* email * facebook * twitter * linkedin قال الرئيس الامريكي دونالد ترامب، أمس، ساعات قبل جلسة تاريخية للتصويت على بدء إجراءات عزله من طرف نواب الكونغرس، إنه لم يفعل شيئا يعاقب عليه، وأضاف في تغريدة على صفحته الخاصة بوجهها للشعب الأمريكي متسائلا "هل تعتقدون فعلا أنه سيتم اتهامي من طرف اليسار الراديكالي، هؤلاء الديمقراطيون الذين لا يفعلون شيئا.. وأكررها أنا لم أفعل شيئا خطيرا أحاكم بسببه". وجاءت تغريدة الرئيس الأمريكي ساعات قبل جلسة تاريخية لنواب الكونغرس انطلقت أمس، ودامت ست ساعات كاملة لمناقشة مادتين تم التصويت عليهما في وقت سابق لبدء عملية العزل: هل الرئيس ترامب، تعسّف في استغلال وظيفته لتحقيق مآرب شخصية؟ وهل أعاق عمل الكونغرس في التحقيق في ما أصبح يعرف بفضيحة القضية الأوكرانية؟. وفي حال تمكن الحزب الديمقراطي من تمرير مسعاه بالمصادقة على هاتين المادتين في غرفة النواب والشيوخ لاحقا فإن الرئيس ترامب، سيكون رابع رئيس أمريكي تتم محاكمته بعد الرئيسين ريتشارد نيكسون، الذي فضّل تقديم استقالته قبل عقد جلسة عزله سنة 1974، وبعده الرئيس بيل كلينتون سنة 1998، الذي نجا من مقصلة النواب الأمريكيين بعد أن اعترض مجلس الشيوخ على إنهاء عهدته، وقبلهما الرئيس اندرو جونسون، الذي نجا هو الآخر من العزل من طرف نواب غرفة الشيوخ سنة 1868. واذا كانت امكانية التصويت لصالح عزل الرئيس من طرف نواب الكونغرس بالنظر إلى الأغلبية التي يحوز عليها الحزب الديمقراطي في الغرفة السفلى، فإن ذلك يبقى صعب المنال عندما تعرض القضية على مجلس الشيوخ الذي يضمن فيه الحزب الجمهوري الأغلبية. وسيبقى مصير الرئيس ترامب، محل ترقب إلى غاية عقد مجلس الشيوخ جلسة مماثلة منتصف شهر جانفي القادم، ستتمخض إما بتأكيد قرار غرفة النواب بعزله أو تبرئة ذمته، وبالتالي تمكينه من مواصلة مهامه وتحقيق حلمه في الترشح لعهدة رئاسية ثانية شهر نوفمبر القادم. وتعود متاعب الرئيس ترامب، مع هذه القضية إلى 25 جويلية الماضي، عندما قام مخبر لدى وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي. أي. إي) بتسريب مضمون مكالمة هاتفية أجراها الرئيس ترامب، مع نظيره الأوكراني فلودومير زيلانسكي طالبه فيها بفتح تحقيق قضائي حول نشاط هايد بايدن نجل المرشح الديمقراطي لرئاسيات نوفمبر 2020 جو بادين، بهدف تشويه صورته وقطع الطريق أمامه في الوصول إلى البيت الأبيض. وحرك الحزب الديمقراطي هذه القضية منذ شهر سبتمبر الماضي، بوتيرة متسارعة عبر سلسلة جلسات عرفت تداول شهود إثبات ورطوا الرئيس الأمريكي، مؤكدين أنه استغل منصبه لأغراض شخصية وتم تكييف المسألة على أنها مساس بالأمن القومي الأمريكي، كونه طالب قوة أجنبية بالتدخل في مسار الانتخابات الرئاسية الأمريكية. وعرفت جلسة المحاكمة تقسيم مدة الست ساعات التي استغرقتها الجلسة بين نواب الحزبين لتقديم كل طرف منهما أدلة الإثبات أو أدلة النفي ضمن معركة سياسية بخلفية حزبية. ورغم الخناق الذي فرضه الحزب الديمقراطي عليه فإن حظوظ ترامب، في النجاة من مقصلة العزل مازالت قائمة، خاصة بعد تأكيد نواب مجلس الشيوخ أنهم سيبرئون ذمته، وهو ما جعله يتمسك بمواقفه الرافضة لكل رضوخ وراح قبل جلسة أمس، يؤكد في رسالة الى رئيسة غرفة النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي حملت عبارات قاسية " إنك فتحتي حربا ضد الديمقراطية الأمريكية وأن التاريخ سيحاكمك ولن يرحمك " بقناعة "ان جلسة الكونغرس مجرد انقلاب غير شرعي جاء على خلفية حزبية". وتابع مخاطبا بيلوسي "إنك غير قادرة على تقبل نتيجة انتخابات سنة 2016، وحكم صناديق الاقتراع، في إشارة الى فوزه بتلك الانتخابات أمام مرشحة الحزب الديمقراطي وكاتبة الدولة للخارجية هيلاري كلينتون.