تشرع السلطات العمومية اليوم في تسليم استمارات اكتتاب التوقيعات لصالح المترشحين لانتخابات رئاسة الجمهورية المقررة في الربيع المقبل، والتي ستتواصل على مدار كل أيام الأسبوع بما فيها يوم الخميس، حيث يطلب من المعنيين بالعملية تحديد موعد مسبق بالاتصال على ثلاثة أرقام هاتفية تم تخصيصها لهذا الغرض. وجاء في بيان لوزارة الداخلية والجماعات المحلية، أمس، أن هذه الأخيرة تعلم جميع المعنيين بأن تسليم استمارات اكتتاب التوقيعات يكون ابتداء من يوم الخميس 8 جانفي 2009 بمقر الإدارة المركزية للوزارة، الكائن بقصر الحكومة، وذلك خلال كل أيام الأسبوع بما في ذلك يوم الخميس من الساعة التاسعة صباحا إلى غاية الساعة الرابعة مساء. وحرصت الوزارة في سياق متصل على التوضيح بأن عملية "سحب الاستمارات يكون على يد المترشح أو ممثله المخول قانونا، بناء على تقديم المترشح لرسالة موجهة إلى وزير الدولة وزير الداخلية والجماعات المحلية يعلن فيها رغبته في تكوين ملف الترشح للانتخاب لرئاسة الجمهورية". وبغرض ضمان استقبال جيد للأشخاص المعتمدين لإيداع رسائل إعلان الرغبة في الترشح وسحب استمارات اكتتاب التوقيعات دعت الوزارة في بيانها، كافة المعنيين إلى أخذ موعد لهذا الغرض بالاتصال عبر الهاتف على ثلاثة أرقام هي: 08 - 22 - 71 - 021 و20 - 22 - 71 - 021 و59 - 22 - 71 - 021 . وتجدر الإشارة إلى أن قانون الانتخابات يشترط على المترشحين لمنصب رئاسة الجمهورية جمع 75 ألف توقيع من المواطنين الناخبين، أو 600 توقيع من المنتخبين في المجالس المحلية والولائية أو في غرفتي البرلمان، ثم إيداعها لدى المجلس الدستوري الذي يراجع ملفات المترشحين ويصدر قرار قبول أو رفض الترشح طبقا لسلامة ومطابقة واستيفاء استمارات الترشح لكافة الشروط القانونية مع منح المعنيين أصحاب الملفات الناقصة مهلة قانونية تكفل لهم حق الشكوى وتقديم الطعون. وقد أعلنت 5 شخصيات وطنية لحد الآن ترشحها لرابع انتخابات رئاسية في الجزائر في ظل التعددية، والتي من المقرر حسبما أعلنه وزير الدولة وزير الداخلية والجماعات المحلية السيد نور الدين يزيد زرهوني أن ينظم دورها الاول في 26 مارس أو في 2 أو 9 أفريل المقبلين، ويتعلق الأمر بكل من رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية السيد موسى تواتي ورئيس حزب عهد 54 السيد علي فوزي رباعين ورئيس حركة الانفتاح السيد عمر بوعشة ورئيس التجمع الجزائري السيد علي زغدود علاوة على رئيس حركة الامل السيد محمد هادف الذي أعلن رغبته في الترشح ضمن "قنوات ضيقة"، فيما تتحدث بعض المصادر عن تفضيل شخصيات سياسية أخرى تأجيل الإعلان عن ترشحها إلى وقت لاحق، وذلك في إطار سياسة الترقب ومتابعة التطورات قبل اتخاذ القرار السياسي الذي تراه صائبا. ويستثنى من هذه الشخصيات قادة أحزاب التحالف الرئاسي المشكل من حزب جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي وحركة مجتمع السلم، الذين أعلنوا في نهاية شهر نوفمبر الماضي ترشيحهم بصفة رسمية للرئيس عبد العزيز بوتفليقة. وفي إطار دعم خيارها السياسي شرعت هذه الأحزاب في ترتيب ظروف العمل السياسي المقرر الشروع فيه لتعبئة الجماهير والناخبين، ورسم المعالم الكبرى للحملة الانتخابية التي سيخوضها السيد بوتفليقة، وهذا بالرغم من أن الرئيس بوتفليقة الذي يتيح له الدستور المعدل مؤخرا حق الترشح لعهدة رئاسية جديدة، لم يعلن رسميا ترشحه بعد. وقد أعلن حزب جبهة التحرير الوطني منذ يومين الانطلاق في عملية التحضير للحملة الانتخابية وللعمل المرتقب تكثيفه في الأيام القادمة في إطار مهام التعبئة والتجنيد ضمن خارطة طريق محددة المعالم، بينما كرس المكتب الوطني للتجمع الوطني الديمقراطي جزءا من أشغال اجتماع مكتبه الوطني أمس للتحضير لتجنيد قواعد وهياكل الحزب للمشاركة بقوة في ترقية ترشح السيد عبد العزيز بوتفليقة وتحضير مساهمة العمل التنسيقي مع أحزاب التحالف الرئاسي والفعاليات الأخرى على الساحة الوطنية، لإنجاح الحملة الانتخابية لمرشحها. ومن المقرر أن تحدد قمة التحالف الرئاسي بعد غد السبت استراتيجية العمل السياسي الموجه لهذا الغرض.