* email * facebook * twitter * linkedin أكد نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد قايد صالح، أمس، أن "كل المحاولات اليائسة الهادفة إلى المساس بأمن الجزائر واستقرارها قد فشلت وستفشل مستقبلا"، مشددا على أنه "لاخوف على وطن يتشبع أفراد جيشه بقيم تاريخهم الوطني". وحسبما أورده بيان لوزارة الدفاع الوطني، فقد أشار الفريق قايد صالح في كلمة توجيهية بمناسبة اليوم الرابع من زيارته التفقدية إلى الناحية العسكرية الرابعة (ورقلة) إلى أن كل المحاولات اليائسة الهادفة إلى المساس بأمن بلادنا واستقرارها، والتي فشلت في السابق، "ستفشل مستقبلا، بحول الله تعالى وقوته، بفضل الجهود العازمة والمثمرة التي ما فتئ يبذلها الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، مؤكدا بأن الجيش استلهم هذه الجهود من إخلاصه لقيم نوفمبر ولرسالته الخالدة "لكي تبقى الجزائر واحدة لا تتجزأ وفقا للقسم المؤدى في سبيل الوطن". في سياق متصل، أبرز الفريق قايد صالح "الجهود المضنية التي يبذلها أفراد الوحدات المرابطة على طول الشريط الحدودي لإقليم الاختصاص، في سبيل تأمين هذه المنطقة الحيوية والحساسة من كل التهديدات والآفات، تقديرا منهم للمسؤولية التاريخية التي يتحملونها بكل اقتدار". وقال في هذا الشأن "لأجل ذلك، نعمل دوما على المحافظة على الجاهزية في أعلى مستواها وعلى أن يتم التحضير والتدريب الجيد لقواتنا المسلحة بالطريقة المثلى والمرسومة، حتى تبقى على الدوام مالكة لمقاليد القدرة على الاضطلاع بمهامها، ومتكيفة باستمرار مع تطور الوضع الجيوسياسي وتعقّد الرهانات التي تشهدها المنطقة"، مضيفا مخاطبا إطارات الناحية، أن هذا الأمر "يستوجب بالضرورة حرصكم كإطارات على التطبيق الصارم لبرنامج التحضير القتالي لمختلف مكونات قوام المعركة بتكثيف التمارين التطبيقية التكتيكية العملياتية بالرمايات الحقيقية لمختلف الأسلحة والقوات لمختلف المستويات والأنساق، تدريب وتحضير الأركانات والأفراد في المستويات التكتيكية والعملياتية، هذا فضلا عن الحرص على الاستخدام الأفضل لمنظومات الأسلحة الموجودة في الحوزة". واستطرد نائب وزير الدفاع الوطني قائلا "فبقدر هذا الارتياح الذي نشعر به كلما تفقدنا الأفراد والوحدات والنواحي والقوات، فإننا نبقى دوما نطلب المزيد"، مبرزا أن "التحديات متوالدة ومتسارعة، والجزائر تستحق من كافة أبنائها في كافة مواقعهم، بأن يكونوا حصنها المنيع، وهنا يكمن سبب ارتياحنا لأننا نشعر فعلا، أن الجيش الوطني الشعبي، هو سليل فعلي لجيش التحرير الوطني، فلا خوف على وطن يتشبع أفراد جيشه بقيم تاريخهم الوطني، ويعتبرون تثمين عبره والاستفادة من دروسه، بمثابة المنارة التي يهتدون بنورها على مسار امتلاك المزيد من القوة التي بها تُحفظ هيبة الجزائر وتصان سيادتها الوطنية ووحدتها الترابية والشعبية". وتميزت فعاليات اليوم الرابع من زيارة الفريق قايد صالح إلى الناحية العسكرية الرابعة، حسب البيان بترؤسه لاجتماع عمل ضم قيادة وأركان الناحية وقادة القطاعات العملياتية وقادة الوحدات ومسؤولي مختلف المصالح الأمنية والمديرين الجهويين، حيث استمع إلى عرض شامل حول إقليم الاختصاص، قدمه قائد الناحية، اللواء حسان علايمية. الحرص على تأمين كل مراحل العملية الإنتخابية وألقى نائب وزير الدفاع الوطني، في ثالث يوم من زيارته للناحية العسكرية الرابعة بورقلة أول أمس، كلمة توجيهية، شدد فيها على أنه تم اتخاذ كل الإجراءات المناسبة التي "تحفظ للشعب الجزائري أمنه واستقراره وتحفظ للدولة الجزائرية ومؤسساتها الحيوية هيبتها واستمراريتها"، مؤكدا بأن هذا المسار سيتواصل إلى غاية بلوغ محطة تنظيم الانتخابات الرئاسية، "التي تم من أجل إنجاحها، كما يعلم الجميع، اتخاذ كافة التدابير الأمنية الكفيلة بتأمين جميع مراحل العملية الانتخابية، فضلا عن مراعاة كافة التدابير القانونية الكفيلة بحماية