تحولت الأزمة السياسية في فنزويلا إلى قضية دولية بعد أن تمت مناقشتها أمس، في مجلس الأمن الدولي وسط تجاذبات روسية أمريكية قوية بين مؤيد للرئيس مادورو ومعارض له. فقد اتهم فاسيلي نبينزيا السفير الروسي في الأممالمتحدة أمس، الولاياتالمتحدة وحلفائها بمحاولة الإطاحة بنظام الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو رافضا تخويل مجلس الأمن الدولي الحق في مناقشة الوضع في هذا البلد. وأكد الدبلوماسي الروسي، أن الأمر يتعلق بقضية سياسية داخلية في طعن لتحرك وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو الذي دعت بلاده إلى عقد جلسة مجلس الأمن الدولي أمس، لمناقشة الأوضاع السياسية في فنزويلا بدعوى أن الرئيس مادورو يقوم بقمع شعبه منذ عدة سنوات. وجاء تدخل السفير الروسي في مجلس الأمن بعد أن اعترضت بلاده والصين على مشروع قرار تقدمت به الولاياتالمتحدة، طالبت من خلاله تقديم دعم مطلق للجمعية الوطنية الفنزويلية «البرلمان» التي يرأسها خوان غوايدو الذي أعلن نفسه رئيسا انتقاليا للبلاد خلفا للرئيس نيكولاس مادورو المنتخب. وتمكنت روسيا والصين من خلال هذا الموقف قبر مشروع القرار الأمريكي واقترحتا بدلا من ذلك مشروع قرار يدعو إلى حوار سياسي بين قطبي هذه الأزمة وهو ما ينتظر أن تعارضه الولاياتالمتحدة برفع ورقة النقض في وجهه. ورغم فشله في تمرير مشروع قراره، فإن وزير الخارجية الأمريكي راح يدعو كل الدول إلى الوقوف إلى جانب ما أسماها قوى الحرية التي يقودها المعارض خوان غوايدو. وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وصف أول أمس، الخطوة الأمريكية ب»السياسة المدمرة والخطيرة» على فنزويلا كونها تعتبر تشجيعا للانقلاب الذي حصل ضد الرئيس مادورو، مؤكدا رفض بلاده لها لأنها «تضرب مبادئ ميثاق الأممالمتحدة والقوانين الدولية». ويتوقع في سياق هذا التجاذب أن تكون الساعات القادمة حاسمة بالنسبة لمصير الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو ولكل فنزويلا في ظل غياب أي مؤشرات لانفراجها بعد أن رفض رئيس البرلمان خوان غوايدو كل فكرة للدخول في حوار مع رئيس البلاد في سياق مواقف دول غربية زادت من تأزيم الموقف وفتحت أبواب الانفجار في هذا البلد على مصراعيه. وبدلا من المساهمة في إيجاد مخرج لهذه الأزمة، فقد انساقت دول مثل ألمانيا وإسبانيا وفرنسا وراء الموقف الأمريكي ومنحت الرئيس الفنزويلي مهلة أسبوع من أجل الدعوة إلى انتخابات عامة جديدة وإلا فإنها ستعلن بصفة رسمية تأييدها لزعيم المعارضة خوان غوايدو رغم أن إعلان رئاسته للبلاد تم بطريقة غير دستورية. وقال رئيس الحكومة الإسباني بيدرو سانشيز أمس، إنه بدون تنظيم انتخابات عامة خلال ثمانية أيام، فإننا سنعلن تأييدنا لغوايدو رئيسا مكلفا بتنظيم انتخابات جديدة، مؤكدا على تنسيق بين مختلف الدول الأوروبية للأخذ بهذا الخيار في إشارة إلى الموقفين الفرنسي والألماني. وانساقت مواقف الدول الثلاث وراء الموقف الأمريكي رغم الخلافات التي ظهرت بين دول الاتحاد الأوروبي الثماني والعشرين التي انقسمت بين مؤيد للرئيس مادورو وأخرى متحفظة عن إبداء أي موقف إلى حد الآن، مفضلة التريث قبل اتخاذ قرار نهائي بخصوص هذه الأزمة. وكانت الولاياتالمتحدة وكندا وعدد من الدول الأمريكو لاتينية أعلنت تأييدها لقرار رئيس البرلمان الفنزويلي الذي أعلن نفسه رئيسا للبلاد بينما عارضت دول أخرى هذا القرار ووصفته بغير الدستوري وأعلنت وقوفها إلى جانب الرئيس نيكولاس مادورو.