عقد مجلس النواب الأمريكي الذي يشكل الديمقراطيون غالبية أعضائه، أمس الأربعاء، جلسة تصويت تاريخية لإطلاق إجراءات محاكمة الرئيس دونالد ترامب أمام مجلس الشيوخ، ليصبح رابع رئيس يتعرض لمحاولة العزل في الولاياتالمتحدة. عشية التصويت، قال الرئيس دونالد ترامب، إنه يتعرض إلى «محاولة انقلاب» ومحاكمة كيدية، وفي رسالة استثنائية من ست صفحات، قال ترامب مخاطبًا رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي: «التاريخ سيحكم عليك بشكل قاس». جاءت الرسالة بعد دقائق فقط من إعلان بيلوسي» أن مجلس النواب سيمارس إحدى الصلاحيات الأكثر أهمية التي كفلها لنا الدستور عندما سنصوّت لإقرار مادتي العزل ضد رئيس الولاياتالمتحدة». اتُّهم ترامب بمحاولة الضغط على أوكرانيا لفتح تحقيق بشأن خصمه الرئيسي في انتخابات 2020 جو بايدن، واتٌّهم كذلك بعرقلة الكونغرس من خلال رفضه التعاون مع التحقيق الرامي لعزله، إذ منع موظفين من الإدلاء بشهاداتهم ورفض تقديم وثائق كأدلة. ستحال بعد ذلك القضية إلى مجلس الشيوخ حيث من المفترض أن تبدأ محاكمة ترامب في جانفي وهنا، يتوقع أن تتم تبرئته نظرا لهيمنة الجمهوريين على هذا المجلس، ورغم هذه النتيجة المرجحة، صبّ ترامب غضبه في الرسالة التي وجهها إلى بيلوسي، إذ لم يتوان عن الدفاع عن سجله ومهاجمة الديمقراطيين. ترامب ليس الأول يعتبر ترامب رابع رئيس في تاريخ الولاياتالمتحدة يحال للمحاكمة أمام مجلس الشيوخ بقصد عزله، فمن هم الرؤساء الأمريكيون الثلاثة الذين تعرضوا لإجراءات المساءلة والعزل؟ أندرو جونسون (1868) بدأت إجراءات عزل الرئيس الديمقراطي أندرو جونسون، بعدما أصدر الكونغرس قانون «حيازة المنصب»، الذي قيد سعي جونسون بشأن فصل عدد من المسؤولين الحكوميين المعينين من قبل سلفه الجمهوري أبراهام لنكولن. لكن جونسون، الرئيس السابع عشر للولايات المتحدة، أصرّ على إقالة وزير الحرب إدوين ستانتون، الأمر الذي دفع مجلس النواب إلى سحب الثقة منه، وتمكن من تجنب الإدانة في مجلس الشيوخ، ولم يعزل من منصبه. ريتشارد نيكسون (1974) أقرت اللجنة القضائية في مجلس النواب الأمريكي، التي يسيطر عليها الديمقراطيون ثلاث تهم لمساءلة الرئيس الجمهوري ريتشارد نيكسون، وهي: عرقلة العدالة، وإساءة استخدام السلطة، وعرقلة عمل الكونغرس. كانت جميع التهم الموجهة إلى نيكسون تتعلق بما عرف حينها باسم «فضيحة ووترغيت» عام 1972، المرتبطة بالتجسس على مكاتب الحزب الديمقراطي المنافس. كانت النتيجة أن سحب أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريون ثقتهم من نيكسون، مما دفعه إلى الاستقالة قبل بدء إجراءات عزله، وكان ذلك عام 1974. بيل كلينتون (1998-1999) أقرّ مجلس النواب الأمريكي تهمتين ضد الرئيس الديمقراطي بيل كلينتون هما: الحنث باليمين أمام هيئة محلفين كبرى، وعرقلة الدعاوى القضائية. وبدأت إجراءات عزل كلينتون في الكونغرس عام 1998، بعد أن تم توجيه اتهام له بوجود علاقة جنسية مع المتدربة في البيت الأبيض آنذاك مونيكا لوينسكي. لم يستطع الجمهوريون حشد الأغلبية في مجلس الشيوخ لإدانة كلينتون، وكان عدد من صوتوا ضده أقل بكثير من ثلثي العدد المطلوب للإدانة، وبالتالي لم يتم عزل كلينتون وأكمل فترته الرئاسية حتى عام 2001.