* email * facebook * twitter * linkedin دعت بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا المجتمع الدولي إلى توفير ضمانات لوقف إطلاق نار دائم في ليبيا، وكذلك الامتثال لحظر التسليح والالتزام بالعودة بحسن نية إلى عملية سياسية شاملة برعاية أممية لإنهاء النزاع في هذا البلد المتوتر منذ سنوات. قالت البعثة الأممية في بيان لها أمس، بأن "طرفي النزاع في ليبيا كان ردهما إيجابيا في الالتزام بهدنة إنسانية بمناسبة عيد الأضحى، حيث انخفض مستوى العنف بشكل ملموس في منطقة طرابلس خلال فترة هذه الهدنة". لكنها أشارت إلى أنه ورغم الانخفاض الملحوظ خلال فترة التهدئة إلا أنها تلقت تقارير تفيد بوقوع انتهاكات للهدنة، كما تحدثت عن مناوشات في منطقة وادي الربيع وصلاح الدين علاوة على استمرار تحليق طائرات الاستطلاع بدون طيار فوق مدينة مصراتة. وأشارت إلى انه بلغها وقوع مناوشات في ثاني أيام عيد الأضحى في منطقة الطويشة جنوب مطار طرابلس الدولي، بالإضافة إلى تحليق طائرات الاستطلاع بدون طيار فوق المدينة في نفس اليوم، ناهيك عن وقوع قصف عشوائي للمناطق المدنية اعتبرته بأنه "قد يشكل جريمة حرب". وأكدت بأنه لم يتم احترام الهدنة في منطقة مرزق التي شهدت استمرارا لأعمال العنف بما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص وإصابة 54 آخرين بجروح، إضافة إلى تلقيها لتقارير متواصلة عن إحراق المنازل وعمليات النهب وغير ذلك من الاعتداءات ذات الطابع الانتقامي. وحسب البعثة فإن أعمال العنف المستمرة أدت والى غاية 12 أوت الجاري، إلى نزوح ما لا يقل عن 5 آلاف شخص إلى وادي الطيبة ونحو 200 شخص إلى منطقة القطرون، بما جعلها تعرب عن استعدادها المتواصل للمساعدة في تسهيل تبادل الأسرى واقتراح آلية لعمليات التبادل بالتعاون مع الطرفين والقيادات المجتمعية المحلية المعنية. وتزامنت دعوة البعثة الأممية مع استئناف القتال بين قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، وقوات حكومة الوفاق الوطني جنوب العاصمة طرابلس مباشرة بعد انتهاء هدنة عيد الأضحى المبارك التي دامت ثلاثة أيام. وقال مصدر من قوات حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا إن "عددا من الضربات الجوية استهدفت قواتنا في منطقة طريق المطار وعين زارة جنوبطرابلس بعد ساعات من انتهاء الهدنة مع مليشيات حفتر". وأضاف المصدر أن "الضربات لم تسفر عن سقوط ضحايا في صفوف قواتنا لكنها تسببت في تدمير بعض العربات المسلحة صاحبها اندلاع اشتباكات بشكل متقطع للمرة الأولى اليوم منذ توقفها قبل ثلاثة أيام". من جانبه أعلن المركز الإعلامي التابع لقوات حفتر في بيان نشره في صفحته الرسمية على موقع فايسبوك استهداف قواته الجوية تجمعات لما وصفها ب«ميليشيا في جنوبطرابلس" في إشارة إلى القوات التابعة لحكومة فايز السراج، مضيفا بأنها "أصابت أهدافها وأوقعت خسائر كبيرة في الأفراد والمعدات". وتشن قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر هجوما منذ بداية شهر أفريل الماضي، ضمن مسعى لفرض السيطرة على العاصمة طرابلس، حيث يتواجد مقر حكومة الوفاق التي أعلنت من جانبها عن إطلاق عملية "بركان الغضب" لصد الهجوم، وتسببت المعارك منذ اندلاعها في مقتل 1093 شخص وإصابة حوالي 6 آلاف آخرين ونزوح قرابة 120 ألف شخص من مواقع الاشتباكات. وتعاني ليبيا من فوضى أمنية وصراع على السلطة في ظل استمرار تواجد حكومتين إحداهما في العاصمة طرابلس تحظى باعتراف دولي، والأخرى في شرق البلاد تحظى بدعم البرلمان وما يسمى بالجيش الوطني الذي يقوده اللواء المتقاعد خليفة حفتر.