* email * facebook * twitter * linkedin قدّم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي 41، مساء الأربعاء المنصرم، الفيلم البرازيلى "الرجل الودود" للمخرج إيبير كارفالو في عرض دولي أول، بعد أن عُرض في البرازيل قبل أسبوعين. وتم تقديمه للجمهور المصري في المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية. ويشارك الفيلم في المسابقة الدولية للتظاهرة. العمل مبنيّ على ثلاثة عناصر مهمة تعكس الواقع البرازيلي في وجهه العابس بعد تفشي ظاهرة العنف فيها. ويعالج في مبنى درامي سلس ومشوق في الوقت عينه، العنصرية وسوء استعمال شبكات التواصل الاجتماعي، فضلا عن تعسف سلطة الشرطة، كل هذه المظاهر صورها المخرج بوضوح، وانتقدها انتقادا لاذعا. وتدور أحداث "الرجل الودود" حول نجم الروك "أويليو"، الذي يجد نفسه متورطا في مقتل ضابط شرطة بشكل غير مباشر، فيسعى لتبرئة ذمته عبر رحلة ليلية للبحث عن الطفل المشتبه فيه، ليصطدم بسلطتي الشرطة ومواقع التواصل الاجتماعي، إذ يوضح المخرج إيبير كارفالو أنهما أسوأ عاملين يهددان المجتمع. ويبدأ الفيلم بحركات للكاميرا عشوائية، ترصد حادثة وفاة شرطي. وبدا أن هناك من صور الحادثة والمتورط نجم الروك، لكن ليس هناك من جزم، غير أن التهمة لبسته تماما، الأمر الذي جعل حياته اليومية تصعب بسبب انتشار الفيديو، وأضحى النجم المحبوب عند البرازيليين مجرما حقيقيا، وكذلك في نظر الشرطة. المتاعب التي واجهها أويليو جعلته يسير على الأقدام، لكن هيهات أن يدخل مسكنه؛ إذ وجد عددا من المواطنين ينددون بما فعل، ولم يتمكن البتة من الدخول، فاستعان قهرا بصحفية كانت تتبعه منذ البداية، دفعها فضولها الصحفي إلى معرفة حقيقته، فركب معها الدراجة النارية متوجهين إلى إحدى الحانات، وهناك اكتشف جانبا آخر من المجتمع البرازيلي المضطهد الذي يقاوم العنصرية المتفشية ضد السود رغم أنهم السكان الأصليون للبلد، وهي من التناقضات التي ألقى المخرج الضوء عليها. كما اكتشف المغني قصة صبي اختفى عن الأنظار؛ إذ كان يشتغل مع أمه الخياطة في تسليم المنتوجات التي تخيطها، لكن في آخر تسليم لا يعود إلى البيت؛ إذ يتعرض لاعتداء ويُسلب منه المال، فلا يتمكن من العودة، والشرطة لا تفعل شيئا حياله، ولا أحد يساعده بسبب النظرة الدونية إليه. ويحاول المغني رفقة عدد من الأشخاص من بينهم أخت الصبي، الخروج للبحث عن المفقود، وينتهي بهم الأمر مع كتيبة شرطة تقوم بإهانتهم، غير أن أحد أفراد الجماعة الموقوفة يرسل للصحفية عنوان المكان الذي هم فيه، فتقوم ببث مباشر على فايسبوك، تعري من خلاله الممارسات المافياوية والقمعية ضد أشخاص أبرياء. وقد يشير هنا المخرج إلى أن منصات التواصل الاجتماعي يجب أن يتم استعمالها لمثل هذه الأغراض ولاسيما كشف الفساد، وليس للتضليل، مثلما حدث لنجم الروك، الذي وقع ضحية فيديو نُشر على هذه الشبكات.