* email * facebook * twitter * linkedin تم تنصيب اللجنة الوزارية متعددة القطاعات، المكلفة بإطلاق الحملة الوطنية التحسيسية لمكافحة ظاهرة تبذير مادة الخبز، حيث ستقوم بإعداد وتقديم ورقة طريق نهاية نوفمبر الجاري، حول الاستراتيجية التحسيسية لمكافحة الظاهرة. وتضم اللجنة التي أشرف على تنصيبها كل من وزير التجارة سعيد جلاب، ووزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات محمد ميراوي، ممثلين من عدة قطاعات. وشدد السيد جلاب خلال تنصيب هذه اللجنة نهاية الأسبوع، على تضافر كل الجهود لمكافحة ظاهرة التبذير، التي تتنافى مع قيم المجتمع والدين الإسلامي، مشيرا إلى أن الحملة تعوّل أيضا على مساهمة المؤسسات الناشئة في مجال تكنولوجيات الإعلام والاتصال. واعتبر السيد جلاب أن الأرقام المتعلقة بتبذير مادة الخبز صادمة، حيث تصل إجمالا إلى 340 مليون دولار سنويا؛ إذ يصل الاستهلاك اليومي للخبز على المستوى الوطني، إلى 50 مليون خبزة يوميا، منها 10 ملايين خبزة تبذَّر يوميا، وتصل إلى 13 مليون خبزة خلال شهر رمضان، موضحا أن كميات القمح اللين المستعملة في إنتاج الخبز المبذر، تصل إلى مليون طن سنويا، في الوقت الذي يقدر دعم الدولة لهذه المادة ذات الاستهلاك الواسع والمفرط، ب 15,5 مليار دينار. كما ذكّر بأن الجزائر تستورد أكثر من 7 ملايين طن من القمح اللين سنويا، بقيمة 1,6 مليار دولار. وبالمقابل تنتج أقل من 10 بالمائة من احتياجاتها من هذا الصنف من الحبوب، 60 بالمائة منه يوجَّه إلى المخابز كمادة مدعمة من طرف الدولة. ومن جانبه، شدد وزير الصحة محمد ميراوي على مراجعة النمط الغذائي للمواطن، ملاحظا أن القمح اللين هو الأكثر استهلاكا في الجزائر؛ باعتباره المصدر الأساس لمادة الخبز؛ حيث حذّر من الإفراط في استهلاك الخبز بالنظر إلى تداعياته السلبية على صحة الفرد، ومؤكدا أن الدراسات العلمية أثبتت أن القمح اللين؛ أي الخبز الأبيض، ينتج جزيئات تحفز سلوك الإدمان وتنعش الشهية بشكل قوي، ما يؤدي لاحقا إلى الإصابة بأمراض مزمنة عديدة، أبرزها السمنة والسكري والضغط الشرياني. وأشار الوزير إلى أن هذا النوع من الخبز يفتقد للقيمة الغذائية، حيث نجده خاليا من البروتينات والدسم والكربوهيدرات المعقدة، كما أنه يفتقد إلى الفيتامينات أثناء الطهي، داعيا إلى التحول إلى استهلاك الرغيف الصحي الكامل. وجدير بالذكر أن هذه اللجنة الوزارية المستحدثة كانت من ضمن التعليمات التي وجهها الوزير الأول نور الدين بدوي، خلال الاجتماع الوزاري المشترك الذي عُقد في 4 نوفمبر الجاري، والذي خُصص لدراسة برنامج تطوير شعبة الحبوب، خاصة في الجنوب والهضاب العليا.