول قارة أمريكا اللاتينية وسط مخاوف متزايدة من احتمال اعتقاله وكل ما يمكن أن ينجم عن ذلك من تبعات. وأبدى اليوت أبراهامس، المبعوث الأمريكي إلى فنزويلا مخاوفه من هذا الاحتمال وقال إن بلاده تأمل في عودة غوايدو إلى بلاده وألاّ يتعرض لأي تهديد بعد أن أكد أنه سمع مسؤولين فنزويليين يتوعدون بإلقاء القبض عليه في حال عاد إلى كاراكاس. وقضى غوايدو أسبوعا كاملا متنقلا بين الأرجنتين وباراغواي بعد كولومبيا والبرازيل في محاولة لكسب دعم هذه الدول لمساعيه الرامية إلى الإطاحة بنظام الرئيس مادورو. ويجهل إلى حد الآن ما إذا كانت السلطات الفنزويلية ستسمح لرئيس برلمانها بالعودة إلى البلاد بعد أن دعا قيادة الجيش الفنزويلي إلى إعلان العصيان والتمرد على سلطة رئيس البلاد وحث المنتسبين في صفوف الجيش البوليفاري إلى الفرار مقابل حصولهم على عفو رئاسي وتفادي الملاحقات أمام المحاكم العسكرية. وهو نفس الطلب الذي قدمه الرئيس الأمريكي ولكن دعوتهما اصطدمت بولاء جنرالات الجيش لسلطتهم الدستورية وشكل ذلك ضربة قوية لغوايدو الذي راهن في تحركاته على انقسام في صفوف الجيش النظامي وكان ذلك مؤشرا قويا على فشل تمرده. وكان رئيس البرلمان الفنزويلي حضر اجتماعا تنسيقيا لما يعرف بمجموعة «ليما» بالعاصمة الكولومبية ضمن مساعي لاتخاذ موقف بخصوص الضغط على نظام الرئيس مادورو لإرغامه على فتح حدود بلاده لنقل أطنان المساعدات الأمريكية وكذا تبني موقف لصالح فكرة القيام بتدخل عسكري للإطاحة بنظامه. ولكن خوان غوايدو خرج خاوي الوفاض من هذه الجولة فلا هو نجح في نقل تلك المساعدات يوم 23 فيفري الماضي كما وعد أنصاره بذلك ولا هو تمكن من إقناع دول مجموعة «ليما» بالقيام بتدخل عسكري. وكانت الانتكاسة الدبلوماسية مزدوجة له وللرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي لم يكن يتوقع قيام دول هذه المجموعة بتبني بديل الحل الدبلوماسي التفاوضي بديلا عن كل فكرة لتدخل عسكري لقناعتها بمخاطر ذلك على الاستقرار العام في كل قارة أمريكا اللاتينية. ويمكن القول إن روسيا الحليف الاستراتيجي للرئيس نيكولاس مادورو لعبت دورا محوريا في التشويش على خطة خوان غوايدو عندما قامت بإفشال فكرة المساعدات الأمريكية وقامت هي الأخرى بإرسال أطنان من المواد الغذائية والطبية إلى فنزويلا في نفس الوقت الذي حذرت فيه الولاياتالمتحدة من كل مغامرة للقيام بتدخل عسكري ضد نظام الرئيس مادورو. وجدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في اتصال هاتفي مع نظيره الأمريكي مايك بومبيو موقف بلاده منتقدا ما اسماه ب»النفاق» في استعمال المساعدات الإنسانية لخدمة أغراض عسكرية. وأدان لافروف التهديدات الأمريكية ضد حكومة شرعية والتدخل المفضوح في الشؤون الداخلية لدولة ذات سيادة في خرق للقوانين الدولية وفي تعارض مع أسس الممارسة الديمقراطية.