صوت المواطن والمحافظة على الطابع الدستوري لهذا المسار الوطني الهام". وتوقف الفريق قايد صالح مرة أخرى، عند الصلة التي تجمع بين الشعب الجزائري والجيش الوطني الشعبي، بقوله "إننا نعلم يقينا بأن هذه المواقف الواضحة التي ما فتئ يقفها شعبنا حيال جيشه، هي مواقف ثابتة لأنها نابعة من إدراكه العميق وحسه السليم الذي لا يخطئ أبدا، بأن الجيش الوطني الشعبي، قد كان ومنذ البداية صادق النية ونقي المقاصد والأهداف، وهو يرافق شعبه في مسيراته السلمية والحضارية، مرافقة، حرصت القيادة العليا على أن توفر خلالها كافة موجبات الحماية وكافة الظروف الأمنية والوقائية". وجدد بالمناسبة التأكيد على أن القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي "حرصت جاهدة على أن تتم الاستجابة للمطالب الشعبية المشروعة والملحة، التي من أجلها انطلقت المسيرات الشعبية السلمية والحضارية، والتي تراعي المصلحة العليا للوطن". الرباط المقدس بين الشعب وجيشه يقلق أعداء الوطن وعاد نائب وزير الدفاع الوطني، إلى إبراز "العمق التاريخي" للجيش الوطني الشعبي، الذي اعتبره يمثل العامل الذي يقلق أعداء الجزائر، مشيرا في سياق متصل إلى أن الجيش الوطني الشعبي هو "عن جدارة واستحقاق سليل جيش التحرير الوطني"، قبل أن يؤكد بأن هذه الصلة تمثل "الرباط المقدس الذي أقلق كثيرا هؤلاء الأعداء، بحكم أنهم يريدون جيشا بلا عمق تاريخي، ليتسنى لهم توظيفه ليخدم مصالحهم وينحاز إلى أهدافهم ونواياهم المنحرفة والعميلة"، مضيفا بأن "كل ذلك يشكل "السبب الحقيقي والعميق لهذه العداوة التي يكنها هؤلاء للجيش الوطني الشعبي ولقيادته المجاهدة ذات المنابع النوفمبرية الخالصة والمخلصة". وأعرب الفريق قايد صالح في هذا الصدد عن يقينه "بانتصار الشعب الجزائري على أذناب "العصابة"، مثلما انتصرت ثورة نوفمبر بالأمس على عدوها الغاشم، اعتمادا على الصدق والإخلاص والإصرار على بلوغ الأهداف.. حيث سيكون المد النوفمبري هو الطابع الذي سيصبغ ألوان الجزائر الجديدة ودولتها الشامخة الراسية الجذور". كما سجل الفريق أيضا قناعته بكسب هذا الرهان وتخييب آمال من وصفهم ب«خدام الاستعمار"، الذين قال عنهم بأنه "لا يعجبهم إطلاقا هذا الالتفاف الوطني الصادق حول الجيش الوطني الشعبي، التفاف يؤكد وبقوة تصميمه الثابت والعازم على الذهاب إلى الانتخابات الرئاسية ل 12 ديسمبر 2019، التي يرى فيها بحسه الفطري والطبيعي بمثابة المخرج الوحيد، من مثل هذه الظروف الخاصة التي تمر بها الجزائر". وخلص الفريق قايد صالح إلى أنه "أصبح الآن واضحا كل الوضوح، من يريد للجزائر بأن تخرج من هذه الظروف التي تمر بها، ومن يريد لها الوقوع في فخ الانسداد بكل ما ينجر عن ذلك من عواقب وخيمة وغير مأمونة". تجدر الإشارة إلى أن الفريق قايد صالح، خصص اليوم الثالث من زيارته إلى الناحية لتفقد بعض وحدات القطاع العسكري في بسكرة التي استهلها بالمدرسة العليا للقوات الخاصة. فبعد مراسم الاستقبال ورفقة اللواء حسان علايمية قائد الناحية العسكرية الرابعة، تابع الفريق تنفيذ تمرين قفز مظلي عملياتي قامت به مفرزة من المدرسة. وهو التمرين الذي يندرج في إطار الرفع المستمر والفعال لجاهزية أفراد القوات الخاصة، والتحسين المتواصل لمستوى قدراتهم القتالية والعملياتية وجعلها في غاية التيقظ والاستعداد الدائم لأداء المهام الموكلة. وحسب بيان وزارة الدفاع الوطني، فقد تم تنفيذ التمرين "بدقة عالية وبسرعة وباحترافية كبيرة، أكدت القدرة الفائقة التي يتحلى بها أفراد القوات الخاصة عند تنفيذهم لمثل هذه الأعمال القتالية الفعالة والسريعة..". بعدها ترأس الفريق لقاء توجيهيا ألقى خلاله كلمة توجيهية، تابعها جميع أفراد الناحية، ليفسح المجال بعدها أمام الإطارات والأفراد، الذين "جددوا التأكيد على استعدادهم الدائم لحماية حدودنا الوطنية وفخرهم واعتزازهم وهم يقومون بهذه المهمة الوطنية المقدسة".