* email * facebook * twitter * linkedin قرر نواب من أحزاب المعارضة، تنظيم وقفة احتجاجية، ضد رئيس المجلس الشعبي الوطني، معاذ بوشارب، عشية تنظيمه احتفالية خاصة بأحداث 8 ماي 1945، مبرمجة اليوم الاربعاء، معتبرين خرجته ب"الاستفزازية"، فيما لم يتوان بعض النواب من الأفلان والأرندي من جانبهم، في وصف مبادرة بوشارب ب"الخطوة غير المدروسة" معلنين مقاطعتها " حفاظا على مستقبلهم السياسي وسمعتهم أمام الحراك الشعبي". ففي سياق تطبيق خطة من أجل تحريك الأشغال داخل البرلمان وفك الحصار عن شخصه، قام رئيس المجلس الشعبي الوطني، معاذ بوشارب ببرمجة احتفالية تحت عنوان "ذكرى وعبرة"، بمناسبة ذكرى مجازر 8 ماي 1945 بمقر المجلس، غير ان الدعوة نزلت كالصاعقة على الأغلبية الساحقة من النواب، حيث فسروها على أنها خطوة استفزازية للحراك الشعبي، خاصة في ظل رافض هذا الاخير لرئيس المجلس والدعوة إلى إقالته. واعتبر نائب حزب جبهة التحرير الوطني، الدكتور هواري تغريسي، في تصريح ل"المساء"، أن فكرة تنظيم أية نشاطات برلمانية الآن، "أمر غير مقبول من حيث المبدأ، لأن الوضع ليس مناسبا". ولم يستبعد مصدرنا أن تكون خرجة رئيس المجلس، "عمل مبرمج" لتمرير أجندة معينة في هذا الظرف. وأكد تغريسي، أنه لن يحضر النشاط، لأن الحراك الشعبي ينظر بازدراء للبرلمان في الوقت الراهن. غير أن نوابا آخرين من الحزب العتيد قرروا مشاركة رئيس المجلس الاحتفالية، واحترام رئاسته للمجلس في الوقت الراهن. وهم يمثلون نواب الرئيس وبعض الأعضاء في اللجنة القانونية والإدارية والحريات ولجنة الفلاحة. وحسب مصادر أفلانية، فقد أعلن فريق آخر وهم أكثرية في الحزب، مقاطعة الاحتفالية خاصة المقربين من الأمين العام الحالي للحزب محمد جميعي، والكثير من أعضاء اللجنة المركزية الذين رفضوا الانخراط في التوجه الذي يريد معاذ بوشارب فرضه، "سواء بقناعة سياسية أو في إطار حملة التموقع مع الأمين العام الجديد محمد جميعي، الذي يريد شحذ نواب الحزب للإطاحة بمعاذ بوشارب كأولوية ضمن اجندته السياسية. وهو يسعى الى تحقيقها في أقرب الآجال الممكنة". ورقة المقاطعة ايضا رفعها نواب الأرندي، الذين قرروا عدم حضور الاحتفالية. خاصة بالنسبة لنواب العاصمة، تفاديا لأية مواجهات مع الحراك الشعبي الذي يطالب برحيل رئيس المجلس الحالي. في سياق متصل، أكد النائب عن حركة مجتمع السلم حمس، ناصر حمدادوش ل"المساء" رفض الحركة المطلق لأي نشاط برلماني، وهي التي كانت من الأحزاب التي انخرطت مبكرا في الحراك، معتبرا أية خرجة إعلامية من رئيس المجلس الشعبي الوطني الآن "استفزاز للشعب". وأضاف النائب قائلا، "نحن منسحبون من أشغال البرلمان، وأي نشاط في ظل هذه الظروف المرتبطة بالحراك هو استفزاز واستخفاف بالشعب، الرافض لأحزاب الموالاة، وسيطرتها على المجلس، بالنظر لارتباطها بالتزوير والفساد..ولذلك فنحن غير معنيين بهذه النشاطات". أما النائب عن حركة النهضة، سامية خمري، فأكدت أن المجموعة البرلمانية للاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء لن" تكتفي بمقاطعة احتفالية 8 ماي 1945، التي يريد معاذ بوشارب تنظيمها وإنما ستذهب الى أبعد من ذلك، من خلال الحضور للاحتجاج والمقاطعة والتنديد داخل قبة المجلس، "حتى نسمع صوتنا الرافض لما يقوم به بوشارب والداعي إلى رحيله الفوري والعاجل تلبية لمطالب الحراك الشعبي". نفس الموقف، أكده النائب عن جبهة العدالة والتنمية لخضر بن خلاف، الذي اعتبر من جهته "الاحتفالية مرفوضة من حيث المبدأ". وشدد على ضرورة رحيل معاذ بوشارب تلبية لمطالب الحراك الشعبي، داعيا النواب إلى عزله وإعادة الشرعية للبرلمان. وقد تبنى نفس الطرح، كل من نواب جبهة المستقبل والأحرار، الذين عبروا في تصريحات متطابقة ل"المساء " عن "استغرابهم لتنظيم احتفالية 8 ماي 1945 في هذا الظرف بالذات والذي يعد رحيل معاذ بوشارب أحد أولوياته القصوى".