تنقل، أمس، كل من وزير السكن والعمران السيد نور الدين موسى والوزير المنتدب المكلف بالجماعات المحلية السيد دحو ولد قابلية، إلى دائرة أولف بولاية أدرار، لتطبيق البرنامج الاستعجالي المقرر من قبل الحكومة إثر الفيضانات التي اجتاحت المنطقة وتسببت في خسائر معتبرة ووفاة شخص وجرح اثنين آخرين على الأقل. وقد تفقد الوزيران برفقة المدير العام للحماية المدنية السيد مصطفى لهبيري والسلطات المحلية للولاية، المناطق المتضررة، وبحثا في عين المكان، سبل تطبيق الاجراءات التي اتخذتها السلطات العمومية لاسيما برنامج إعادة بناء السكنات المتضررة جراء هذه الفيضانات. وكانت المصالح التقنية بأولف الواقعة على بعد250 كلم جنوب ولاية أدرار قد واصلت عملية إحصاء المنكوبين جراء الأمطار الغزيرة التي تهاطلت يومي الاثنين والثلاثاء المنصرمين والتي بلغ حجمها 33 ملم، فيما قام أفرا د الحماية بنصب 185 خيمة منها 25 في اطار المساعدات التي قدمها الجيش الشعبي الوطني، حسبما أكدته خلية الأزمة. وعلم من الحماية المدنية أن الحصيلة النهائية للخسائر البشرية الناجمة عن التقلبات الجوية تمثلت في وفاة شخص بقصر حماد بتسابيت، موظف بمؤسسة سونلغاز كان في مهمة لتصليح أحد الأعطاب الى جانب إصابة شخصين بجروح بعد انهيار مسكنيهما. وكانت الأمطار الغزيرة المصحوبة بالرياح القوية التي عرفتها الولاية قد تسببت في انهيار كلي لأكثر من 208 سكنات طوبية و322 مسكنا متضرر جزئيا بدائرة اولف اضافة الى تضرر 10 سكنات ومسجد بدائرة تسابيت، كما تسببت في انقطاع التيار الكهربائي في عدد من الأحياء والقصور المترامية الأطراف وشل الحركة بعدد منها نتيجة الأوحال اضافة إلى انقطاع الهاتف ببعض المناطق. وللوقوف على مخلفات هذه الاضطرابات الجوية وقصد التكفل بالمنكوبين تنقل والي الولاية أول أمس إلى دائرة اولف، حيث اعطى التوجيهات اللازمة لجميع السلطات المحلية من أجل الاسراع في عملية التكفل. وبولاية غرداية، تم أول أمس ايواء وبشكل مؤقت 46 عائلة كانت تقطن سكنات منجزة بمواد أولية تقليدية بالداخلية التابعة لمتقنة مدينة المنيعة الواقعة على بعد275 كلم جنوب عاصمة الولاية. وأفادت مصالح الحماية المدنية أن هذا الاجراء تم اتخاذه بعد أن تضررت سكناتهم الهشة بفعل الأمطار الغزيرة التي تهاطلت على المنطقة خلال الثلاثاء والأربعاء المنصرمين. واستنادا إلى المصادر نفسها فقد شكلت لجنة الإحصاء العائلات المتضررة من هذه التقلبات المناخية، وذلك بغرض حصر وبشكل دقيق للعدد الحقيقي للمنكوبين بما يسمح باتخاذ التدابير اللازمة للتكفل بهم. وحسب مسؤولين محليين، فقد تم إرسال مؤن ومساعدات غذائية وأفرشة وأغطية لفائدة العائلات المتضررة بغرض التخفيف من معاناتهم ومواجهة الظروف المناخية الصعبة التي تجتاح المنطقة. وقد سجلت مصالح الحماية المدنية بغرداية عقب هذه التقلبات المناخية 94 تدخلا تتمثل في امتصاص مياه الأمطار من داخل الأقبية الأرضية وتقديم اسعافات لأشخاص حوصرت مركباتهم داخل مياه الوادي. وبالجلفة، تم مساء الأربعاء المنصرم، التكفل بقرابة 1000 مسافر على مستوى مؤسسات تربوية ومراكز التكوين المهني بالولاية، جراء تساقط الثلوج الذي أدى إلى غلق الطريق الوطني رقم 1 وكذا الطرق الولائية وقد أشرف على هذه العملية التي جندت لها كافة الوسائل الضرورية مصالح الحماية المدنية والسلطات المحلية وكذا العسكرية. كما أحدثت التقلبات الجوية أضرارا ببعض ولايات جنوب شرق البلاد، حيث تم تسجيل يومي الثلاثاء والأربعاء المنصرمين عدة انهيارات لجدران مساكن قديمة وأخرى غمرتها مياه لأمطار إلى جانب انقطاعات متكررة في التيار الكهربائي في مناطق متفرقة من ولاية ورقلة. وشهدت ولاية الأغواط يومي الثلاثاء والأربعاء، تساقطا كثيفا للثلوج مما انجر عنه حدوث شلل تام في حركة المرور بطرق الولاية، وتقطع السبل بالعديد من العائلات والأشخاص المستعملين للطرقات، حيث بلغ سمك الثلوج حسب الحماية المدنية أحيانا، 50 سنتيمترا. وقد سجلت جهود حثيثة لإجلاء العائلات والأشخاص العالقين بالطرق وايوائهم في المدارس الابتدائية ودور الشباب وبعض المؤسسات العمومية. وبالهضاب العليا الشرقية، تواصل تساقط الثلوج صباح أول أمس بمرتفعات ولاية سطيف، حيث بلغ سمكها 50 سنتم، خاصة بجبال تيكر كارت بدائرة بوعنداس (شمال سطيف). وأوضح مصدر من محطة الارصاد الجوية بمطار 8 ماي 45 ، ان الطقس البارد وغير المستقر الذي ميز البلاد، حيث سجل انخفاض الحرارة إلى درجتين تحت الصفر، أدى إلى تساقط الثلوج بالهضاب العليا، وتحديدا على المرتفعات التي يزيد علوها عن 700 متر. وأفادت مصالح الحماية المدنية ان جدار بناية قديمة بمدينة العلمة (شرق سطيف) قد انهار وتسبب في إصابة امرأة في الخمسين من العمر، بجروح تم نقلها إلى مصلحة الاستعجالات بالمستشفى. وسجلت الحماية المدنية كذلك اضطرابات في حرك المرور على الطرق الوطنية 74 ، 75 و 76 وذلك على مستوى بلديات بوقاعة وبني ورثيلان وبوعنداس بشمال سطيف، حيث واجه سائقو المركبات بعض الصعوبات وكذلك الشأن بولاية برج بوعريريج المجاورة، حيث تسبب تساقط الأمطار والثلوج مساء الأربعاء المنصرم، في احداث اضطرابات في حركة المرور بدائرة الجعافرة وكذا بعاصمة الولاية.