* email * facebook * twitter * linkedin قدم رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري أمس، استقالة حكومته للرئيس ميشال عون خلال كلمة نقلها التلفزيون اللبناني واستقبلها آلاف المتظاهرين في العاصمة بيروت ومختلف مدن البلاد الأخرى بالأهازيج والتصفيق ابتهاجا بتحقيقهم لأول مطالبهم برحيل طبقة سياسية لم تعد تلقى الاجماع. ولم يصمد رئيس الحكومة أمام أول أزمة سياسية عاصفة تواجه حكومته وقرر تقديم استقالته من منصبه ثلاثة عشر يوما بعد اندلاع حراك شعبي شل كل مظاهر الحياة في هذا البلد، وأصبح ينذر باحتقان حقيقي مفتوح على كل الاحتمالات بسبب تبعات أزمة اقتصادية ومالية مستعصية. واضطر سعد الحريري إلى تقديم استقالته بعد أن فشل في إقناع المحتجين بحزمة الإجراءات الاستعجالية التي اتخذها الأسبوع الماضي ضمن خطوة لتهدئة النفوس، استقبلها المتظاهرون بمطالب إضافية أصروا من خلالها على رحيل حكومته وكل وجوه الطبقة السياسية الآخرين الذين يتداولون على مناصب المسؤولية منذ انتهاء الحرب الأهلية سنة 1990. ولأول مرة منذ اندلاع المظاهرات، خرجت السلطات الفرنسية عن صمتها تجاه أوضاع بلد تعتبره حليفا لها في المنطقة معتبرة أن لبنان يواجه أزمة خطيرة وأن استقالة الحريري ستزيد في تعقيدها، أكثر فأكثر". وطالب لودريان مباشرة بعد إعلان الوزير الأول سعد الحريري استقالته، السلطات اللبنانية باتخاذ كل الإجراءات اللازمة للمحافظة على استقرار المؤسسات وضمان وحدة لبنان. وشرعت وحدات الجيش اللبناني بالتعاون مع عناصر جهاز الشرطة ومكافحة الشغب، في أكبر عملية انتشار في العاصمة بيروت، شملت الميادين والساحات الرئيسية التي تحولت طيلة أسبوعين إلى أماكن الاعتصامات بعد أن قام المتظاهرون بقطع الطرقات الرئيسية وتشكيل أطول سلسلة بشرية امتدت من أقصى شمال البلاد إلى أقصى جنوبها على طول 170 كلم وشهدت مشاركة مئات آلاف اللبنانيين في رسالة قوية برفض النظام السياسي اللبناني المبني على المحاصصة الدينية والطائفية. وفرضت وحدات الجيش طوقا أمنيا حول مقار الحكومة لتأمينه ومنع وقوع مواجهات بين المتظاهرين الرافضين للنظام القائم وبين عشرات المواطنين الذي رفضوا استمرار المظاهرات وقطع الطرق الرئيسية وقاموا بتحطيم خيم الاعتصام وإضرام النار فيها وفي منصات التظاهر، واعتدوا على المتظاهرين باستخدام العصي والحجارة والأدوات الحادة.