* email * facebook * twitter * linkedin يناقش العديد من المختصين في الصحة والفلاحة وحماية المستهلك، اليوم، بالمعهد التقني للزراعات الواسعة بالعاصمة، إشكالية النمط الغذائي في المجتمع الجزائري، الذي صار من بين أكبر أسباب انتشار الأمراض المستعصية التي تحدق بحياة المواطنين وتستنزف خزينة الدولة، من خلال إنفاق أموال طائلة في استيراد الأدوية والتجهيزات الطبية، عوض صرفها في دعم الغذاء ونشر ثقافة الوقاية. وحسب المكلف بالإعلام بالمعهد التقني، حسان قيرواني، فإن الندوة، التي تنظم بمقر المعهد التقني للزراعات الواسعة الكائن مقره بالحراش في بالعاصمة، ستكون تحت عنوان «الأنظمة الاستهلاكية والبدائل الإستراتيجية»، وتخص موضوع ترشيد نمط الاستهلاك، بالنسبة للمواد الغذائية، خاصة ما تعلق بالخبز الأبيض، المصنوع أساسا من القمح اللين، والذي يستورد معظمه من الخارج، وبنوعيات رديئة شبه خالية من القيمة الغذائية. وذكر نفس المصدر، بأن الندوة ستكون محطة هامة، يحضرها إطارات من وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، بمشاركة متخصصين في مجال زراعة الحبوب، الصحة، التغذية وحماية المستهلك وكذا فلاحين وباحثين وخبراء، وسيتم خلالها الكشف عن جملة المخاطر المحدقة بالصحة، بفعل النظام الاستهلاكي «غير الموزون»، وإبراز أهمية التحسيس بالمخاطر الصحية الناجمة عن استهلاك الخبز المصنوع من القمح اللين «الفرينة» زيادة عن كلفته الباهظة بالعملة الصعبة وكذا التبذير الكبير فيما يخص هذه المادة ذات الاستهلاك الواسع، مشيرا إلى أن الهدف من الندوة هو وضع آليات عملية لتغيير العادات الاستهلاكية وتقديم بدائل استراتيجية تحفظ صحة المواطن وتخفض فاتورة الاستيراد الخاصة بالقمح اللين، مثلما تحقق بالنسبة للقمح الصلب والشعير، مع السعي إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي، بما يعزز في النهاية السيادة الوطنية للجزائر. كما سيناقش المشاركون في هذا اللقاء بدائل التوجه نحو استهلاك المنتوج المحلي من القمح، خاصة القمح الصلب والشعير، ذي النوعية الجيدة، والتقليل من حجم المستورد منه، لاسيما القمح الأبيض. وأكد المتحدث أن هذه الندوة، التي ستخرج بتوصيات ترفع للسلطات العليا، تعتبر تتمة لما سبقها، ومنها الورشات الثلاث المنعقدة مؤخرا حول تنمية شعبة الحبوب، وكذا الملتقيات الجهوية الثلاثة التي نظمها المعهد خلال الثلاثي الأول من هذه السنة. للإشارة، كانت «المساء» قد نشرت، في ماي الماضي، روبورتاجا حول «مخاطر الخبز الأبيض»، أجمع فيه خبراء التغذية والأخصائيون في الصحة، على أن أخطر ما يهدد صحة الملايين من الجزائريين؛ الخبز الأبيض الذي «تجذر بشكل كبير» في نمطنا الغذائي، وصار نوعا من الإدمان، مما انعكس سلبا على الصحة العمومية، فهو يتسبب في العديد من الأمراض والاختلالات الصحية، التي تتطلب بعدها موادا علاجية كيمياوية، أو عمليات جراحية، مقترحين عدة حلول لاستئصال هذه «العادة السيئة»، التي تتطلب إرادة سياسية ورؤية جديدة، يتم من خلالها الشروع في استغلال الوسائل والخبرات المتاحة، وتجنيد الكفاءات لتخفيف الوطأة، وإنقاذ الناس من مخالب الأمراض التي يمكن تجنبها بتصرفات بسيطة.