توجه وفد يمثل نوابا عن المجلس الشعبي الوطني أمس إلى بلدية "أولف" بولاية أدرار، التي تضررت بصفة كبيرة من الفيضانات الأخيرة التي شهدتها المنطقة، للاطلاع على مدار ثلاثة أيام على حجم الخسائر التي خلفتها الفيضانات ومدى التكفل الميداني بالضحايا. وكانت لجنة نواب المجلس الشعبي الوطني التي يرأسها السيد محمد الصغير قارة قد حلت أمس بولاية أدرار لمساندة مواطني الولاية في محنتهم والتكفل بكل ما يحتاجونه لتجاوز الأزمة. وفي هذا السياق أوضحت مصادر برلمانية، أنه في إطار المهام المنوطة بالمجلس الشعبي الوطني قامت مجموعة من النواب يمثلون أحزاب التحالف فضلا عن ممثلين لكل من حزب العمال وكتلة الأحرار بزيارة لولاية أدرار للاطلاع على ما خلفته الفيضانات الأخيرة، ومن ثم تقديم المساعدات اللازمة للمواطنين. وزار الوفد البرلماني بعض العائلات المنكوبة بالخيم التي رحلوا إليها واطلعوا على وضعيتهم بعدة مناطق منكوبة بالمنطقة. وأكد النائب محمد صغير قارة رئيس الوفد في تصريح أدلى به للإذاعة أمس أنه تنقل للمنطقة رفقة السلطات المحلية وفق برنامج عمل تم إعداده بهذا الخصوص للاطلاع على الإمكانيات المسخرة لمنكوبي المنطقة. وجاء تعيين هذا الوفد حسب المتحدث بقرار من رئيس المجلس الشعبي الوطني السيد عبد العزيز زياري في إطار العمل البرلماني. كما أشار السيد قارة إلى أن الوفد البرلماني سيعد تقريرا مفصلا حول الوضعية بالمناطق المنكوبة لتسليمه مباشرة بعد العودة للعاصمة لرئيس المجلس الشعبي الوطني قصد تحسيس الحكومة لتثبيت الإجراءات المتخذة والكشف عن النقائص الملاحظة. وكانت خمس بلديات من ولاية أدرار قد أعلنت مناطق منكوبة على إثر الأمطار الغزيرة التي ميزت المنطقة الأسبوع الماضي والتي خلفت عدة خسائر بشرية ومادية كبيرة وتسببت في وفاة شخصين. حيث صنف 3561 منزلا في قائمة السكنات المتضررة، 1757 منها لم تعد صالحة للسكن، علما أن اللجنة المكلفة بعملية إحصاء المساكن المتضررة أحصت 1394 مسكنا متضررا بمنطقة أولف لوحدها و1300 في أقبلي ،867 في تيمقطن أغلبها مساكن هشة مبنية بمادة "الطوب" لا يمكنها مقاومة غزارة الأمطار والسيول الجارفة. وتبقى طبيعة السكنات الطوبية بالمنطقة السبب الرئيسي لانهيارها بسبب عدم مقاومتها للكوارث وتبللها بالمياه القوية والأمطار الغزيرة، الأمر الذي جعل الحكومة تفكر في كيفية القضاء على هذا النوع من السكنات بالجنوب الجزائري الذي يسبب خسائر وكوارث كلما حدثت فيضانات مثلما تم تسجيله خلال فيضانات ولاية غرداية في شهر أكتوبر الماضي، غير أن القضاء على هذا النوع من السكنات ليس بالأمر السهل في الوقت الذي تشكل فيه نسبة كبيرة من الحظيرة العمرانية بكل ولايات الجنوب.