* email * facebook * twitter * linkedin دعا نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد قايد صالح من ورقلة الشعب الجزائري إلى التحلي بيقظة «شديدة» وأن «يضع يده في يد جيشه وعدم السماح لأصحاب المخططات الخبيثة بالتسلل بين صفوفه»، مضيفا في سياق آخر إلى أن النهج المتبع في مجال مكافحة الفساد يرتكز على أسس صلبة، علاوة على أنه بني على معلومات دقيقة. وأكد الفريق قايد صالح في كلمته التوجيهية، أول أمس، أمام إطارات وأفراد الناحية العسكرية الرابعة في ثالث يوم من زيارته خصصه لتفقد بعض وحدات القطاع العسكري ببسكرة، أن جهاز العدالة يستحق الشكر والتقدير على جهوده المبذولة في معالجة مختلف الملفات. وهو ما يفرض على الشعب الجزائري أن يتحلى بيقظة شديدة وأن يضع يده في يد جيشه وأن لا يسمح لأصحاب المخططات الخبيثة التسلل بين صفوف الشعب مهما كانت الظروف والأحوال». وأشار نائب وزير الدفاع الوطني إلى «التحدي الكبير المتمثل في محاربة الفساد الذي أصبحت له امتدادات سياسية ومالية وإعلامية ولوبيات متعددة متغلغلة في مؤسسات البلاد», مؤكدا أن النهج المتبع في مجال مكافحة الفساد استلزم «رصد وتفكيك كافة الألغام المزروعة في مختلف مؤسسات الدولة وقطاعاتها» . وهو نهج -مثلما قال- «يرتكز على أساس متين وصلب», لأنه مبني على «معلومات صحيحة ومؤكدة ويستند إلى ملفات ثابتة القرائن، ملفات عديدة وثقيلة بل وخطيرة، مما أزعج العصابة وأثار الرعب لديها، فسارعت إلى محاولة عرقلة جهود الجيش الوطني الشعبي وجهاز العدالة» . وأكد أن «ما تلقاه العدالة في هذا الشأن من تضامن من الشعب الجزائري هو ضمانة أخرى وأساسية تكفل للعدالة مواصلة أداء دورها وإتمام واجبها الوطني ضمن هذا المسار التطهيري السليم والتي تستحق منا اليوم كل الشكر والتقدير على الجهود المثابرة في معالجة ملفات الفساد الكثيرة والمتراكمة» . وأضاف قائلا: «تلكم رسالة قوية من الشعب الجزائري على استحسانه هذا المسعى القانوني العادل والمنصف وعلى تبنيه لصوابية هذا السبيل القويم». كما تطرق الفريق قايد صالح إلى ذكرى يوم الطالب, مبرزا أن هذه المحطة التاريخية تحمل «معاني ودلالات عميقة عن مدى وعي الطالب الجزائري وإدراكه لحقيقة المصلحة العليا لبلاده»، مشيرا إلى أن «هذا الموقف الوطني والمبدئي للطلبة يبقى رمزا بارزا من رموز توافق الجزائريين وحرصهم على أن تبقى الجزائر فوق كل اعتبار». من جهة أخرى، أكد نائب وزير الدفاع الوطني، أن المجال التكويني يعتبر حجر الزاوية لأي مسعى تحديثي ناجع للجيش الوطني الشعبي، مؤكدا أن «تشبثنا باكتساب الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني لمقومات العصرنة والتحديث في كافة المجالات وتيقننا من كون المجال التكويني هو حجر الزاوية لأي مسعى تحديثي ناجح، يتوافق مع عصر العلم والمعرفة»، مما يجعلنا «نمنح أهمية قصوى ودائمة لمؤسساتنا التكوينية ونحرص على تبنيها للأساليب التعليمية والبيداغوجية الحديثة النظرية والتطبيقية المعتمدة على التقنيات العصرية المتطورة». وبعد أن ذكر نائب وزير الدفاع الوطني بالجهود التي بذلت من أجل ترقية وتطوير المنظومة التكوينية للجيش، باعتبارها منظومة «قادرة على ضمان تنمية بشرية قويمة تُحسن التكيف مع متطلبات مهامها المتعددة والمتكاملة وتدرك دلالات حتمية تحقيق الأهداف المسطرة»، أوضح أن التحكم في معايير تحسين وتطوير مستوى التعليم والتكوين الملقن في هذه المدرسة وفي غيرها من مدارس الجيش الوطني الشعبي، «يتم عبر التقييم الموضوعي لدرجات تحصيل المتخرجين من الطلبة والمتربصين لمختلف المعارف والعلوم العسكرية سواء النظرية أو التطبيقية». واستطرد قائلا في هذا السياق بأن التكوين النظري والتطبيقي «مهما بلغ مستواه لا يضمن في حد ذاته كسب رهان التفوق والنجاح إذا لم يقترن بالضرورة بحس مهني وخلقي رفيع يعينه على أداء واجبه على الوجه الأصوب»، لأن الأمر يتعلق هنا —حسبه— بمدى «قدرة الفرد على تحمّل المسؤولية الموضوعة على عاتقه لاسيما في ميدان قيادة الرجال وطرق التعامل معهم وأساليب توظيف إمكانياتهم وتوحيد جهودهم خدمة لنجاح المهام الموكلة». وذكر قايد صالح من جهة أخرى بالمحطات التاريخية الكبرى من نضال الشعب الجزائري ضد الاستعمار الفرنسي قبل وخلال الثورة التحريرية المظفرة، لافتا إلى مرور ذكرى وطنية خالدة على الشعب الجزائري خلال هذا الشهر الجاري، ألا وهي ذكرى الثامن من ماي 1945 الأليمة التي كانت مفصلية، من حيث تأثيرها على تعزيز القناعة الثورية والنضالية لدى الجزائريين بضرورة تبني الكفاح المسلح الذي كانت الثورة التحريرية المجيدة ثمرته المباركة. وأوضح أن هذه الثورة الميمونة التي تخللتها محطات عديدة، «أظهرت مدى تعلق الشعب الجزائري بهذا الجهد الثوري. ومن بينها هذه المحطة التاريخية التي أحيا شعبنا في 19 من هذا الشهر الجاري ذكراها 63 وهي يوم الطالب الذي يحمل معاني ودلالات عميقة عن مدى وعي الطالب الجزائري وإدراكه لحقيقة المصلحة العليا لبلاده، وقد بقي هذا الموقف الوطني والمبدئي للطلبة رمزا بارزا من رموز توافق الجزائريين وحرصهم على أن تبقى الجزائر فوق كل اعتبار».