* email * facebook * twitter * linkedin بدا جليا وسط شباب ولاية أم البواقي وجمعياتها في الآونة الأخيرة، وعي كبير بأهمية نظافة المحيط والسعي إلى تنظيم حملات تطوعية، استحسنها كثيرا سكان مدينة أم البواقي وعدة بلدياتها، لما لها من أثر حسن على صحة المواطن وراحته النفسية، فبمدينة أم البواقي، تسابق الشباب الذين تجمعهم صفحات التواصل الاجتماعي إلى تنظيف وتنقية أحياء وشوارع وساحات المدينة، معتمدين على وسائلهم المادية الخاصة في شراء معدات وأدوات التنظيف، مثلما هو الحال على صفحة "أم البواقي نيوز" التي تنشط على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك". جمعت هذه الصفحة ثلة من شباب المدينة لتنظيف مقبرة "سيدي عمار" بأم البواقي منذ أزيد من ستة أسابيع على التوالي، إذ أضحت الأعشاب اليابسة المنتشرة داخلها بكثرة تؤرق من يشيعون موتاهم، وحتى زوارها، كما أصبحت تشكل خطرا على المواطنين الذين قد يتعرضون، حسب أحد مواطني أم البواقي، للدغ الحيات ولسع الحشرات. فكر الشباب في هذه المبادرة التي أطلقوها عبر الأنترنت، وسط أجواء من التعاون وتكاثف الجهود، بعدما لاحظوا حالة المقبرة التي وصفها بعضهم ب«المؤسفة"، خصوصا أن الأعشاب الضارة انتشرت بشكل واسع بفعل كميات الأمطار التي تساقطت بكثرة على المنطقة منذ بداية السنة. وأطلقت نفس الصفحة في سياق المحافظة على المحيط وإضفاء جمالية عليه، حملات تنظيف مست عدة أحياء سكنية عبر مدينة أم البواقي، فضلا عن عمليات تشجير، استطاعوا من خلالها تغيير وجه هذه الأحياء، كما وعدت الصفحة عبر شبابها، بمواصلة العمل التطوعي والاستمرار فيه خدمة لسكان مدينتهم. في مدينة عين البيضاء (26 كلم شرق أم البواقي)، بادرت مجموعة من الشباب المتطوعين إلى تنظيف مقبرة "طريق سدراتة" التي صار الدخول إليها شبه مستحيل، بسبب كثافة النباتات والأشواك عبر مسالكها، واستطاعوا في ظرف وجيز، أن يزيلوا أكبر قدر منها، كما كانت لجمعية "طلائع الخير" بنفس المدينة، والتي تنتظر قرار اعتمادها بصفة رسمية، بصمة في تنقية محيط ثانوية "براكنية" وعدة أحياء عبر المدينة. كذلك ببلدية عين كرشة، في الجهة الغربية لأم البواقي، لم يتوان أعضاء جمعية "مدينتي النظيفة" التي هي قيد التأسيس، في رفع النفايات من مختلف شوارع وأحياء المدينة، على غرار شارعي العمال وتواتي ميلود، وفقا لرئيس الجمعية كمال كماش. شملت مبادرة جمعية "مدينتي النظيفة" تنظيف محيط مستشفى عين كرشة، بالإضافة إلى مقبرة المدينة، حسبما ذكره السيد كماش، الذي أكد أن مبادرات تحسين وجه مدينته لا تزال مستمرة، حفاظا على البيئة وحرصا على العيش في محيط نظيف. الانتشار الواسع للحشرات يؤرق المواطنين عبر الكثير من مواطني أم البواقي عن استيائهم من الانتشار الواسع للحشرات، وبشكل خاص البعوض، الذي بات حسب عدة سكان المدينة الجديدة وحيي "النصر" و«مصطفى بن بولعيد" بمدينة أم البواقي، بالإضافة إلى سكان 300 سكن على مستوى طريق خنشلة وحي الإخوة بلعلمي بمدينة عين البيضاء، ينغص عليهم نومهم. قال في هذا الصدد، كريم، أحد شباب هذه الأحياء "أصبحنا لا ننام ليلا، خصوصا أن نمو الأعشاب المنتشرة في المحيط ضاعف من أعداد الحشرات التي غزت منازلنا''. وسعيا للقضاء على ظاهرة انتشار البعوض وسط الأحياء، خصوصا التي يضم نسيجها العمراني عمارات ذات أقبية، تقوم مصالح بلدية أم البواقي برش المبيدات بواسطة آلة الرش الوحيدة التي تتوفر عليها، وفقا للسيدة يمينة رماش، رئيسة لجنة الصحة والنظافة وحماية البيئة، التي لفتت إلى أنه تم مؤخرا، في مداولة للمجلس، اقتراح شراء آلتي رش جديدتين لتغطية العجز الحاصل في هذا الشأن. وأكدت على ضرورة تنسيق الجهود والتعاون بين مصالح البلدية وباقي الإدارات العمومية المعنية بالمساهمة في نظافة المحيط، على غرار "الجزائرية للمياه" المدعوة حسبها- للحد من تسريبات المياه التي تعتبر مناخا ملائما لتكاثر وعيش الحشرات، بالإضافة إلى تعاون مصالح ديوان الترقية والتسيير العقاري التي تعنى هي الأخرى بمهمة تنظيف أقبية العمارات وتجفيفها من المياه. تركز من جهتها، المديرية المحلية للأشغال العمومية بأم البواقي، منذ شهر أفريل الفارط، على نظافة المحيط، من خلال تكثيف عمليات إزالة الأعشاب الضارة من على حواف الطرق الوطنية بإقليم الولاية. أفاد بهذا الخصوص، رئيس مصلحة صيانة المنشآت الأساسية بمديرية الأشغال العمومية، خالد بروحو، أنه تمت برمجة إزالة الأعشاب من حواف الطرق على مسافة 400 كلم من شبكة الطرق الوطنية بإقليم الولاية، والتي تجسد منها إلى غاية اليوم، إزالة هذه الأعشاب يدويا وميكانيكيا من طرف 12 فرقة تدخل تابعة لفروع الأشغال العمومية، على مسافة فاقت 110 كلم ضمن هذه العملية.