توصل رؤساء الدول والحكومات الإفريقية المشاركة في القمة ال12 للاتحاد الإفريقي في ختام أشغالها أمس بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا إلى حل وسط بخصوص مقترح الرئيس الليبي معمر القذافي بإنشاء حكومة افريقية بتشكيل حكومة مؤقتة من 14 وزيرا. ووصف الرئيس السينغالي عبد اللاي واد أمس قمة الاتحاد الإفريقي بالناجحة جدا وقال "انه لنجاح كبير بالنسبة لإفريقيا لأننا توصلنا في مناقشاتنا إلى أبعد مدى رغم أن المشوار كان صعبا ولكن يمكنني القول أن معركة حكومة الاتحاد بلغت اليوم مرحلتها النهائية". وتوصل قادة الدول الافريقية بعد خلافات حادة ميزت جلسات المناقشات إلى توافق تم من خلاله تغيير اسم "مفوضية الاتحاد" الهيئة التنفيذية على مستوى الاتحاد الإفريقي إلى "سلطة الاتحاد". واختتمت أمس أشغال القمة ال12 لرؤساء وقادة دول الاتحاد الإفريقي بالعاصمة الإثيوبية اديس ابابا بعدما تم تمديد أشغالها ليوم إضافي بسبب الخلافات التي نشبت بين المشاركين حول مسألة "حكومة الاتحاد" التي ينادي بها الرئيس الجديد للاتحاد الزعيم الليبي معمر القذافي. ولم يتمكن المشاركون بعد ليلة من المناقشات الصاخبة من التوصل إلى أرضية توافقية مما اضطر رئاسة الاتحاد الإفريقي إلى تمديد أشغال دورته إلى غاية يوم أمس. وكان الزعيم الليبي معمر القذافي رحب خلال كلمة ألقاها بعد انتخابه رئيسا للاتحاد الإفريقي لمدة سنة بانتخاب باراك اوباما رئيسا للولايات المتحدة وقال أن "كفاح الشعب الأسود انتصر على العنصرية" معبرا عن آماله في أن ينجح الرئيس الأمريكي الجديد في تحقيق التغيير الذي يدعو إليه. وكان رؤوساء الدول والحكومات الأعضاء ال53 اجتمعوا طيلة نهار أول أمس بغرض إنهاء اجتماعاتهم بمناقشة التقرير الجديد لوزراء الخارجية حول تطبيق الإصلاح في الاتحاد الإفريقي ولكنهم لم يتمكنوا من الاتفاق على الرغم من المناقشات الصاخبة التي جرت في جلسة مغلقة استمرت خمس ساعات كاملة. وكان الرئيس الليبي معمر القدافي غادر مركز المؤتمر بدون أن يدلي بأي تصريح وهو ما اعتبره دبلوماسيون أفارقة انه "أدرك أنه خسر" في تمرير مشروعه لإقامة حكومة الاتحاد الإفريقي. ويسود توتر واضح منذ انتخاب القذافي رئيسا للاتحاد بحيث لم يخف الرئيس الاوغندي يويري موسيفيني المعارض لسياسة القذافي استياءه خلال مناقشة الوضع الاقتصادي واجتماع مجموعة العشرين من سياسة الزعيم الليبي وقال في غياب هذا الأخير "لماذا لا نرسل أخينا القذافي إلى مجموعة العشرين؟ ألم ننتخبه؟ لكنني آمل أن يعبر عن وجهة نظر مختلفة عن وجهة نظره". ورغم الخلافات التي ميزت أشغال هذه القمة فإن مصادر دبلوماسية أكدت أن المشاركين تمكنوا في نهاية المطاف من التوصل إلى تفاهم حول الطريقة التي يجب انتهاجها بعدما صادقوا على توصيات المجلس التنفيذي. وأضافت هذه المصادر أنه سيتم خلال ثلاثة أشهر المقبلة صياغة تقرير أولي حول تعميق الإصلاح يعرض على قادة الدول الإفريقية في قمة جويلية المقبل للبت فيه وفي حالة تم التوافق على الإصلاح تبدأ عملية المصادقة في كل دولة عضو اعتبارا من شهر جانفي 2010. وكانت قمة الاتحاد الإفريقي الثانية عشرة افتتحت أشغالها الأحد الأخير بالعاصمة الإثيوبية اديس ابابا لبحث مسائل تطوير البنى التحتية في الدول الإفريقية ضمن خطوة لوضع الأسس لشراكة أوسع وبما يمكن مختلف الدول الإفريقية من الاستفادة من مشاريع التنمية المشتركة في القطاعات الحيوية ولكن المناقشات تشعبت وطغت عليها الجوانب السياسية والهيكلية بالإضافة إلى انعكاسات الأزمة المالية المستفحلة في اقتصاديات الدول الرأسمالية الكبرى.