كشف وزير التجارة السعيد جلاب عن أرقام صادمة حول تبذير الجزائريين لمادة الخبز ، ما استدعى تنصيب لجنة وزارية متعددة القطاعات تكلف بإطلاق حملة وطنية تحسيسية لمحاربة ظاهرة تبذير هذه المادة الحيوية. وأوضح جلاب خلال تنصيب هذه اللجنة أمس في قصر المعارض بالعاصمة بمعية وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات محمد ميراوي، أن الأرقام المتعلقة بتبذير مادة الخبز "صادمة" حيث تصل إجمالا إلى 340 مليون دولار سنويا. وأن الاستهلاك اليومي للخبز على المستوى الوطني يصل إلى 50 مليون خبزة يوميا منها 10 مليون خبزة تبذر يوميا وتصل إلى 13 مليون خبزة خلال شهر رمضان. وأبرز في ذات السياق، أن كميات القمح اللين المستعملة في إنتاج الخبز المبذر يصل إلى مليون طن سنويا. بالمقابل يضيف الوزير- فإن دعم الدولة لهذه المادة ذات الاستهلاك الواسع والمفرط يقدر ب 15.5 مليار دينار جزائري (120 مليون دولار). كما ذكر بأن الجزائر تستورد أكثر من 7 ملايين طن من القمح اللين سنويا بقيمه 1.6 مليار دولار بالمقابل تنتج أقل من 10 بالمائة من احتياجاتها من هذا الصنف من الحبوب، 60 بالمائة منه يوجه للمخابز كمادة مدعمة من طرف الدولة . وأضاف إن الخبز كمادة أساسية "يجب أن تسترجع قيمتها الروحية والاجتماعية والاقتصادية والمكانة التي كانت تحتلها في الوسط العائلي". وتابع يقول " من غير المقبول أن يباع الخبز على قارعة الطريق أو يرمى في سلات القمامة . من جانبه، شدد ميراوي على ضرورة مراجعة النمط الغذائي للمواطن ملاحظا بأن القمح اللين هو الأكثر استهلاكا في الجزائر باعتباره المصدر الأساسي لمادة الخبز. محذرا من الإفراط في استهلاك الخبز بالنظر إلى تداعياته السلبية على صحة الفرد، مؤكدا أن الدراسات العلمية أثبتت أن القمح اللين ( الخبز الأبيض) ينتج جزيئات تحفز سلوك الإدمان وتنعش الشهية بشكل قوي ما يؤدي لاحقا للإصابة بأمراض مزمنة عديدة أبرزها السمنة و السكري و الضغط الشراييني. وأشار وزير الصحة إلى أن هذا النوع من الخبز يفتقد للقيمة الغذائية حيث نجده خال من البروتينات، والدسم و الكربوهيدرات المعقدة ، كما وأنه يفتقد إلى الفيتامينات أثناء الطهي، داعيا إلى التحول إلى استهلاك الرغيف الصحي الكامل. وجدير بالذكر أن هذه اللجنة الوزارية المستحدثة كانت من ضمن التعليمات التي وجهها الوزير الأول نور الدين بدوي خلال الاجتماع الوزاري المشترك الذي عقد يوم 4 نوفمبر الجاري خصص لدراسة برنامج تطوير شعبة الحبوب لاسيما في الجنوب والهضاب العليا. وتتشكل هذه للجنة التي كلفت بإعداد و تقديم ورقة طريق نهاية نوفمبر الجاري حول الإستراتيجية التحسيسية لمكافحة ظاهرة تبذير الخبز، من ممثلين عن قطاعات التجارة والصحة والشؤون الدينية ووزارة الداخلية والتربية والتعليم العالي إلى جانب ممثلين عن المجتمع المدني وخبراء التغذية بالإضافة إلى أخصائيين في مجال الصحة و ممثلين عن المؤسسات الناشئة في مجال التواصل الاجتماعي. وسيكون للجنة عمل ميداني على مستوى المؤسسات والمطاعم الجامعية والمدرسية والمستشفيات للتحسيس بأهمية الحفاظ على الخبز كما ستساهم في إرساء تكوين نوعي للخبازين ليصبحوا أكثر مهنية واحترافية .