* email * facebook * twitter * linkedin كشفت حصيلة أوّلية أعدّتها مصالح ولاية وهران، بالتنسيق مع مختلف المتدخلين من دوائر ومصالح الدرك ومحافظة الغابات، عن هدم 401 بناية فوضوية وتوسعات غير شرعية منذ مطلع السنة الجارية، وهي البنايات التي تم هدمها في إطار برنامج تبنّته الولاية مع فتح تحقيق حول شبكات لا تزال تتاجر بالعقارات على حساب مواطنين يعانون أزمة السكن، خاصة وأنّ جل نشاط الشبكات يقع بالمناطق الغابية والنائية. تتواصل بولاية وهران، منذ مطلع السنة الجارية، عمليات هدم التوسعات والمباني الفوضوية، التي تبقى أهم الملفات العالقة بالولاية بالنظر للتوسع الكبير للظاهرة التي طالت معظم بلديات الولاية، خاصة المحاذية للغطاء الغابي والنائية، إلى جانب انتشار الظاهرة بشكل ملفت عبر المناطق الساحلية للولاية. وكشفت أرقام قدمتها مصالح الولاية عن هدم 401 بناية وتوسع فوضوي، أنجزت بالمناطق الغابية والمناطق النائية للولاية على غرار حي الحاسي بالمندوبية البلدية بوعمامة ومنطقة عين البيضاء ببلدية السانيا، حاسي بونيف، حاسي عامر، بوتليليس وكذا بلديات ساحلية على غرار بلديتي العنصر وبوسفر بدائرة عين الترك التي شهدت سواحلها محاولات إنجاز بنايات فوضوية. وكان والي وهران قد أعلن أكثر من مرة عن فتح تحقيقات بخصوص ظاهرة انتشار المباني الفوضوية بعدة مناطق، متهما ضمنيا بعض المسؤولين والمنتخبين بتسهيل عمليات البناء بدون تحديد هوية المعنيين، في وقت لم يتم فيه إلى غاية اليوم الكشف عن نتائج التحقيقات المفترضة. وكانت عدة جمعيات فاعلة ومنتخبين طالبوا بفتح تحقيقات بخصوص الاعتداءات المتواصلة على غابة كوكا والحاسي بالمندوبية البلدية بوعمامة، التي شهدت خلال السنة الجارية عدة اعتداءات طالت مئات الأشجار ومساحات شاسعة من العقار الغابي، تمّ التحكّم فيها بعد تدخل مسؤولي المندوبية ومحافظة الغابات بالتنسيق مع مصالح الدرك الوطني التي تحركت بقوة في المنطقة، في وقت انتشرت فيه عشرات المباني بمناطق مجاورة للغابة بعد استغلال بعض الأشخاص للظروف التي عرفتها المنطقة عدة مرات، لإنجاز مساكن فوضوية لا تزال قائمة حتى اليوم. وتعدّ منطقة كوكا والحاسي بوهران أكبر المناطق الفوضوية بولاية وهران، حيث تضم، حسب إحصاءات غير رسمية، نحو 80 ألف ساكن يتوزعون على 7 أحياء كبرى، إلى جانب أحياء بلدية السانيا وشطيبو ببلدية سيدي الشحمي وحاسي بونيف وبعض المناطق الفوضوية بأقصى شرق الولاية. 41 ألف بناية فوضوية ب13 بلدية وذكرت دراسة تحوز "المساء" على نسخة منها، أنّ عدد البنايات الفوضوية بولاية وهران يتجاوز 41 ألف بناية موزّعة على 47 منطقة ب 13 بلدية، فيما تعدّ منطقة حي البلانتير الواقعة بأعالي بلدية وهران أكبر تجمّع للسكنات الفوضوية بالولاية وتضمّ حسب الدراسة، ما لا يقل عن 20 ألف مسكن فوضوي، وهي المنطقة التي استفادت منذ سنوات من برنامج ترحيل ضخم يضم 11 ألف مسكن، إذ تم حتى منتصف 2015 ترحيل حوالي 4 آلاف عائلة، فيما تتواصل أشغال إنجاز 6 آلاف مسكن بمنطقة وادي تليلات، إلى جانب مئات المساكن الأخرى الموزعة على بلديتي مسرغين وعين البية، للقضاء على الظاهرة. كما كشفت الدراسة عن وجود 6 مناطق فوضوية ببلدية سيدي الشحمي، تضمّ في مجملها 1653 مسكنا فوضويا، إلى جانب بلدية السانيا ب5 مواقع، تتوزّع فوقها 2012 بناية، فيما تحتل في المرتبة الثالثة بلدية مرسى الكبير 5 مواقع، تضم 931 بناية، ثم بلدية عين البية ب 3 مواقع تضم 380 بناية. وأكّدت الدراسة الميدانية أنّ مصالح ولاية وهران، تمكنت منذ سنة 2007، من تحقيق تقدّم كبير في القضاء على المناطق الفوضوية من خلال القضاء على 25 موقعا فوضويا كان يضم 15058 بناية فوضوية، عبر مختلف الدوائر التي شهدت عمليات هدم كمنطقة حاسي بونيف التي عرفت هدم 3 آلاف بناية فوضوية رحّل سكانها لشقق جديدة، فضلا عن منطقة سيدي البشير ببلدية بئر الجير التي رحلت منها 1600 عائلة خلال العام الجاري. وتأتي منطقة البلانتير كذلك ضمن المناطق التي عرفت عمليات ترحيل ضخمة، مسّت أكثر من 4 آلاف عائلة، إلى جانب القضاء على منطقة دوار "الفيراج" بعين البيضاء ببلدية السانيا ودوار الدوم ببلدية حاسي بونيف ومزرعة خميستي والحياة ريجنسي ببلدية سيدي الشحمي، التي تم خلالها استعادة عقارات هامة من طرف المصالح التقنية للولاية، والتي ستحول بعضها لاستقبال مشاريع سكنية ومرافق عمومية.